الرئيسية » في الأخبار أيضا
السلطات الأمنية المغربية

الرباط- المغرب اليوم

تسلمت السلطات الأمنية المغربية من نظيرتها الفرنسية، زوال اليوم الأربعاء 27 أكتوبر، القيادي البارز في الشبيبة الإسلامية عبد الإله زياد، الذي تقدّمه التقارير الأمنية والإعلامية بأنه العقل المدبّر للأحداث الإرهابية التي شهدها المغرب في شتاء 1993 وصيف 1994، بما فيها أحداث “أطلس أسني” بمراكش، وأحداث “مطعم ماكدونالدز” بالدار البيضاء، وأحداث الشركة المغربية للإيداع والقرض بمدينة وجدة، وأخيرا حادث المطاردة بالسلاح الناري في مدينة فاس.

وقد تم إبعاد عبد الإله زياد، البالغ 63 سنة حاليا، من طرف السلطات الفرنسية على متن رحلة جوية وصلت زوال اليوم الأربعاء إلى مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، ومن المقرر أن يحال على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية لإخضاعه إلى الأبحاث القضائية اللازمة، وذلك وفق ما أكدته مصادر أمنية قريبة من الملف.

مسار حافل في الشبيبة الإسلامية

كثير من المغاربة يجهلون أن عبد الإله زياد هو من الرعيل الأول للمنظرين والقياديين في الشبيبة الإسلامية. فحسب تصريحات سابقة لأحد أعضاء هذا التنظيم، وهو المسمى عبد الرحيم (م)، الذي اعتقل سنة 1989، فإن “عبد الإله زياد كان هو العقل الباطن للشبيبة الإسلامية، وهو من كان يتكلّف بالتجنيد والاستقطاب وتهجير المرشحين الأوائل للقتال إلى معسكرات التدريب التي كانت وقتها في معسكرات تابعة لانفصاليي البوليساريو”.

وأضاف هذا المعتقل السابق أن “عبد الإله زياد كان يرتبط حينذاك بعلاقات عضوية وطيدة مع الانفصاليين، خصوصا مع شخص يدعى أحمد أولاد سالم”.

وتشير تقارير إعلامية متطابقة إلى أن عبد الإله زياد كان في طليعة قياديي الشبيبة الإسلامية الذين تربّصوا طويلا في ليبيا، في ظل حكم معمر القذاقي، حيث كان يتلقى التداريب العسكرية على التعامل مع السلاح الحربي في ثكنة تبعد بحوالي عشرين كيلومترا عن طرابلس العاصمة.

كما تؤكد التقارير ذاتها أن عبد الإله زياد استقبل في مناسبات عدة عبد الكريم مطيع في إطار التحضير لخلق جناح عسكري، مهمته تجنيد واستقطاب المقاتلين المنذورين للموت، وإخضاعهم لتدابير شبه عسكرية بمعسكرات تندوف، بتنسيق مع مسؤولين عسكريين جزائريين، وذلك إيذانا بإرسالهم إلى المغرب للقيام بعمليات إرهابية باستعمال أسلحة نارية.

تصدير الإرهاب إلى المغرب

بالرجوع إلى السجلات القضائية والمحاضر المنجزة في شتنبر 1994، في أعقاب توقيف المواطنين الجزائريين والمغاربة المتورطين في أحداث فاس والدار البيضاء ووجدة، وعملية “أطلس أسني” بمراكش، نجد أن جميع التصريحات والإفادات والخبرات والمعاينات المنجزة تنتهي وتصبّ عند شخص واحد؛ هو عبد الإله زياد.

فقد قدّمه جميع الأظناء على أنه المنظر والمحرّض والمموّل والمشرف العملياتي على كل الأحداث الإرهابية التي شهدها المغرب ما بين نونبر 1993 وشتنبر 1994.

وفي استقراء للمساطر المنجزة على خلفية هذه الأحداث الإرهابية، التي تعتبر الأولى في تاريخ المغرب المعاصر، نلاحظ أن اختيار وتجنيد منفّذي عمليات أطلس أسني وجميع الأحداث الإرهابية التي وقعت في المدن الثلاثة الأخرى، كان وراءها عبد الإله زياد.

فهو الذي استقطب ستيفان أيت إيدر وحمادي رضوان وكرواز عبد السلام وكمال بنعكشة وطارق فلاح وغيرهم، حيث انتشلهم من براثن الإجرام في ضواحي باريس وغيرها، خصوصا في مجال السرقات المشدّدة وبيد مسلّحة، ليقودهم بعد ذلك لارتكاب أولى الأعمال الإرهابية المطبوعة بالعنف التي شهدها المغرب.

ومن اللافت أيضا، أن جميع الموقوفين في هذه القضايا أكدوا في محاضر تصريحاتهم أن “الأسلحة والمقذوفات والأجسام المتفجرة التي تم حجزها، في كل من وجدة وأكنول وفاس ومراكش، تسلموها جميعها من عبد الإله زياد، إما مباشرة أو بشكل غير مباشر عن طريق مهربين كان يتعاقد معهم مقابل مبالغ مالية بالفرنك الفرنسي وقتها”.

