الرئيسية » في الأخبار أيضا
الملك محمد السادس

الرباط - المغرب اليوم

برزت، مؤخرا، إلى ساحة النقاش الدولي قضية تايوان بعد زيارة قامت بها نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي؛ على الرغم من معارضة الصين التي تعتبر تايوان جزءا لا يتجزأ من ترابها.وتايوان عبارة عن جزيرة تتمتع بحكم ذاتي؛ لكنه مناهض لسلطة بكين منذ انتهاء الحرب الأهلية الصينية عام 1949، وهي تحظى بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.وتعتبر الصين أن تايوان إقليم متمرد، أما تايوان فترى أنها الأحق في حكم كل من تايوان وجمهورية الصين الشعبية.

وسط هذا الصراع المستمر منذ عقود، كان موقف المغرب منذ البداية واضحا من خلال دعم بكين في مبدأ “الصين الواحدة” حتى في زمن الحرب الباردة؛ وهو موقف تجدد، مؤخرا، على لسان عزيز مكوار، سفير الرباط في الصين.وعلاقات الصين والمغرب قديمة؛ فقد حكى المؤرخ الطيب بياض، في كتابه “اكتشاف الصين”، أن المغرب كان من بين عشر دول إفريقية خصها الوزير الأول الصيني “شوان لاي”، في عهد ماوتسي تونغ، بزيارة رسمية سنة 1963.

وأضاف بياض أن حبل الود بين الرباط وبكين انطلق منذ مؤتمر باندونغ سنة 1955، الذي أسس حركة عدم الانحياز، عندما دعمت الصين المغرب في مطلبه العادل لنيل الاستقلال.كما وقفت الصين إلى جانب المغرب من أجل إزالة القواعد العسكرية الأمريكية من أراضيه. وفي سنة 1958، تم تدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.وجاء في كتاب بياض أن المغرب لم يكن جاحدا لدعم الصين؛ بل سارع إلى تبني سياسة خارجية متحررة تقوم على ربط العلاقات مع كثير من أقطار العالم وتوسيع دائرة التعاون الاقتصادي بدون تمييز بين كتل العالم.

وذكر المؤرخ المغربي أن المغرب جسد موقفه في ظرفية حساسة، من خلال الوقوف إلى جانب الصين الشعبية في مطلبها القاضي باستعادة العضوية داخل الأمم المتحدة.وكان انتصار الثورة الاشتراكية في الصين سنة 1949 قد دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى الحيلولة دون تمثيل الصين الشعبية في الأمم المتحدة؛ وهو ما نتج عنه وضع نشاز أسفر عن احتلال حكومة تايوان لمقعد الصين الدائم في مجلس الأمن إلى غاية سنة 1971.وقبل استعادة الصين لمقعدها، لم يدخر المغرب جهدا في دعم ومساندة الصين في مطلبها، حيث ألقى عبد اللطيف الفيلالي، رئيس الوفد المغربي بهيئة الأمم المتحدة، يوم 6 أكتوبر 1958، كلمة تحدث فيها عن النزاع القائم في الشرق الأقصى ومسألة الصين الشعبية وفسر الأسباب التي يؤيد المغرب من أجلها قبول حكومة بكين بالأمم المتحدة.

واستمر المغرب يساند الصين من خلال كلمته أمام الجمعية العامة أو بالتصويت حتى استرجعت مقعدها بالأمم المتحدة، في تصويت جرى يوم 25 أكتوبر من سنة 1971. وفي الشهر الموالي، ألقى المهدي زنطار، مندوب المغرب، خطاب الترحيب بوفد الصين في الجمعية العامة باسم الدول العربية.وقال المؤرخ الطيب بياض إن العلاقات المغربية الصينية زادت رسوخا من تلك السنة، على المستويين السياسي والدبلوماسي؛ لكنها تفتقر إلى مواكبة قوية على المستوى الاقتصادي.وفي سنة 2016، وقع المغرب والصين على 15 اتفاقية شراكة بين القطاعين العام والخاص في إطار شراكة إستراتيجية وباتت الرباط في موقع يمكنها من لعب دور مهم وإستراتيجي في مشروع “طريق الحرير”؛ وهو مشروع صيني ضخم يقوم على ربط الصين بالعالم عبر استثمار مليارات الدولارات في البنيات التحتية.

