الرئيسية » في الأخبار أيضا
المغرب

الرباط - المغرب اليوم

قال محمد الزهراوي، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية، إن “الاتفاق السعودي الإيراني تحول نوعي على مستوى التحالفات إقليميا ودوليا”، مضيفا أنه “يؤشر وينذر ببروز تحولات لاحقة من الممكن أن تؤدي إلى خلط الأوراق وتشابك الملفات”.

وبسط الزهراوي، في مقال له، مجموعة من التساؤلات والفرضيات لمحاولة فهم هذا الموقف الجديد في العلاقات السعودية الإيرانية، وفهم سياق التقارب ومضمونه وخلفياته وتداعياته، مشيرا إلى أنه “من المحتمل أن يؤثر هذا التحول على العلاقة المغربية السعودية”.
هذا نص المقال:

يعتبر الاتفاق السعودي/ الإيراني بوساطة صينية تحولا نوعيا على مستوى التحالفات إقليميا ودوليا، وبالنظر إلى هذا “المتغير” الذي يحتاج إلى الدراسة والفهم، فإنه يؤشر وينذر ببروز تحولات لاحقة من الممكن أن تؤدي إلى خلط الأوراق وتشابك الملفات.

ومن أجل محاولة فهم هذا الموقف الجديد، يمكن طرح بعض الأسئلة والفرضيات المرتبطة بسياق التقارب ومضمونه وخلفياته وتداعياته. إذ كيف يمكن قراءة الاتفاق السعودي/ الإيراني في التوقيت الراهن؟ ما هو موقف الإدارة الأمريكية من هذا التقارب؟ ما هو سقف هذا التقارب عمليا وإجرائيا؟ وهل سيكون الإطار الثابت دبلوماسيا، أم سيشمل باقي المجالات الأمنية والاقتصادية والتجارية؟ وما تداعيات ذلك على الملف اليمني؟ ما هو دور الصين في هذا التقارب؟ ما تداعيات هذا الموقف على العلاقات السعودية الإسرائيلية؟ ما هي الرسائل المشفرة للسعودية من وراء هذا التحول؟ ما تأثير هذا التقارب على التحالفات الإقليمية العربية، خاصة تجاه الإمارات العربية والمغرب؟ كيف ستتعامل المملكة المغربية مع هذا التحول؟ هل سيؤثر على التوازنات الإقليمية، خاصة في الرقعة المغاربية، لاسيما أن السعودية تعتبر حليفا قويا للمغرب؟

يمكن تقديم أجوبة أولية من خلال ثلاثة مستويات أو فرضيات:

أولا، تحاول السعودية من خلال هذا التقارب أن تضغط على إدارة بايدن لمراجعة علاقاتها وتليين مواقفها تجاه ولي العهد محمد بن سلمان، ويشكل هذا “التمرد السعودي”، إن جاز توصيفه بهذا الشكل، استمرارا للسياسة التي ما فتئ ينتهجها محمد بن سلمان ضد إدارة بايدن، على غرار المواقف السابقة الرافضة لرفع إنتاج النفط مع بداية الحرب الأوكرانية/ الروسية، وبالتالي فهذا “المتغير” لا يعدو أن يكون “بالون اختبار” لجس نبض الإدارة الأمريكية، ومحاولة إحراجها، خاصة أمام حلفائها مثل إسرائيل وغيرها، وذلك بغرض دفع إدارة بايدن إلى “تليين” مواقفها تجاه إدارة محمد بن سلمان. وبالتالي من السابق لأوانه المراهنة كثيرا على التحول الجديد، الذي من المستبعد، حسب هذه الفرضية، أن يشكل بداية بروز علاقات صداقة قوية بين الطرفين في ظل تباعد وتعارض المصالح السعودية الإيرانية منذ ثورة الخميني.

ثانيا، التحول السعودي يؤشر على تغيير بوصلة التحالفات، ومحاولة الاصطفاف ضمن المحور الصيني/ الروسي، لاسيما أن “ميزان القوى” خلال الحرب الروسية الأوكرانية بدأ يميل أكثر لصالح الصينيين، إذ عرت تلك الحرب عن حقائق وتوازنات جديدة على الرقعة الدولية، بفعل أن جل المؤشرات لم تكن لتخدم مصالح الأمريكيين، بحيث أثرت هذه الحرب بشكل سلبي على موقعها وتأثيرها إقليميا ودوليا. وتبعا لذلك، تحاول السعودية بطريقة استباقية أن تتموقع بشكل جيد وفق قراءة تستحضر كل هذه التحولات الجيوسياسية.

