الرئيسية » عناوين الاخبار

الرباط – المغرب اليوم

يُخَلّد الشّعب المغربي من طنجة إلى الكويرة، الأربعاء، بمظاهر الاعتزاز والافتخار كله وفي أجواء التعبئة الوطنية الشاملة تحت القيادة الحكيمة للملك محمد السادس، الذكرى 38 للمسيرة الخضراء، التي تعد من أغلى وأعز الذكريات المجيدة في ملحمة استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية.  وذكرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في بيان بهذه المناسبة، أن المسيرة الخضراء المظفرة، التي أبدعها الملك المغفور له الحسن الثاني، انطلقت فيها جماهير المتطوعين من فئات وشرائح المجتمع المغربي كافة، ومن سائر ربوع الوطن يوم السادس من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1975 بنظام وانتظام في اتجاه واحد صوب الأقاليم الصحراوية لتحريرها من براثن الاحتلال الإسباني، بقوة الإيمان وبأسلوب حضاري سلمي فريد من نوعه، أظهر للعالم أجمع صمود المغاربة وإرادتهم الراسخة في استرجاع حقهم المسلوب وعبقريتهم في إنهاء الوجود الاستعماري بالالتحام والعزيمة والحكمة، حيث حققت المسيرة الخضراء أهدافها وحطمت الحدود المصطنعة بين أبناء الوطن الواحد، سلاحها العلم الوطني والقرآن الكريم والتمسك بالفضيلة وبقيم السلم والسلام في استرداد الحق والدفاع عنه. واستطاعت المسيرة الخضراء أن تُظهر للعالم بالحجة والبرهان مدى التلاحم الذي جسدته عبقرية ملك مجاهد وشهامة شعب أبي وتصميم كافة المغاربة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب على استكمال استقلالهم وتحقيق وحدتهم الترابية، وأن سلاحهم في ذلك يقينهم بعدالة قضيتهم وتجندهم وتعبئتهم للدفاع عن مقدساتهم الدينية والوطنية والذّوْد عن كيانهم، تحدوهم الإرادة الحازمة لتحقيق وحدتهم التي عمل المستعمر بأساليبه كلها على النيل منها، إلى أن عاد الحق إلى أصحابه وتحقق لقاء أبناء الوطن الواحد. لقد قدم المغرب جسيم التضحيات في مواجهة الاحتلال الأجنبي الذي جثم بثقله على التراب الوطني قرابة نصف قرن وقسم البلاد إلى مناطق نفوذ موزعة بين الحماية الفرنسية في وسط المغرب، والحماية الإسبانية في شماله وجنوبه، فيما خضعت منطقة طنجة لنظام دولي، وهذا ما جعل مهمة تحرير التراب الوطني صعبة وعسيرة بذل العرش والشعب في سبيلها تضحيات رائعة في غمرة كفاح وطني متواصل الحلقات طويل النفس ومتعدد الأشكال والصيغ لتحقيق الحرية والاستقلال والوحدة والخلاص من ربقة الاستعمار بنوعيه والمتحالف ضد وحدة الكيان المغربي إلى أن تحقق النصر المبين والهدف المنشود بعودة الشرعية ورجوع بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس والأسرة الملكية الشريفة من المنفى إلى أرض الوطن منصورا مظفرا في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1955 حاملا لواء الحرية والانعتاق من نير الاحتلال. ولم يكن انتهاء عهد الحجر والحماية إلا بداية لملحمة الجهاد الأكبر لبناء المغرب الجديد الذي كان من أولى قضاياه تحرير ما تبقى من تراب المملكة من نير الاحتلال.  وفي هذا المضمار، كان انطلاق جيش التحرير في الجنوب عام 1956 لاستكمال الاستقلال في باقي الأجزاء المحتلة من التراب الوطني، واستمرت مسيرة التحرير بقيادة بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس بعزم قوي وإرادة صلبة ليتحقق استرجاع إقليم طرفاية عام 1958. وواصل المغرب في عهد المغفور له الحسن الثاني ملاحمه النضالية حيث تم استرجاع مدينة سيدي افني عام 1969، وتكللت بالمسيرة التاريخية الكبرى مسيرة فتح المظفرة في 6 تشرين الثاني /نوفمبر 1975 التي جسّدت عبقرية الملك الموحد الذي استطاع بأسلوب حضاري سلمي فريد يصدر عن قوة الإيمان بالحق في استرجاع الأقاليم الجنوبية إلى حظيرة الوطن الأب، وكان النصر حليف المغاربة، وارتفعت راية الوطن خفاقة في سماء العيون في 28 شباط/فبراير 1976 مؤذنة بنهاية الوجود الاستعماري في الصحراء المغربية.  وفي 14 آب/أغسطس 1979 استرجع المغرب إقليم وادي الذهب إلى حظيرة الوطن. وتواصلت ملحمة صيانة الوحدة الترابية بكل قوة وإصرار لإحباط مناورات الخصوم، وها هو المغرب، اليوم بقيادة رائده الهمام باعث النهضة المغربية جلالة الملك محمد السادس يقف صامدا في الدفاع عن حقوقه الراسخة مبرزا بإجماعه التام استماتته في صيانة وحدته الثابتة، ومؤكدا للعالم أجمع من خلال مواقفه الحكيمة والمتبصرة إرادته القوية وتجنده التام دفاعا عن مغربية صحرائه وعمله الجاد لإنهاء كل أسباب النزاعات المفتعلة وسعيه إلى تقوية أواصر الإخاء بالمنطقة خدمة لشعوبها وتعزيزا لاتحادها واستشرافا لآفاق مستقبلها المنشود. وأكدت المندوبية السامية أن أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير وهي تخلد هذه الذكرى الوطنية المجيدة، ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة في عامها الثامن والثلاثين، لتؤكد استعدادها لمواصلة السير قدما على درب الملاحم والمكارم والصمود لتثبيت الوحدة الترابية للمملكة، وبذل التضحيات في سبيلها، متوخية إبراز ما تزخر به من قيم ومعان سامية لتنوير أذهان الناشئة والأجيال الصاعدة والقادمة بأقباسها في مسيرات الحاضر والمستقبل إعلاء لصروح المغرب الجديد وصيانة لوحدته الترابية ومكاسبه الوطنية.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

