صنعاء - المغرب اليوم
سقط 35 قتيلا منهم 20 جنديا و15 مسلحا من تنظيم القاعدة وجرح العشرات من الجانبين أثناء اقتحام عناصرالتنظيم الارهابي مدينة سيئون في محافظة حضرموت شرق اليمن والسيطرة عليها لعدة ساعات.
وقال مصدر محلي مسئول لوكالة أنباء (شينخوا) إن تنظيم القاعدة هاجم فجر اليوم ( السبت) مدينة سيئون من كافة الاتجاهات ، وانه قام باقتحام مقرات حكومية مدنية وعسكرية والسيطرة عليها لعدة ساعات قبل أن ينسحب التنظيم الإرهابي بعد عملية نهب واسعة لثلاثة بنوك حكومية ومصارف خاصة.
وأكد أن مواجهات عنيفة اندلعت بين القاعدة والجيش عقب الهجوم اسفرت عن مقتل 35 شخصا وجرح العشرات ، منهم 20 جنديا بينهم 15 من الشرطة والأمن و5 من قوات الجيش ، وكذا مقتل 15 ارهابيا بينهم أجانب ، وجرح العشرات من الجانبين.
وأوضح أن دمارا هائلا خلفه الهجوم على المقرات الحكومية ، قبل أن تتمكن قوات الجيش مسنودة بالطيران الجوي من فك الحصار واستعادة المدينة من يد مسلحي التنظيم. وأشار إلى أن طائرات أمريكية من دون طيار شاركت في عملية استعادة المدينة من يد التنظيم الارهابي.
وقال مصدر محلي مسئول لوكالة أنباء (شينخوا) في وقت سابق اليوم ، إن مئات المسلحين من تنظيم القاعدة هاجموا بشكل متزامن كل من مقر القصر الرئاسي والمنطقة العسكرية الأولى ومقر جهاز الأمن القومي وإدارة البحث الجنائي وإدارة المرور ومقر البريد ومعسكر الأمن المركزي وإدارة الأمن العام ومطار سيئون الدولي ودوائر حكومية أخرى في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت.
وأضاف " تمكن مسلحو التنظيم من السيطرة على عدد من المقرات الحكومية"، موضحا أن قوات الجيش والأمن صدت عدة هجمات إرهابية، وأن مواجهات عنيفة دارت في أنحاء متفرقة من المدينة باستخدام كافة انواع الاسلحة. وحسب المصدر فإن الهجوم على المقرات الحكومية المدنية والعسكرية استخدم فيه اساليب عدة ، منها تفجير سيارات مفخخة ، وانتحاريين ، وهجوم مسلح جماعي ، وغيرها من العمليات والتكتيكات الارهابية. بدورهم أكد سكان محليون ل(شينخوا) أن مسلحي القاعدة هاجموا مقرات المدينة بشكل كثيف ، وأن اشتباكات دارات بين المهاجمين وقوات الجيش ، وأن انفجارات عديدة سمعت في المدينة ، وعاش السكان حالة من الهلع لساعات. وحسب هؤلاء فإن المسلحين انسحبوا بعد معارك كبيرة مع القوات اليمنية المسنودة بالطيران الحربي ،
وانهم شاهدوا لافتات التنظيم في أمكان عدة بالمدينة، بالإضافة إلى كتابة عبارات على جدران المباني كتب فيها " اليوم نسيطر على سيئون وغدا في صنعاء ياهادي- في اشارة إلى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي- ". وأشار السكان إلى أن قوات الجيش والأمن تنتشر حاليا بشكل كبير في المدينة وأنها فرضت أكثر من 50 نقطة تفتيش في المدينة ومحيطها ومناطق أخرى مجاورة ، وأن هذه النقاط زودت بأسلحة ثقيلة ومتوسطة متنوعه. من جانبها اعلنت السلطات اليمنية بان مدينة سيئون أصبحت بكامل مؤسسات القوات المسلحة والأمن والسلطة المحلية تحت سيطرة الدولة. وذكرت وكالة الانباء الرسمية "سبأ" ، عن قائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء الركن محمد الصوملي بأن العناصر الإجرامية الإرهابية التي أقدمت على الاعتداء والدخول إلى مدينة سيئون البطلة قد لاقوا مصيرا مناسبا لفعلتهم العدوانية وأن عددا من الجثث والجرحى كل ذلك بالإضافة إلى ما أحدثوه من تفجير وعدوان وترويع للمواطنين ونهب لبعض الممتلكات هو ما أسفر عن العمل الارهابي الغادر، وأن مدينة سيئون أصبحت بكامل مؤسسات القوات المسلحة والأمن والسلطة المحلية تحت سيطرة الدولة ومؤسساتها الرسمية. وأكد بأنه تجري ملاحقة العناصر التي تم رصدها وهي تلوذ بالفرار إلى مواقع مختلفة حيث يتعامل معها الطيران الحربي ويلاحقها أبطال القوات المسلحة والأمن إلى أوكارها لسحقها كما سحق من سبقها ورمي به إلى مزبلة التاريخ. وفي السياق ذكرت وزارة الدفاع اليمنية ، عن مصدر مسئول في المنطقة العسكرية الاولى في سيئون، بان 15 ارهابيا لقوا مصرعهم بينهم سعوديان احدهم يدعى فيصل العفيفي والاخر فواز الحربي عثر عليهم من بين القتلى.
