طرابلس - المغرب اليوم
اجتمع رئيس الوزراء الليبي الجديد احمد معيتيق الذي كان انتخابه مثيرا للجدل الخميس بوزرائه في اول اجتماع حكومي برغم رفض رئيس الحكومة المؤقت عبدالله الثني تسليمه السلطة، وفق ما نقل مكتب رئيس الحكومة الجديد.
وبرغم الازمة السياسية اعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الخميس ان الانتخابات التشريعية ستجري في 25 حزيران/يونيو كما هو مقرر.
وقال مصدر في مكتب معيتيق، طلب عدم الكشف عن هويته، ان الحكومة الجديدة اجتمعت في فندق فخم في العاصمة الليبية طرابلس.
ولا تزال حكومة الثني تستخدم مقر الحكومة، وقد عقدت اجتماعا الخميس ايضا، وفق موقع الحكومة الالكتروني.
وتابع المسؤول ان "الامن في البلاد وبرامج الوزراء" من بين المواضيع التي وضعت في جدول اعمال حكومة معيتيق.
وتفاقمت الازمة في ليبيا بوجود حكومتين وسط سوء تفاهم سياسي - قضائي لتضاف الى فوضى امنية مستمرة وصناديق ميزانية فارغة في غياب اقرار موازنة العام 2014 حتى الآن.
وقال رئيس اللجنة العليا للانتخابات عماد السايح في مؤتمر صحافي ان "تاريخ انتخابات البرلمان هو الاربعاء 25 حزيران/يونيو وسينتخب الليبيون في الخارج في 21 و22 حزيران/يونيو". وكان تم تحديد موعد الانتخابات في 20 ايار/مايو.
وحث السايح الليبيين على الاستفادة من الساعات القليلة المتبقية لادراج اسمائهم في اللوائح الانتخابية اذ تنتهي مدة التسجيل عند منتصف ليل الخميس. وبحسب قوله فان 1,4 مليون ناخب فقط سجلوا اسماءهم من اصل 3,4 مليون شخص.
ومن المفترض ان يستبدل البرلمان المنتخب المؤتمر الوطني العام، اعلى سلطة سياسية وتشريعية في البلاد، والذي تم انتخابه في تموز/يوليو 2012 بعد حوالي عام على سقوط نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، في اول انتخابات حرة في البلاد.
وواجه المؤتمر الوطني العام انتقادات كثيرة بسبب تمديد ولايته حتى كانون الاول/ديسمبر 2014، والتي كان من المفترض ان تنتهي في شباط/فبراير الماضي. وبضغط من الشارع قرر المؤتمر العام تنظيم انتخابات تشريعية في حزيران/يونيو.
واكد السايح في تصريحاته الاخيرة ان المفوضية الوطنية العليا للانتخابات تحافظ على مسافة من الازمات والتوترات التي تشهدها البلاد.
وتفاقمت الازمة السياسية الاربعاء مع تأكيد حكومة الثني في بيان رفضها تسليم السلطة لمعيتيق، المدعوم من الاسلاميين بانتظار صدور قرار القضاء.
واستقال الثني من منصبه الشهر الماضي بعدما قال انه تعرض وعائلته لهجوم.
ويعود الخلاف الى بداية الشهر حين انتخب معيتيق في تصويت شابته الفوضى في المؤتمر الوطني العام.
واتهم عدد كبير من النواب الليبراليين الكتل الاسلامية بترك عملية التصويت مفتوحة لتمكين الغائبين وقت التصويت من الادلاء باصواتهم بعد اعلان نتيجة التصويت بهدف حصول معيتيق على الاصوات الـ121 اللازمة في حين انه لم يحصل في الاصل الا على 113 صوتا.
واعلنت عدة مجموعات مسلحة وسياسيون انهم لن يعترفوا بحكومة معيتيق، الذي حصل برغم كل ذلك على ثقة البرلمان.
والاربعاء شن مسلحون هجوما ضد قوة من وزارة الداخلية في طرابلس مكلفة حماية الحكومة المنتهية ولايتها، فيما تواصلت الغارات الجوية لقوات اللواء الليبي المنشق خليفة حفتر ضد مجموعات اسلامية مسلحة في بنغازي في شرق البلاد.
وضربت القوات الجوية الموالية لحفتر معسكرا جهاديا في ضواحي بنغازي مهد الثورة ضد نظام القذافي في 2011.
واطلق حفتر، العائد الى ليبيا من الولايات المتحدة للالتحاق بالثورة، في 16 ايار/مايو حملة عسكرية باسم "الكرامة" ضد ما وصفها بالمجموعات الإسلامية "المتطرفة" خصوصا في بنغازي والتي اعتبرها "إرهابية".
واسفرت المعارك بعد ذلك عن مقتل 79 شخصا على الاقل.
ووسط هذه الفوضى الامنية والسياسية، حثت الولايات المتحدة رعاياها على مغادرة ليبيا "فورا" وبدأت بالتحضير لاخلاء محتمل لسفارتها.
نقلا عن أ ف ب