الرباط - و م ع
رفضت منظَّمات شبابيَّة حزبيَّة ومدنيَّة مغربيَّة، يوم الاثنين في الرباط، أيَّ مساس بالوحدة الترابيَّة للمملكة، معتبرة التحرُّكات الأخيرة للقيادة الجزائريَّة "استفزازًا مباشرًا" للمغرب. وأضافت هذه المنظَّمات في بيانٍ مشترك أصدرته عقب اجتماعها في مقرِّ الجبهة الوطنية للشباب من أجل الصحراء المغربيَّة، أن ما صدر عن القيادة الجزائرية "يدخل في إطار المزايدات السياسية التي لا تخدم مصلحة الوطن ووحدة الشعب المغربي الذي أنجز المسيرة الخضراء وأعطى درسًا في التوحيد والارتباط بالوطن، ولا تساهم سوى في التشويش على سمعة المغرب فقط دون أية نتيجة، وهذا ما لا يخدم سوى المتربِّصين بوحدتنا الترابية، كما ستؤدي إلى إجهاض المجهودات الأممية لإيجاد حل سياسي للنزاع". ودعت الشعب الجزائري مجتمعًا وهيئات مدنية وسياسية وإعلامية إلى "عدم الانسياق وراء النزعات العنصرية التي يحركها النظام الجزائري تجاه أشقائهم المغاربة، والذي يتبنى جماعة مسلحة أثبتت الحقائق والوقائع ميدانيًّا تورّط عناصرها في العمليات الإرهابية في الساحل والصحراء، وفي تهريب الأسلحة والمخدِّرات واختطاف الأجانب ولا زالت مستمرة في سياستها الشمولية التي لا تعير أدنى اهتمام لحقوق الإنسان وللممارسة الديمقراطية من خلال إمعانها في قمع وتعذيب المعارضين لتوجهاتها، وفي تحويل المخيمات إلى سجن كبير للصحراويين المحتجزين". وأكّدت المنظمات على ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة من طرف المجتمع الدولي ضد "هذه الممارسات اللا إنسانية وضد استمرار نظام الرِّقّ والعبودية الذي عفا عنه الزمن بمخيمات تندوف، وتمكين المفوضية السامية للاجئين من إجراء إحصاء دقيق للمحتجزين وأخذ آرائهم حول العودة إلى أحضان وطنهم الأم". وشددت على أن "المغرب القوي بإجماعه الوطني حول وحدته الترابية وبتجربته الديمقراطية الفريدة إقليميًّا سيستمر في التعاون مع منظمة الأمم المتحدة لِطَيّ هذا الملف الذي عمر طويلا على أرضية مقترحه الوجيه، ذي المصداقية والمشروعية الدوليتين، لتمكين أقاليمه الجنوبية من حكم ذاتي على غرار تمكين باقي جهاته من نظام متقدم للجهوية كاختيار ديمقراطي إرادي لا رجعة فيه". وأوضح كمال الغمام، رئيس الجبهة الوطنية للشباب من أجل الصحراء المغربية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش اللقاء، أن الأخير جاء عقب التنسيق المكثف بين الشبيبات الحزبية ومنظمات المجتمع المدني الذين عبروا عن رفضهم القاطع للاستفزازات الأخيرة التي يتعرض لها المغرب من طرف النظام الجزائري، مؤكدا تشبث هذه المنظمات بالحكم الذاتي "كحل وحيد وأوحد لهذا النزاع المفتعل". وأشار هشام رحيل، الناطق الرسمي باسم الجبهة، في تصريح مماثل، إلى أن هذا الاجتماع يعد ردًّا على الابتزاز الذي يمارسه النظام الجزائري للمغرب عن طريق ملف الصحراء المغربية، داعيًا الشعب الجزائري إلى "عدم الانجرار وراء استفزازات جنرالاتهم الرامية إلى لفت أنظارهم عن عمليات تهريب وتبيض الأموال التي يقومون بها، ومزايدات الرئيس الجزائري الذي يستغل هذا الملف لأغراض انتخابية".