واضاف المصدر " بان الصوص من القاعدة سرقوا البنوك والمصارف واحرقوا البريد وبعض المصارف الاخرى، وأن بعض الإرهابيين المهاجمين لهم سوابق في اللصوصية والنهب". واشار المصدر إلى أن يقظة وصمود الجيش والأمن جعلت شراذم الارهاب تهرب مهزومة، بدورها نددت اللجنة الأمنية بمحافظة حضرموت "شرق اليمن" بالاعتداءات الإرهابية التي استهدفت عدد من المنشآت الحكومية وفروع المصارف بمدينة سيئون وأودت بحياة وإصابة 23 جنديا. وقال بيان صادر عن اللجنة نشرته وسائل إعلام رسمية يمنية بأنه " في إطار الهجمة الشرسة الموجهة ضد محافظة حضرموت والوطن عموما وبعد الضربات الموجعة التي تلقتها عناصر تنظيم القاعدة في محافظتي أبين وشبوه وفي ردة فعل همجية انتقامية جبانة قامت مجموعة من هذه العناصر بالمباغتة والهجوم على عدة مواقع عامة في مدينة سيئون وتحديدا على مجمع الدوائر الحكومية والبنك المركزي اليمني ، والبنك الأهلي ، ومكتب البريد وقيادة المنطقة العسكرية الأولى وقيادة الأمن العام وإدارة المرور ومقر الأمن القومي مستغلة بذلك هدوء وسكينة الناس الآمنين في المدينة ومستخدمة كافة صنوف الأسلحة والسيارات المفخخة مما أدى إلى استشهاد 12 من الجنود وجرح 11 آخرين" .
وأكد البيان ، أن اللجنة الأمنية بالمحافظة وهي تتابع تداعيات هذه الحادثة الإجرامية البشعة التي أقدم عليها هؤلاء الخارجين عن شرع الله وسنة نبيه محمد رسول الله والذين لا يمتلكون مثقال ذرة من الإنسانية ، فإنها تتوجه إلى جميع أبناء المحافظة من مشائخ وأعيان وعلماء وشباب ومثقفين وكل من يهمهم شأن حضرموت وأمنها واستقرارها بأن يكونوا سنداً للأجهزة الأمنية والعسكرية في الإدلاء بأية معلومات يمكن أن تساعد للوصول إلى أوكار هذه العناصر المارقة. كما تحذر اللجنة الأمنية كل من يعمل على مساعدة أو إيواء أو إخفاء أو التأجير لأي من هذه العناصر وتعتبر ذلك جريمة بحق المحافظة والوطن وبحق الشهداء الأبرار " وأشار البيان إلى أن اللجنة الأمنية تجري تحقيقاتها وتحرياتها حول هذه الجريمة ، وانها تدعو الأجهزة العسكرية والأمنية كافة إلى أن ترفع من يقظتها واستعدادها القتالي لأنه لم يعد أمامها من خيار غير المواجهة مع هذه العناصر الإرهابية والحرب مع تنظيم القاعدة قد غدت حربا مفتوحة ومهما حاولت هذه القوى الشريرة وارتكبت من مجازر عن طريق المكر والخديعة فأن مصيرها المحتوم قادم لا ريب لأن أبناء المحافظة والوطن يدافعون عن حق لا عن باطل . ونشرت مواقع الكترونية تابعة للتنظيم ، صور للقيادي البارز في التنظيم جلال بلعيد ، وهو في مقربة من القصر الرئاسي بسيئون حسب تلك المواقع ، ولم تتمكن الوكالة من التحقق من صحتها. وجاء هذا الهجوم اليوم في حين لا تزال قوات الجيش اليمني تمشط مناطق عدة بكل من محافظة أبين جنوب البلاد ، وشبوة شرقها ، عقب حملة عسكرية شنتها القوات الحكومية اليمنية خلال الاسابيع الماضية لتطهير محافظتي أبين وشبوة المجاورة لحضرموت من تنظيم القاعدة. وتمكنت القوات اليمنية من استعادة عدد من المناطق من يد التنظيم، وعلى ما يبدو أن عناصر التنظيم تسربت إلى حضرموت بشكل كبير، وشنت اليوم هذا الهجوم الكبير، للرد على هزائمها الكبيرة في ابين وشبوة.
ويرى محلل يمني بأن تقصير في الأداء الأمني والاستخباراتي يقف وراء هذه العملية التي حققت نصرا معنويا للتنظيم وقال الكاتب اليمني والمحلل في شئون الإرهاب أحمد الزرقة لوكالة أنباء (شينخوا) إن ما حدث في سيئون هو أهمال وتقصير أمني واستخباراتي وحالة من التواطؤ المتكرر مع عمليات تنظيم القاعدة على حد قوله .
واضاف " ارادات القاعدة تحقيق نصر معنوي بعد طردها من عزان في شبوة والمحفد بأبين بالتواجد بهذه الطريقة في سيئون التي لم تعتد على هذا النوع من الأحداث، كما أن القاعدة حققت هدفا اقتصاديا يتمثل بسرقة عدد من البنوك في المدينة وحققت نصرا معنويا مؤقتا وعادت اخبارها للتداول في وسائل الاعلام من جديد".