وإذا كان المغرب يدعم بشكل صريح مبدأ “الصين الواحدة”، فإن بكين ما زالت تتبنى الموقف المحايد؛ فهي تدعم إنهاء النزاع حول الصحراء في إطار الأمم المتحدة، ويبقى الأهم هو أنها لا تعترف بجبهة “البوليساريو” ولا تقيم معها علاقات كيفما كان مستواها، وهو ما يجعلها موقفها الحيادي إيجابيا بالنسبة إلى المغرب، في انتظار اقتناعها بموقف المغرب الذي اقتنعت به أغلب دول العالم.ويؤكد المغرب انخراطه في سياسة الصين الواحدة كأساس للعلاقات بين البلدين، وهو انخراط يقوم على المواقف المبدئية المغرب والتي يطبعها الثبات والمسؤولية والمصداقية والوثوق بشأن احترام السيادة الوطنية والوحدة الترابية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.

قد يهمك ايضاً

مجلس النواب الأمريكي يقر خطة بايدن بتخصيص 1.9 تريليون دولار لتداعيات كورونا

رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي يطلب رفع السرية عن تقرير حول مقتل خاشقجي

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزير الخارجية الألماني يدين عنف المستوطنين ويصفه بالإرهاب ويطالب…
استعدادات لفك حصار الفاشر وسط تحذيرات من كارثة إنسانية…
مستشار الرئيس الفلسطيني يُشيد بمساعدات الملك محمد السادس لأهالي…
الحكومة المغربية تصرف لجميع الموظفين الدفعة الثانية من الزيادة…
المحكمة الجنائية الدولية تتسلم ملف جرائم الدعم السريع بدارفور…

اخر الاخبار

ترامب يجدد اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء
الملك محمد السادس يهنئ رئيسة سويسرا بمناسبة العيد الوطني…
وزير العدل المغربي يؤكد أن مطالبة الموظفين برخصة مغادرة…
وفد من مجلس المستشارين المغربي يُشارك في المؤتمر العالمي…

فن وموسيقى

رحيل الفنان لطفي لبيب عقب مسيرة فنية حافلة بالعطاء…
محمد فراج يعود بمسلسل كتالوج في تجربة إنسانية عميقة…
أنغام تنفي إصابتها بسرطان الثدي وتطمئن جمهورها قبل طرح…
لطيفة تؤكد أن ألبوم "قلبي ارتاح" يعكس روحها وأعادت…

أخبار النجوم

أمير كرارة يعبّر عن سعادته بالعمل مع النجمة هنا…
سامو زين يعود للإخراج بعد غياب 15 عاماً
عمرو يوسف يتحدث عن أعماله الفنية وكواليس حياته الخاصة
نسرين طافش تعود للغناء بعد غياب خمس سنوات

رياضة

اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس
محمد صلاح يحافظ على مكانه ضمن قائمة الأعلى أجراً…
القبض على رمضان صبحي في مطار القاهرة أثناء العودة…
يوفنتوس يسعى لضم المغربي سفيان أمرابط من فنربخشة التركي…

صحة وتغذية

المشروبات الغازية الدايت قد تُزيد من خطر الإصابة بمرض…
أطعمة مخمرة تُعيد التوازن إلى جهازك الهضمي وتشفي الأمعاء…
8 مشروبات صباحية تُوازن سكر الدم بشكل طبيعي
وزير الصحة المغربي يُعلن إطلاق المجموعات الصحية الترابية للارتقاء…

الأخبار الأكثر قراءة

السيسي وميتسوتاكيس يدعوان الى التهدئة ويحذران من موجة جديدة…
قطر تعلن إيقاف حركة الملاحة الجوية "مؤقتا"
الرئيس السوري يتعهد بمحاسبة منفذي تفجير كنيسة مار الياس…
فرنسا تنشر طائرة عسكرية لإجلاء مواطنيها من إسرائيل
مجزرة جديدة في غزة 29 قتيلا من بينهم 13…