البيت الأبيض يعلن أن ترامب غير راض عن الضربات…
استئناف محادثات الترويكا الأوروبية مع طهران في جنيف على…
زيلينسكي يبحث مع المبعوث الأميركي استعدادات لقاء محتمل مع…
حزب الله يتراجع عن التجمع والحجار يؤكد تسليم السلاح…
ترامب يعلن تطلعه للقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ…

اخر الاخبار

بوتين يعتبر نشر قوات أجنبية في أوكرانيا أهدافا مشروعة…
وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ62 لدعم سكان غزة
إيران تعلن عن جولة جديدة من المفاوضات مع الوكالة…
شيخ عقل الدروز في السويداء يطالب بكيان مستقل ويؤكد…

فن وموسيقى

داليا البحيري تكشف معاناتها في صيف الساحل بين المرض…
منى واصف تتوج بلقب سفيرة السلام في العالم تقديراً…
مي عز الدين تكشف العديد من أسرار حياتها الشخصية…
الكشف عن حقيقة الوضع الصحي لأنغام وتطوراتها الأخيرة

أخبار النجوم

مطالب بالتحقيق مع روبي بسبب تصريحات مثيرة للجدل في…
نقابة الفنانين تؤكد أصالة لا تشارك في معرض دمشق…
أسيل عمران تكشف كواليس صعوبة تجسيد شخصية صابرين في…
حسين الجسمي يقدم اللون المصري بروح عصرية في أغنية…

رياضة

ميسي يكشف أسباب تفكيره في إعتزال اللعب الدولي قبل…
فيفا يكشف أرقام سوق الانتقالات العالمية والأندية تنفق 97…
مورينيو يؤكد تلقيه عرضًا من الأهلي المصري ويُعلن رفضه
إنفانتينو يؤكد أن المغرب قوة كروية وتتويجه الثالث بالشان…

صحة وتغذية

وزارة الصحة المغربية تعرض النسخة النهائية من مرسوم الأدوية…
رائحة الفم الكريهة مؤشر مبكر لمضاعفات السكري وأمراض اللثة
زراعة القلب الجزئية تمنح الأمل لأطفال يعانون من اضطراب…
الأطعمة فائقة المعالجة تسبب زيادة الوزن وتدهور الخصوبة

الأخبار الأكثر قراءة

إدارة ترمب تبحث تشديد اختبارات الجنسية وتأشيرات العمل
المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط يتحرك مجددًا لوقف إطلاق…
وزارة الخارجية الأميركية تؤكد مقتل مواطن أميركي في السويداء
مجلس الأمن يدعو لتسوية النزاعات سلميا والأمين العام يحذر…
الأردن وكندا يؤكدان ضرورة وقف إطلاق النار في غزة…