تتواصل في سجون تيفلت وخريبكة والأوداية في مدينة مراكش المغربيّة، إضرابات المعتقلين الإسلاميّين التي دخلوها قبل أسابيع احتجاجا على ترحيلهم بعيدا عن أسرهم وللمطالبة بتحسين ظروف إقامتهم في السّجن والإفراج عنهم بعد أعوام قضّوها رهن الاعتقال بسبب إدانتهم في قضايا مختلفة مرتبطة بتفكيك خلايا إرهابية في المغرب. ودخل مراد لمنور المرحّل في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي من سجن بوركايز ضاحية فاس إلى السّجن الزراعي الغادر في مدينة الجديدة، في إضراب مفتوح عن الطّعام منذ 15 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، احتجاجا على ترحيله وإبعاده عن عائلته، وللمطالبة بإلحاقهم بأقرب مؤسسة سجنية من عائلته. وقالت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، في بيان لها، إن هذا السجين يعيش أوضاعا مزرية وسط معتقلي الحق العام، حيث هو "ممنوع من الاستحمام، والزيارة لا تتجاوز ربع ساعة، وعدم وجود طعام جيد وتمكينه فقط من خبز بارد وقديم مع كمية قليلة جدا من اللحم والدجاج". وتحدثت عن سرقة بعض أغراضه من قبل الموظفين أثناء التفتيش وحرمانه من النوم بسبب الضجيج وكثرة التّدخين، مشيرة إلى كون الفسحة "ملوثة ببول السجناء" و"عدم توفير مواد التّنظيف للغرف والأشخاص، والاكتفاء بمنحهم صابونة مرة في الشهر"، مما أدى إلى إصابة هذا السجين، بحساسية في العينين والصدر مع ارتفاع في ضغط الدم بنسبة 17,9, وفي سجن الأوداية في مراكش، يواصل المعتقل الإسلامي عبد الرحيم بوضريف المرحّل إليه من سجن عكاشة في الدار البيضاء في 19 أيلول/سبتمبر الماضي، إضرابه المفتوح عن الطعام الذي وصل شهره الثالث، احتجاجا على معاقبته ووضعه في زنزانة عقابية (الكاشو) لأيام مع تعريضه للضرب على أيدي الموظفين بسبب تفتيش زنزانته حسب تصريح أمه. واستمر إضرابه بعد ترحيله ليعلقه لفترة قصيرة قبل أن يستأنفه من جديد "تحت الضغط والتهديد" حسب بيان آخر للّجنة المذكورة التي أشارت إلى أن الإدارة هدّدته بعد إخراجه من الزنزانة العقابية، بالضرب وإرجاعه من جديد إليها، لكنه "يعيش أوضاعا كارثية داخل السجن البعيد جدا وبمئات الكيلومترات عن عائلته الموجودة في الدار البيضاء". ومنذ 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، والمعتقل الإسلامي صلاح الدين الحداد، يخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام في زنزانته في سجن تيفلت الذي رحل إليه، مطالبا بإرجاعه وتقريبه من عائلته في مدينة الدار البيضاء، كما حال المعتقل يوسف المناري المرحل من سجن سلا الثاني إلى سجن خريبكة على خلفية التضامن مع المعتقل ربيع غنيم.