قتل طالب الخميس في تظاهرة للاسلاميين في جامعة القاهرة ليصبح اول شخص يقتل في البلاد بعد اقرار قانون يحظر التظاهر دون الحصول على ترخيص من وزارة الداخلية التي حظرت تسيير تظاهرات الجمعة من دون ترخيص مسبق.ياتي ذلك فيما اعتقلت الشرطة المصرية علاء عبد الفتاح الناشط السياسي العلماني البارز بعدما اصدرت النيابة العامة مذكرة توقيف بحقه بتهمة التحريض على تظاهرات دون ترخيص.ويلزم قانون التظاهر الجديد الذي دخل حيز التنفيذ منظمي التظاهرات بابلاغ السلطات قبل ثلاثة ايام عمل على الاقل من موعدها، والا اعتبرت مخالفة ومن الحق الشرطة تفريقها تدريجيا وفق القانون.وفي جامعة القاهرة، تظاهر مئات الطلاب الاسلاميين الخميس احتجاجا على احكام قضائية قاسية بالسجن 11 عاما بحق 14 سيدة من المنتميات لجماعة الاخوان المسلمين في الاسكندرية.وتطورت التظاهرات لاحداث عنف بعدما تجاوز الطلاب اسوار الجامعة للشارع.وذكر شهود عيان على الارض لوكالة فرانس برس ان الشرطة استخدمت مدافع المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش لتفريق المتظاهرين الذين خرجوا الى الشارع الرئيسي وتجاوزوا اسوار الجامعة.وقال رئيس هيئة الاسعاف المصرية احمد الانصاري لفرانس برس ان "محمد رضا محمد الطالب في كلية الهندسة بجامعة القاهرة قتل الخميس في تظاهرة في الجامعة".من جهته افاد المتحدث باسم مصلحة الطب الشرعي هشام عبد الحميد ان "مشرحة زينهم استقبلت جثمان محمد رضا محمد (19 عاما) الطالب بالسنة الثانية في كلية الهندسة"، من دون ان يعطي تفاصيل حول نوع الاصابة التي ادت الى مقتل الطالب.وذكر المسؤولان ان الطالب لم ينقل الى المشرحة في سيارة اسعاف.وبعيد تشريح جثة الطالب، قال عبد الحميد لفرانس برس ان "الطالب قتل جراء ثلاث رشات من طلق خرطوش واحد في الجانب الايسر للبطن والصدر".وافادت مصادر طبية ان "21 طالبا اصيبوا في الاشتباكات التي وقعت في محيط جامعة القاهرة" مع الشرطة. ومن خلف سور الجامعة، قال طالب من انصار جماعة الاخوان المسلمين يدعى مصعب لفرانس برس ان "الاحكام القاسية التي صدرت بحق فتيات الاخوان في الاسكندرية بالسجن 11 عاما اشعلت غضبهم وتدفعهم لمزيد من التظاهر"، واضاف الطالب "الاحكام سياسية بشكل مفضوح ومثل هذا القمع لم يعد يخيفنا".وهتف الطلاب "الداخلية بلطجية" و "يسقط يسقط حكم العسكر" فيما كانت مدرعات وافراد الشرطة يقفون على بعد امتار قليلة من باب الجامعة الرئيسي. وقالت وزارة الداخلية في بيان لها ان قوات الشرطة "القت القبض على اربعة من من الطلاب المنتمين لجماعة الاخوان المسليمن في جامعة القاهرة" بعدما قاموا "بقطع الطريق والتعدى على القوات وإعاقة حركة المرور".وفي الاسكندرية (شمال البلاد)، فرقت الشرطة المصرية بقنابل الغاز المسيل للدموع تظاهرة لطلاب اسلاميين في جامعة الاسكندرية احتجوا على الاحكام القضائية بحق نساء منتميات للاخوان، حسب ما افاد التلفزيون الرسمي المملوك للدولة.وكان حكم الاربعاء في الاسكندرية على اكثر من 12 سيدة وفتاة من المنتميات للاخوان المسلمين بالسجن 11 عاما بعد ادانتهن بتهمة المشاركة في تظاهرات عنيفة في نهاية تشرين الاول/اكتوبر الفائت.واصبحت الجامعة خلال الاسابيع الاخيرة الساحة الرئيسية لاحتجاجات الاسلاميين الذين تظاهروا في مختلف الجامعات عبر البلاد.ويعد الطالب رضا اول شخص يقتل منذ تبني السلطات المصرية قانون للتظاهر يسمح لقوات الامن باستخدام القوة لتفريق التظاهرات التي لم تحصل على موافقة الشرطة.وفي هذا الاطار، طالبت منظمة العفو الدولية باطلاق سراح المعتقلات واصفة اعتقالهن بانه "مؤشر الى انه لن يكون هناك حدود للجهود المبذولة من السلطات لسحق المعارضة". ومساء الخميس، اعتقلت الشرطة المصرية علاء عبد الفتاح وهو ناشط سياسي مصري بارز اصدرت النيابة العامة مذكرة توقيف بحقه بتهمة التحريض على تظاهرات دون ترخيض امام مجلس الشورى.وقال مصدر امني لوكالة فرانس ان "الشرطة القت القبض على الناشط السياسي علاء عبد الفتاح في منزله تنفيذا لقرار ضبطه وإحضاره لتحريضه على التظاهر وارتكاب أعمال عنف".وكانت النيابة العامة في مصر امرت الاربعاء بالقبض على علاء عبد الفتاح واحمد ماهر مؤسس حركة 6 ابريل وهما اثنان من ابرز النشطاء السياسيين العلمانيين بتهمة التحريض على تظاهرات دون ترخيص امام مجلس الشورى الثلاثاء في وسط القاهرة.والاحد الماضي، اصدر الرئيس المصري الموقت المستشار عدلي منصور قانونا بشان التظاهرات والتجمعات العامة نددت به منظمات حقوقية معتبرة انه يقيد الحق في التظاهر وفي الاضراب.ونظمت مجموعة من الناشطين السياسيين تظاهرة بلا ترخيص الثلاثاء امام مجلس الشورى، ما دفع بالشرطة لتفريقها بالقوة واعتقال عدد من المشاركين فيها.ومنذ قيام الجيش بعزل مرسي في الثالث من تموز/يوليو الماضي، قتل اكثر من الف شخص معظمهم من مؤيديه اضافة الى اعتقال الالاف منهم.وبشكل اسبوعي، ينظم انصار الرئيس الاسلامي المعزول تظاهرات عبر البلاد للمطالبة بعودته للحكم.وقبل اسبوع، قتل طالب في كلية الطب في جامعة الازهر اثر اصابته بطلقات الخرطوش في الصدر والرقبة في اشتباكات بين الطلاب وقوات الامن. والخميس، حذرت وزارة الداخلية المصرية "كافة المواطنين من الإقدام على تنظيم أية فاعليات أو تجمعات أو مواكب أو تظاهرات مخالفة للقانون بدون إخطار مسبق للجهات الأمنية المعنية"، وشددت الداخلية المصرية انها ستتعامل مع الفعاليات غير القانونية "بالقدر المناسب من الحسم والحزم" وفقا للقانون.