ووضّح الأشخاص الأربعة الذين تم تقديمهم أمام القضاء المغربي في 2 شتنبر 1994، وهم ستيفان أيت إيدر وكمال بنعكشة (فرنسيان من أصل جزائري) وحمادي رضوان وكرواز عبد السلام، أن “عبد الإله زياد هو الذي قسّم المجموعات الإرهابية حسب المدن المغربية، وحدّد الأهداف الخاصة بكل مجموعة، ومنح لكل واحد منهم المبالغ المالية والأسلحة اللازمة لذلك”.

بل إن هذا الأخير هو الذي “وضع رهن إشارتهم حتى الشفرة أو الرموز المستعملة عند التواصل فيما بينهم، فمثلا كان الرشاش يسمى (البراد) والذخيرة تسمى (الكاس)، ولقب إدريس كان يطلق كناية على منطقة بوجلود … فعندما كان يتوصّل أحد أعضاء التنظيم بمكالمة أو رسالة نصية منطوقها: (جيب البراد والكاس عند إدريس) فإنه كان يعلم جيدا أن المقصود هو إحضار الرشاش والذخيرة إلى منطقة بوجلود”.

ومن المنتظر أن يسفر البحث القضائي مع عبد الإله زياد عن كشف مفاجآت ومستجدات كثيرة، خصوصا في الشق المتعلق بتسليط الضوء على التقاطعات التي كانت قائمة بين الشبيبة الإسلامية وليبيا القذافي وميليشيات البوليساريو ومن يقف وراءها من المسؤولين العسكريين الجزائريين.

كما من شأن هذا البحث الذي تجريه الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أن يبدد المساحات الرمادية وأماكن الظل التي ظلت عالقة بعد أحداث أطلس أسني والعمليات الإجرامية المسلحة التي شهدتها مدن الدار البيضاء وفاس ووجدة في سنتي 1993 و1994، خصوصا وأن عبد الإله زياد ظل لسنوات طويلة الحلقة المفرغة في هذه القضايا، التي آن الأوان اليوم لكشفها واستجلاء حقيقتها بعد إبعاده من فرنسا نحو المغرب.


قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

تعرف على الجهاز الغريب الذي لفظه بحر آسفي واستنفر السلطات الأمنية المغربية

 

السلطات تحجز كميات مواد فاسدة بـ''أولاد النمة''

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

قمة عربية إسلامية طارئة تنعقد في الدوحة لبحث الهجوم…
الداخلية التونسية تصدر بيانًا حول استهداف سفينة في ميناء…
الفاشر تشهد المعركة رقم 239 بين الجيش السوداني وقوات…
الإمارات تستبعد إسرائيل من مؤتمر أمني دولي في دبي
ترامب يجدد دعوته للاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة القياسية

اخر الاخبار

القوات المسلحة السعودية تختتم تمرين النجم الساطع 2025 في…
عراقجي يكشف أن مخزون اليورانيوم المخصب تحت الأنقاض
إسرائيل تتعهد بملاحقة الإرهاب في الأنفاق والفنادق
فريق ترامب يشدد الاجراءات الامنية بعد مقتل تشارلي كيرك

فن وموسيقى

نيللي كريم سعيدة بترشيح فيلمها "هابي بيرث داي" لتمثيل…
رنا رئيس تخضع لجراحة عاجلة بعد تعرضها لإجهاض ونزيف…
الممثلة الفرنسية أديل إينيل تُبحر ضمن "أسطول الصمود العالمي"…
داليا البحيري تكشف معاناتها في صيف الساحل بين المرض…

أخبار النجوم

إليسا توضح ظروف غيابها عن السوشيال ميديا وتوجه رسالة…
سيلين ديون تستعد للعودة بعد غياب طويل بسبب المرض
نادين الراسي تعتذر لفضل شاكر وابنه بعد تصريحات مثيرة…
فهد الكبيسي يمر بوعكة صحية مفاجئة ومصادر مقربة توضح…

رياضة

رونالدو يتوج بجائزة "الأفضل في كل العصور" من رابطة…
المغرب وتونس يضمنان التأهل في تصفيات كأس العالم الإفريقية…
رونالدو يبعث رسالة ود لجماهيره بصورة مع صبي الملاعب…
مفاجأة في الميركاتو ناد سعودي يضع محمد الشناوي ضمن…

صحة وتغذية

تحذيرات صحية في مصر من حقنة هتلر ومخاطر الخلطة…
سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية
دواء تجريبي جديد يحقق إستجابات واعدة ضد سرطان الرئة…
دراسة امريكية مكملات الكالسيوم وفيتامين D لا تقلل من…

الأخبار الأكثر قراءة

ترامب يجدد اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء
الملك محمد السادس يهنئ رئيسة سويسرا بمناسبة العيد الوطني…
وزير العدل المغربي يؤكد أن مطالبة الموظفين برخصة مغادرة…
وفد من مجلس المستشارين المغربي يُشارك في المؤتمر العالمي…
الملك محمد السادس يُعبر عن تقديره للعلاقات الأخوية بين…