القدس المحتله - المغرب اليوم
استمراراً لهجمات الحوثيين تحت لافتة مساندة الفلسطينيين في غزة، تبنّت الجماعة الحوثية، الأحد، إطلاق صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل، بينما أعلنت الأخيرة اعتراضه دون تسجيل أي أضرار.ويعد هذا الهجوم الثالث من نوعه منذ توقف حرب الاثني عشر يوماً بين إيران وإسرائيل، في وقت تتخوف فيه الأوساط اليمنية من ردود فعل انتقامية من قبل الجيش الإسرائيلي، قد تكون أكثر عنفاً وتدميراً من الموجات العشر السابقة.
وفي بيان للمتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، ادعى أن قوات جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار بن غوريون في تل أبيب، وذلك بواسطة صاروخ باليستي فرط صوتي من نوع «فلسطين 2». وزعم المتحدث الحوثي أن الهجوم حقق هدفه بنجاح وتسبب في هروب ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ، كما أدى إلى توقف حركة المطار. وهدد بأن جماعته ستواصل هجماتها حتى توقف «العدوان على غزة، ورفع الحصار عنها».ووسط الحديث الدائر عن اقتراب التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، قال المتحدث الحوثي إن قوات جماعته «على استعداد وجاهزية للتعامل مع أي تطورات قد تحدث خلال الأيام المقبلة».
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلق من اليمن، مشيراً إلى تفعيل صفارات الإنذار في مناطق عدة. ولم تتحدث السلطات عن حدوث أي خسائر أو أضرار.وكان آخر هجوم تبنته الجماعة الحوثية، الثلاثاء، الماضي بصاروخ باليستي و3 طائرات مسيرة، غير أن الجيش الإسرائيلي تحدث فقط عن صاروخ تم اعتراضه.
40 صاروخاً
منذ 17 مارس (آذار) الماضي استأنف الحوثيون هجماتهم باتجاه إسرائيل عقب انهيار الهدنة في غزة؛ حيث أطلقوا نحو 40 صاروخاً باليستياً والعديد من المسيّرات، وجميعها جرى اعتراضها أو لم تصل إلى أهدافها، باستثناء صاروخ انفجر قرب مطار بن غوريون في تل أبيب في الرابع من مايو (أيار) الماضي.وكانت الجماعة الحوثية قد أطلقت نحو 200 صاروخ ومسيّرة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، وحتى 20 يناير (كانون الثاني) الماضي، قبل استئناف الهجمات في مارس بالتزامن مع الحملة التي أطلقها ترمب ضد الجماعة لإرغامها على التوقف عن مهاجمة السفن.
ودفعت هجمات الحوثيين إسرائيل إلى شنّ ضربات انتقامية في 10 موجات دمّرت أغلب أرصفة موانئ الحديدة الثلاثة، كما دمّرت مطار صنعاء و4 طائرات مدنية، ومصنعي أسمنت ومحطات توليد كهرباء. وقالت الجماعة إن الخسائر تقدر بملياري دولار.واختارت إسرائيل في الموجة العاشرة من ضرباتها في 10 يونيو (حزيران) الماضي أن تقصف أرصفة ميناء الحديدة الخاضع للحوثيين باستخدام سفنها الحربية لأول مرة. كما نفذت إبان المواجهة مع إيران محاولة اغتيال في صنعاء استهدفت رئيس أركان الجماعة عبد الكريم الغماري، وهي العملية التي لا تزال نتيجتها طي الكتمان الحوثي.
مخاوف من رد انتقامي
وفي حين يهوّن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي من أثر الضربات الإسرائيلية، لا يستبعد مراقبون أن يكون رد تل أبيب هذه المرة ضمن حملة أكثر تدميراً وفتكاً قد تأتي على ما تبقى من مرافق وبنى تحتية تحت سيطرة الجماعة.وعقب هجوم الثلاثاء الماضي، كان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس توعد بالرد على الجماعة، وقال في بيان: ««مصير اليمن هو مصير طهران»، في إشارة إلى الدمار الذي ألحقته الضربات الواسعة على إيران بما في ذلك البنية التحتية النووية والصاروخية.
وهدد كاتس بالقول: «بعد أن ضربنا رأس الأفعى في طهران، سنستهدف الحوثيين في اليمن أيضاً. من يرفع يده ضد إسرائيل، ستُقطع يده».ومع استمرار الجهود الرامية إلى اتفاق جديد بين حركة «حماس» وإسرائيل، تبقى الجماعة الحوثية هي التهديد المتبقي لتل أبيب بعد تدمير قدرات «حزب الله» وإسكات سلاح الفصائل العراقية وصولاً إلى توجيه ضربات موجعة لإيران شملت برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
الولايات المتحدة تؤكد الإبقاء على وجود عسكري كبير في الشرق الأوسط رغم تخفيضات محدودة
جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة تنطلق في الدوحة وسط تباينات حادة وتصعيد في القطاع