واشنطن - المغرب اليوم
كتبت صحيفة "فوربس مغازين" الأميركيّة، السبت، أنّ عاهل المغرب الملك محمد السادس، الذي يقوم حاليًا بجولة في عدد من البلدان الإفريقية، "يحمل رؤيّة متقدمة لقارة أفريقيا واثقة في مؤهلاتها، وأكثر حُريّة وازدهارًا، وهي رؤية متحررة من عبء وهموم حقبة استعمارية بائدة". وأكّد كاتب المقال، وصاحب أعلى مبيعات على قائمة "نيويورك تايمز" ريشارد مينيتر، أنّ "الأمر يتعلق برؤية تحمل الأمل لتحرير المبادرات وإحداث تغيير بإفريقيا"، موضحًا أنّ هذه الرؤية الملكية "تدحض الأسطورة الاستعمارية التي تواصل الاعتقاد بأن أفريقيا لا تزال رهينة ماضيها الاستعماري، وبالتالي، فإن القارة بحاجة إلى المساعدة أكثر منه إلى الفرص التنمويّة". وأبرز أنّ المقاربة الملكية تمد اليد لهذه الفرص، في وقت لا يرى فيه الآخرون سوى الأخطار والتهديدات، مستدلاً على ذلك بـ"الاستثمارات الكبرى المباشرة للمغرب في غرب أفريقيا، خاصة في قطاعات البنوك والاتصالات والأسمدة". وأشار إلى الإعلان عن إنشاء وحدة للأسمدة سيوجه إنتاجها كليًا إلى السوق الأفريقيّة، بهدف تفعيل التعاون جنوب جنوب. وذكرت الصحيفة أنّ الوحدة الجديدة للأسمدة، التي ستكلف 600 مليون دولار، والتي ستقام في الجرف الأصفر (200 كلم جنوب الرباط)، سيوجه إنتاجها فقط إلى البلدان الأفريقيّة، مشيرةً إلى أنّ مجموعة المكتب الشريف للفوسفات ستتكلف بإنجاز هذه الوحدة. وأشار مينيتر إلى أنّ الخطاب الذي ألقاه السادس في المنتدى الاقتصادي المغربي الإيفواري في أبيدجان، يسلط الضوء على أفريقيا "قارة كبيرة، بقواها الحية وبمواردها وإمكاناتها. فعليها أن تعتمد على إمكاناتها الذاتية. ذلك أنها لم تعد قارة مستعمرة. لذا، فإفريقيا مطالبة اليوم بأن تضع ثقتها في إفريقيا. فقارتنا ليست في حاجة للمساعدات، بقدر ما تحتاج لشراكات ذات نفع متبادل. كما أنها تحتاج لمشاريع التنمية البشرية والاجتماعية أكثر من حاجتها لمساعدات إنسانية". وأبرز أنّ إعلان الرباط الذي توج، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أعمال المؤتمر الوزاري الإقليمي الثاني بشأن أمن الحدود، والذي شارك فيه وزراء خارجية ما لا يقل عن 19 بلدًا، بما في ذلك فرنسا، بأنه قد مهد الطريق لإنشاء مركز لمكافحة "الإرهاب". وأشار المقال إلى مضمون خطاب أبيدجان، الذي شدّد فيه السادس على أن "تحقيق التنمية المستدامة في القارة الأفريقية يفرض على القطاع الخاص أن يوجه ديناميته وقدرته على الابتكار، نحو المجالات الواعدة، مثل الفلاحة والصناعة والعلوم والتكنولوجيا وتطوير البنيات التحتية".