بيروت - المغرب اليوم
تصاعدت مؤشرات التباين السياسي في لبنان بعد مواقف متناقضة صدرت، الإثنين، عن رئيس الجمهورية جوزيف عون وحزب الله، بشأن سبل التعامل مع التوترات الحالية في البلاد.
ويخشى مراقبون من أن يؤدي استمرار هذا الانقسام الداخلي بين الميول إلى التهدئة ورفض التفاوض، إلى شلل في القرار وإضعاف الموقف اللبناني في أي مفاوضات محتملة حول الأمن والحدود، وانزلاق البلاد إلى مواجهة أوسع قد تعيد لبنان إلى أجواء الحرب.
وبرز التباين الواضح في المواقف اللبنانية حيال سبل التعامل مع التوترات الحالية، بعدما دعا عون إلى اعتماد التفاوض "كخيار وحيد"، في حين شدد نائب في كتلة حزب الله على أن الحزب "لن يستسلم ولن يتنازل"، في مواقف تعكس انقساما داخليا حول نهج التعامل مع الأزمة الراهنة.
ويحذر مراقبون من أن استمرار الخطابين المتناقضين قد يزيد حالة الغموض السياسي ويؤخر أي مسار تفاوضي محتمل، في وقت يحتاج به لبنان إلى توحيد الموقف الرسمي لتفادي انعكاسات أمنية داخلية محتملة.
أكد عون أن التفاوض هو الخيار الوحيد المتاح أمام لبنان في ظل استمرار التوترات الإقليمية، مشددا على أن "لغة التفاوض أهم من لغة الحرب التي رأينا ماذا فعلت بنا".
وأوضح عون، في بيان للرئاسة، أن السياسة تقوم على 3 أدوات أساسية هي الدبلوماسية والاقتصاد والحرب، مضيفا: لا تؤدي الحرب إلى نتيجة، فإن النهاية تكون دائما بالتفاوض، والتفاوض لا يكون مع صديق أو حليف، بل مع عدو".
وأشار الرئيس اللبناني إلى أن مصلحة لبنان يجب أن تبقى فوق كل اعتبار، داعيا مختلف القوى السياسية والدينية والأمنية إلى تغليب المصلحة الوطنية على الحسابات الفئوية.
وفي حديثه عن الوضع الداخلي، أكد عون أن الحكومة الحالية تعمل على تنفيذ إصلاحات نوعية انعكست إيجابا على المؤشرات الاقتصادية، متوقعا أن يحقق الاقتصاد اللبناني نمواً بنسبة 5 بالمئة بنهاية العام الجاري.
واعتبر الرئيس اللبناني أن لبنان يمتلك فرصا كبيرة للنهوض إذا ما تجاوز خلافاته الطائفية والمذهبية، قائلاً: "المسؤولية مشتركة، ويمكننا الوصول إلى الهدف بسهولة عبر الخروج من الزواريب التي دمرت البلد من دون سبب".
في المقابل، أكد النائب في كتلة حزب الله البرلمانية حسين الحاج حسن، على أن الحزب "لن يستسلم ولن يتنازل"، مشيرا إلى أن "بعض اللبنانيين يستعجلون الاستسلام وتقديم التنازلات، لكن هذا الأمر غير وارد في قاموسنا".
وقال الحاج حسن: "نحن لن نستسلم ولن نتنازل، وقلنا إن على العدو أن يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، لا سيما الانسحاب من النقاط الخمس ووقف اعتداءاته اليومية، وإطلاق سراح الأسرى بلا مقابل، وعندئذ نذهب كلبنانيين لمناقشة استراتيجية أمن ودفاع وطني من أجل الدفاع عن البلد. لا أن نبدأ من نقطة ي قبل أن ننتهي من النقطة أ".
كما اعتبر النائب في كتلة حزب الله البرلمانية حسين جشي، أن الموفدين الأميركيين باعتبارهم وسطاء "يمارسون الضغط على لبنان من دون أن يمارسوا أي ضغط على إسرائيل".
وتساءل جشي: "إلى متى ستبقى السلطة في هذا البلد تتعاطى مع الموفدين الأميركيين كوسطاء، في حين أنهم يمارسون الضغط على لبنان من دون ممارسة أي ضغط على إسرائيل؟".
ومع اقتراب انتهاء المهلة المحددة لنزع سلاح الحزب جنوبي نهر الليطاني والمقررة في غضون شهر، يتزايد القلق في إسرائيل كما في لبنان.
وتواجه الحكومة اللبنانية واحدة من أعقد المهام، مع تصاعد الضغوط المحلية والدولية لحصر السلاح بيد الدولة ونزع سلاح "حزب الله"، وسط مخاوف من تداعيات سياسية وأمنية قد تهدد الاستقرار الداخلي في البلاد.
وتأتي مطالب نزع سلاح حزب الله، في سياق التفاهمات التي أعقبت وقف إطلاق النار على الحدود الجنوبية. وتدعو واشنطن إلى التزام الحكومة اللبنانية بتطبيق القرار الدولي القاضي بحصر السلاح بالمؤسسات الرسمية.
لكن حزب الله، أعلن رفضه القاطع لأي مساع تهدف إلى نزع سلاحه، معتبرا أن هذه الخطوة "تخدم المصالح الإسرائيلية".
ويحذر المراقبون من أن أي محاولة لفرض نزع السلاح بالقوة قد تهدد السلم الأهلي وتعيد لبنان إلى أجواء الانقسام الطائفي.
أشارت صحيفة "معاريف" إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد لسيناريوهات متعددة على الجبهة الشمالية مع لبنان، مشيرة إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية وقيادة المنطقة الشمالية رصدتا نشاطا متزايدا لحزب الله في عدة مناطق لبنانية، من بينها شمال الليطاني والبقاع وجنوب بيروت.
وأضافت الصحيفة أن الحزب يعمل على إعادة بناء قوة الرضوان الهجومية، وإخراج أسلحة من مخابئها كانت إسرائيل قد قصفتها في جولات سابقة من المواجهة.
أما مبدأ العمل الجديد لإسرائيل، فيقوم على "منع أي طرف معاد من تعزيز قدراته العسكرية قرب الحدود الإسرائيلية"، وفقا لما نقلته "معاريف" عن مسؤولين إسرائيليين.
في المقابل، لم يخف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس نبرته التهديدية، حين قال إن بيروت نفسها ستكون هدفا إذا امتدت يد الحزب إلى أي بلدة في شمال إسرائيل.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
الرئيس اللبناني جوزيف عون يشدد لا خلاص لبلاده إلا بدولة واحدة وجيش واحد
حزب الله فقد مشغلي صواريخ ورفض دعم فصائل عراقية