الضفة الغربية - المغرب اليوم
نشر اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الفلسطينية، الخميس، تقريراً حول الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون ووسائل الإعلام الفلسطينية في الضفة الغربية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ اختفاء المستوطنين الثلاثة في الخليل.
وقال الاتحاد في تقريره الذي وصلت (صفا) نسخة عنه، "إن أشكالُ الاعتداءِ على الصحفيين الفلسطينيين تنوعت خلال الأسبوعين الأخيرين بين اعتقالٍ وضربٍ وإصابةٍ خلالَ المواجهاتِ والاقتحاماتِ المنظمةِ، لكنها بلغتْ ذروتها في اقتحامِ مؤسساتٍ إعلاميةٍ وإعلانِ حظرِ قنوات بعينها بذريعةِ تبعيتها لحركة حماس".
وأضاف "فيما أعلنَ جيشُ الاحتلال "بنك أهدافه" في الضفة الغربية وحددها باستعادةِ الجنودِ المخطوفين والقضاءِ على بنيةِ حركةِ حماس، كانتْ وسائلُ الإعلامِ هدفاً مباشراً لقواتِه باقتحامِ مؤسسات واعتقالِ صحفيين، أو غير مباشر من خلال منعِها من تغطيةِ العملياتِ العسكريةِ في الميدان".
اعتقال صحفيين
وخلال الحملةِ التي بدأتْ بعد إعلان اختطاف المستوطنين مساء الخميس 12 حزيران، اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة صحفيين، فيما اُعتقل مراسلٌ صحفيٌ من قبل قوات الشرطة الفلسطينية في الخليل. واحتجز الاحتلال "الاسرائيلي" عدداً كبيراً من الصحفيين خلال تغطيتهم لعملياته العسكرية في الخليل ورام الله والعيزرية بالقدس المحتلة.
وعرّج التقرير على بعض النماذج التي تعرض أصحابها من الصحفيين لانتهاكات من الاحتلال، حيث أشار مراسل راديو أجيال المحلي يحيى حبايب إلى أن جنوداً إسرائيليين قاموا باعتقاله وضربه وتكسير كاميرته وعدستين كانتا بحوزته، بالإضافة إلى جهاز تسجيل إذاعي وبطاقات ذاكرة، وهاتفين خليويين.
واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال منزل مدير قناة الأقصى الفضائية في الضفة الغربية عزيز كايد، وقامت باعتقاله قبل أن تحوله بعد أيام إلى الاعتقال الإداري لمدة ثلاثة شهور.
كما داهمت قوات الاحتلال منزلي الصحفيين الشقيقين صهيب وفادي العصا ببلدة العبيدية شمال بيت لحم، وقامت باعتقال الصحفي صهيب وتقييده وتغطية عينيه ونقله إلى جيب عسكري، فيما فتشت منزله وصادرت بطاقة هويته وحاسوبه المحمول وهاتفه الخليوي.
وأفرج عن صهيب العصا بعد ساعات من التحقيق معه في معسكر عش الغراب في بيت ساحور المجاور حول طبيعة عمله الصحفي وتغطيته للحملة العسكرية الإسرائيلية في الضفة. دون إعادة بطاقة هويته أو هاتفه.
وفي مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، اصيب مصور تلفزيون فلسطين فادي ياسين بقنبلة غاز في قدمه خلال تغطية مواجهات اندلعت عقب اقتحام جيش الاحتلال للمدينة فجر الثلاثاء ( 24 حزيران).
اقتحام مؤسسات إعلامية
واقتحمت قوات الاحتلال مكاتب شركة ترانس ميديا للخدمات الإعلامية في مدن نابلس ورام الله والخليل بشكل متزامن، وقامت بإغلاقها ومصادرة معدات البث كاملة.
وقدرت مصادر في الشركة قيمة ما صادره الاحتلال من أجهزة ومعدات بمليون دولار أمريكي، وقالت إنها قد تكون غير قادرة على متابعة عملها في الأيام القادمة لعدم وجود المعدات.
كما اقتحمت قوات اسرائيلية معززة مكاتب لشركة بالميديا للخدمات الإعلامية في رام الله، وقامت بتحطيم أبوابها ومصادرة معظم أرشيفها الرقمي وأجهزة الحاسوب، كما خربت شبكة الإنترنت الداخلية.
ولم تستطع مصادر في الشركة تقدير حجم الخسارة إلا أنها قالت إنها فقدت أرشيفها الرقمي المتراكم منذ تأسيسها عام 2006.
وتقدم بالميديا خدمات لقنوات الكويت بالعربية والكويت الانجليزية والمنار وقناة القدس الفضائية وفرانس24 و أم تي في وآرتي الروسية والميادين.
وبرز خلال العملية العسكرية، القرار الذي أصدره ما يسمى " قائد المنطقة الوسطى" في جيش الاحتلال الاسرائيلي بحظر عمل قناة الأقصى في الضفة الغربية.
وخلال اقتحام قوات الاحتلال مكاتب شركة ترانس ميديا الإعلامية، علق على أبوابها قرار بإغلاقها بدعوى تقديم خدمات إعلامية لقناة الأقصى الفضائية التابعة لحركة حماس. وأغلقت بوابتها الرئيسية باللحام الحديدي.
توصيات
وعبر اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الفلسطينية في ختام تقريره، عن قلقه إزاء تصاعد الانتهاكات والجرائم ضد الصحفيين والمؤسسات الصحفية، داعيا لتحرك عاجل من أجل حماية الصحفيين والإفراج عن كافة الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال.
وطالب بلجنة تحقيق دولية لمتابعة الانتهاكات والجرائم المتعمدة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الصحفيين والمؤسسات الصحفية، مشددا على أن "صمت المؤسسات الدولية التي تعنى بحقوق الصحفيين تجاه الجرائم التي يتعرض لها الصحفيون والمؤسسات الصحفية يضعها في دائرة الاتهام لعجزها عن توفير الحماية للصحفيين الفلسطينيين".
ودعا الصحفيين والمؤسسات الصحفية لمواصلة التغطية الإعلامية للهجمة الإسرائيلية التي تستهدف مكونات الشعب الفلسطيني ومؤسساته، لافتا إلى أن "الاستهداف المتعمد والمباشر للصحفيين والمؤسسات الصحفية يدلل على الدور المهم للإعلام الفلسطيني في كشف جرائم الاحتلال ونقلها لكل العالم".
وختم تقريره بتوجيه التحية للطواقم الصحفية الفلسطينية التي تواصل الليل بالنهار وهي تقوم بواجبها المهني والوطني في تغطية عدوان الاحتلال وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
صفا