ثالثا، هذا التحول الطارئ قد يكون مرده التباين والتباعد في وجهات النظر إزاء المشروع النووي الإيراني بين الأمريكيين من جهة والسعوديين والإسرائيليين من جهة أخرى، حيث بدا واضحا تردد وتخبط إدارة بايدن في معالجة الملف النووي الإيراني، لاسيما أن هناك تقارير غربية باتت تؤكد قرب امتلاك إيران للسلاح النووي، إذ لم يعد الأمر يتطلب إلا شهورا معدودة. وبالتالي فعدم توجيه ضربة استباقية- الذي كان، ولا يزال، يعتبر مطلبا ملحا لحلفاء أمريكا- من شأنه أن يفقد إدارة بايدن أهم وأبرز حلفائها في المنطقة. وفي هذا الإطار يمكن فهم الموقف السعودي.

وأخيرا، بغض النظر عن التداعيات المحتملة لهذا المتغير، إذا ما تم اعتماده دبلوماسيا وتنزيله من خلال توسيع وتقوية العلاقة مع إيران لتشمل المجالات الأمنية والعسكرية والاقتصادية، فمن المحتمل أن يؤثر هذا التحول على العلاقة المغربية/ السعودية، بالنظر لمجموعة من المعطيات والتوازنات، سواء المرتبطة بملف التشيع أو العلاقة مع الجزائر وإسرائيل.


قد يهمك أيضاً :

وليد أزارو ينتظم في تدريبات الاتفاق السعودي

أميركا وبريطانيا وأستراليا توقع اتفاقاً لإنشاء أسطول غواصات نووية للتصدي لنفوذ الصين

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

نزار بركة يؤكد أن الشباب المغربي بحاجة لمواجهة الخطابات…
فاطمة الزهراء المنصوري تُحذر من تهميش القرى وتدعو لعدالة…
ضحايا من الأطفال في غزة وإسرائيل تبرر بالجوانب التقنية
محمد المهدي بنسعيد يؤكد أن حزب الأصالة والمعاصرة آلية…
نزار بركة يستقبل كفاءات مغربية شابة انخرطت في حزب…

اخر الاخبار

بوريطة يُحذر من نشر خريطة المملكة المغربية مبتورة ويصفه…
الملك محمد السادس ينعى بوهاري ويشيد بمسيرته ومساهماته في…
وزير الخارجية المغربي يُطالب بتحويل الشراكة مع أوروبا إلى…
فوزي لقجع يؤكد إستعداد الحكومة المغربيةلإعادة النظر في معايير…

فن وموسيقى

سعد لمجرد يقدّم حفلاً أسطورياً في المغرب بعد غياب…
سميرة سعيد تبدأ تحضيرات ألبوم جديد مع هاني يعقوب…
لطيفة رأفت تعود بقوة في صيف 2025 بجولة فنية…
أحمد السقا يكشف عن مشاريعه الفنية المُقبلة ويتحدث لأول…

أخبار النجوم

أحمد سعد يعلن عن مفاجآته في ألبومه الجديد "بيستهبل"
الفنان عمرو دياب يدعم نجليه بعد مشاركتهما في ألبومه…
محمد منير يتألق بين حفل مهرجان العلمين وديو الذوق…
المنتج هشام جمال يكشف تفاصيل تعاونه الأول مع حسين…

رياضة

الثنائي المغربي أشرف حكيمي وياسين بونو ضمن التشكيل المثالي…
موقعة نارية في النهائي العالمي بين تشيلسي وباريس سان…
مبابي يصنع التاريخ مع ريال مدريد ويسجل في سبع…
ريال مدريد يغادر ميتلايف ويترك مبابي وحده للخضوع لفحص…

صحة وتغذية

تحول جذري في علاج إصابات العمود الفقري بعد موافقة…
لعلاج الصداع النصفي المؤلم إليك حيلة زجاجة الماء البسيطة
جوز البرازيل كنز غذائي يعزّز صحتك من الداخل إلى…
فيتامين «د 3» مطوَّر يخفف أعراض التوحّد

الأخبار الأكثر قراءة

بتوجيه سري البنتاغون يوقف توريد تقنية دفاعية مهمة إلى…
استشهاد 4 صحفيين في قصف إسرائيلي على مستشفى المعمداني…
وزير الخارجية المغربي يؤكد أن الأطلسي لم يعد مجرد…
الأمير مولاي الحسن يترأس حفل تخرج الفوج 25 للسلك…
الجيش المغربي يُعزز ترسانته بمدرعات أميركية