الرباط - المغرب اليوم
بِلُغة تمزج بين الخطاب النقابي والسياسي، وجّه الأمين العامّ لحزب الاستقلال حميد شباط، انتقادات قويّة إلى الحكومة، وبشكل خاصّ إلى رئيسها عبد الإله بنكيران، خلال المسيرة الاحتجاجية التي نفذتها الشبيبة الاستقلالية عشيّة اليوم في العاصمة الرباط، والتي وازتْها وقفات احتجاجية نظمنتها فروع الشبيبة في مدن أخرى، تحت شعار “الزيادة في الأسعار خطّ أحمر”.شباط، الذي سار خلال المسيرة الاحتجاجية التي انطلقت من المقرّ المركزي لحزب الاستقلال بباب الحدّ، في اتجاه مقرّ البرلمان، جنبا إلى جنب مع الحبيب المالي، وعبد الكريم بنعتيق وعبد المجيد بوزبع، (الأمينان العامّان سابقا للحزب العمالي والحزب الاشتراكي على التوالي، اللذين اندمجا مع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية)، لجأ إلى العبارات نفسها التي اهتدى إليها منذ بروز أولى الخلافات بين حزبه وحزب العدالة والتنمية، والتي انتهت بانسحاب “الاستقلال” من الحكومة.الأمين العامّ لحزب الاستقلال قال في تصريح لهسبريس، إنّ حكومة عبد الإله بنكيران “لن تُتمم ولايتها إذا استمرّت في الإجهاز على المكتسبات التي تحقّقت، والقدرة الشرائية المواطنين”، وذهب أكثر من ذلك، حيث توقّع للحكومة مصيرا أشبه بالمصير الذي آل إليه حُكم الاخوان المسلمين في مصر.“مصير بنكيران، وأقول هذا بكلّ صراحة، سيكون إذا استمر في طغيانه، وفي الأنَا التي كبُرت في نفسه، وفي معاملته اللا شعبية، مثل مصير الرئيس المصري السابق محمد مرسي لا قدر الله، ولا أتمنى هذا المصير لبنكيران”، يقول الأمين العامّ لحزب الاستقلال الذي ظلّ حريصا على نعت رئيس الحكومة بـ”الأخ بنكيران”، مضيفا، “رئيس الحكومة أصبح شخصا لم أكن أعرفه، ولم يكن يعرفه الشعب المغربي، بنكيران الأمس ليس بنكيران اليوم”. وجوابا على سؤال حول ما إن كان يتوقّع ألاّ تكمل الحكومة الحالية ولايتها الأولى، حتى بعد تشكيل الحكومة الثانية، قال شباط “لسنا مطمئنين على الحكومة الثانية، ما دام على رأسها شخص اسمه عبد الإله بنيبكران”، وأضاف “نحن نطالب اليوم بانتخابات سابقة لأوانها من أجل إنقاذ الشعب المغربي من طغيان عبد الإله بنكيران، لأننا اليوم مقبلون على السكتة القلبية بالتصرفات اللا شعبية لرئيس الحكومة”.وحسب ما يبدو من تصريحات “الزعيم” الاستقلالي، فإنّ الأيام القادمة ستشهد مزيدا من التوتّر بين حزب الاستقلال والحكومة، إذ قال إنّ مسيرة اليوم ليست إلا خطوة أولى على درب مزيد من الاحتجاجات، “وهي خطوة تعبّر عن غضب الشعب المغربي من الزيادات الأخيرة في أسعار المحروقات، التي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة”، على حدّ قوله، مطالبا الحكومة بالتراجع عن نظام المقايسة، الذي اعتبره “عاملا يهدد الاستقرار، وينذر بالكوارث على الشعب المغربي”.شباط عادَ إلى المطالبة بحلّ حزب العدالة والتنمية، بدعوى أنّ الحزب “تابع لحركة الإخوان المسلمون في مصر”، قائلا “نحن خرجنا من الحكومة لأنها حكومة غير شعبية، ورئيسها لم يلتزم بالبرنامج الحكومي الذي صادقت عليه الأحزاب الأربعة المكوّنة للحكومة في نسختها الأولى، وبدأ في تنفيذ برنامجه الخاصّ الذي هو امتداد لبرنامج “الخوانجية” في مصر وباقي البلدان العربية، لأنّ القرار ليس بيده، بل بيد الحركة الدعوية، التي ترى أن حزب العدالة والتنمية هو فرع من فروعها، لذلك إما أن يكون الحزب حزبا سياسيا إلى جانب الأحزاب السياسية، أو أن يُحلّ، ويُنشيء حزبا يمتثل لقانون الأحزاب المغربي”، يقول الأمين العام لحزب الاستقلال.