الجزائر - فيصل شيباني
تتواصل في الجزائر أعمال الملتقى الدولي "مصير أفريقيا في فكر فرانس فانون" والذي انطلق السبت وناقش تحليل فرانتز فانون بشأن مراحل تطور أفريقيا على مر منتصف قرن من الزمن وقال مدير المركز الوطني للدراسات سليمان حاشي إن هذه التحاليل كشفت أن هناك عددا من البلدان الأفريقية لم تقف بعد بحزم على درب بناء المجتمعات التي ستكون في المدى المتوسط والطويل، والقادرة على منح شعوبها اقتصاد مدرا للثروات الفعلية وأضاف أن الوضع في بعض البلدان الأفريقية يبين استفحال آثار الاستعمار والصراعات الداخلية لمرحلة ما بعد الاستقلال ويرى منظمو اللقاء أن العديد من تحاليل أخصائيي الطب العقلي بشأن الوضع الحالي للبلدان الأفريقية، تحذو حذو فانون للتفكير بشأن مصير القارة الأفريقية وأبرز نجل فرانتز فانون أويليفي بضرورة استثمار كتابات فانون التي تعد خارطة طريقة بالنسبة لنا، معتبرا أن هذه المؤلفات تنطبق على واقعنا وواقع البلدان التي تحيط بنا، وذكر ببعض ما توقعه والده و ما أصبح يتردد بشكل منتظم ومذهل، متسائلا إذا ما كان والده قد استبق الأحداث فيما بدا يرتسم اليوم مع الاهتمام المفاجئ لقوى الخارجية بأفريقيا وقال أن أفريقيا تثير المطامع، وأنها أصبحت مختبرا مفتوحا لأشكال الاستعمار الجديد كلها التي تختبر مشاريع المجاعة و ترحيل السكان والإرهاب وغير ذلك من المشاريع ويتناول الملتقى بالبحث المحاور المتعلقة بأفكار فانون الأنثروبولوجية وأفريقيا وتنوع الأوضاع والصراعات السياسية و الاجتماعية و تعابير فنية ولأدبية في أفريقيا حاليا ويشمل الملتقى بحثا بشأن شروط الاستقلالية السياسية والاجتماعية في أفريقيا في طرح فانون ويشارك العديد من الشخصيات و الباحثين الوطنيين والدوليين المهتمين بفكر فانون في هذا اللقاء الذي سيشهد الإعلان عن ميلاد مؤسسة فانون برئاسة نجله أوليفيويعد فرانس فانون طبيبا نفسانياّ وفيلسوفا اجتماعيا ، وهو من مواليد فور دو فرانس في جزر المارتنيك في 20 أيلول /يوليو 1925، عرف بنضاله من أجل الحرية وضد التمييز والعنصرية. خدم خلال الحرب العالمية الثانية في جيش فرنسا وحارب ضد النازيين، التحق بالمدرسة الطبية في مدينة ليون، وتخصّص في الطبّ النفسي ثم عمل طبيباً عسكرياً في الجزائر في فترة الاستعمار الفرنسي، ثم رئيساً لقسم الطبّ النفسي في مستشفى بليدة " جوانفيل" في الجزائر، حيث انخرط منذ ذاك الحين في صفوف المطالبين باستقلال البلاد عن فرنسا، وعالج ضحايا طرفي الصراع, على الرغم من كونه مواطناً فرنسياً وفي عام 1955، انضم فرانز فانون كطبيب إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية (F.L.N)، وغادر سرّاً إلى تونس، وعمل طبيباً في مستشفى منوبة، ومحرراً في صحيفة «المجاهد» الناطقة باسم الجبهة، كما تولى مهمات تنظيمية مباشرة، وأخرى دبلوماسية وعسكرية ذات حساسية فائقة. وفي 1960 صار سفير الحكومة الجزائرية المؤقتة في غانا، وتوفي فانون عن عمر يناهز الـ36 عاما بمرض سرطان الدم ودفن في مقبرة مقاتلي الحرية الجزائريين ويعتبر أحد أبرز من كتب عن مناهضة الآخرين في القرن العشرين، وألهمت كتاباته ومواقفه كثيراً من حركات التحرر في أرجاء العالم, ولعقودٍ عديدة، وآمن فرانز فانون بأن مقاومة الاستعمار تتم باستعمال العنف فقط من جهة المقموع، فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.