الرئيسية » مقابلات
الدكتور مجدي بدران

القاهرة- شيماء مكاوي

أكد عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، واستشاري الأطفال، وزميل معهد الطفولة، الدكتور مجدي بدران، أن بعض الدراسات الحديثة كشفت بعض فوائد فيروس شلل الأطفال، موضحًا إجراء تجارب معملية على استخدام نسخة معدلة منه لعلاج أورام المخ والبروستاتا.

وأضاف بدران، في حوار خاص مع "العرب اليوم"، أنه يتم تطوير الفيروس لاستخلاص علاج مناعي جديد مع إضافة فيروس أنفي مسؤول عن نزلات البرد، وأنه عند حقن هذه الفيروسات المعدّلة في حيوانات التجارب من القرود والمتطوعين وجد أنها تدمر الخلايا السرطانية فقط من دون ضرر للخلايا غير السرطانية, وأن تلك العملية تفرز موادًا منشطة للجهاز المناعي وتمرنه على قتل الخلايا السرطانية لاحقًا.

وأشار بدران إلى أن وزارة الصحة المصرية أطلقت الحملة القومية للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال، والتي استمرت لمدة أربعة أيام لتطعيم نحو 15 مليونًا و533 ألف طفل تقريبًا من عمر يوم وحتى خمسة أعوام لجميع الأطفال المصريين وغير المصريين في جميع محافظات الجمهورية، مؤكدًا أن التطعيم يرفع مناعة الأطفال وخفض نسبة الوفيات بين الأطفال بسبب الفشل التنفسي إثر تطور فيروس شلل الأطفال.

وتشير التقديرات إلى انخفاض حالات الإصابة بشلل الأطفال في العالم بمعدل 99% منذ العام 1988، من نحو 350 ألف حالة سُجّلت ذلك العام، إلى 359 حالة أبلغ عنها العام 2014، ويأتي هذا الانخفاض نتيجة ما يُبذل من جهود على الصعيد العالمي برعاية منظمة الصحة العالمية من أجل استئصال المرض، واليوم لم يعد شلل الأطفال يتوطن إلاّ في بلدين "أفغانستان وباكستان"، بعدما كان يتوطن في أكثر من 125 بلدًا العام 1988، وكانت آخر حالة في مصر من مدينة أسيوط في أيار/مايو 2004، وبعدها تم إعلان البلاد خالية من الفيروس.

وأضاف بدران أن شلل الاطفال كان من الأمراض المتوطنة في مصر منذ الفراعنة، وأن والألمان هم أول من وصف المرض العام 1840 وتمّ كشف طرق العدوى العام 1900 ولكن الفيروس لم يعزل إلا في الخمسينات، وبدأ التطعيم الروتيني إجباريًّا منذ العام 1968، ونظمت الأيام الوطنية للتطعيم منذ العام 1976، وبشكل سنوي منذ العام 1989.

وتطرق إلى استراتيجية التطعيم في مصر مؤكدًا أنها أصبحت من منزل إلى منزل العام 2000، ثم أصبحت استراتيجية وطنية العام 2002، وأن الحكومة وضعت استراتيجيات رائدة للقضاء على شلل الأطفال شملت التطعيمات الدورية الإجبارية  وتطعيمات الحملات القومية الإضافية 5 مرات سنويًّا، وعلى مدى ثلاثة أيام لكل الأطفال أقل من خمسة أعوام والترصد الدائم لحالات الشلل الرخو الحاد والحملات الموجهة لأيّة منطقة بها إصابة.

وتابع بدران: وينشأ شلل الأطفال عن الإصابة بفيروسات شديدة العدوى عن طريق الفم, تعشق الجهاز العصبي لاسيما الخلايا الحركية, وتستطيع شلّ الجسم في غضون ساعات, والضحايا هم الأطفال أقل من خمسة أعوام غير المحصنين، ولم تكن تسلم الأجنّة أو الشيوخ من الإصابة, والتطعيم نوعان نوع يعطى بالفم وينتج في مصر حاليًّا بكفاءة, وهو الشائع استخدامه وأدى إلى نشر المناعة بين الأطفال حتى الذين لم يتناولوه, ونشر في المجتمع فيروسات ضعيفة لكنها قادرة على استئصال الفيروس الأصلي الضار، والتطعيم الفموي يتفوق على النوع الثاني من التطعيم الذي يعطى بالحقن؛ لأن التطعيم الفموي يحاكي العدوى الطبيعية عن طريق التكاثر محليًّا في الغشاء المخاطي للأمعاء, وبالتالي يؤدي إلى اكتساب مناعة محلية في الغشاء المخاطي للأمعاء، وتوفر مضادات موضعية تمنع أيّة فيروسات ضارة من الاستيطان في المستقبل, علاوة على اكتساب مناعة في الدم تماثل المناعة المكتسبة من التطعيم بالحقن.

وأشار إلى أن الأعراض الأولية للإصابة بفيروس شلل الأطفال كانت تشمل الحمى, والصداع, والقيئ، وتصلب الرقبة, وآلام موجعة في الأطراف خاصة الساقين, أما المضاعفات فكانت الشلل الذي كان يصيب 1 من كل 200 إلى 700 حالة عدوى والوفاة في 10% من الحالات المصابة بالشلل بسبب فشل الجهاز التنفسي المميت, ولا يوجد علاج لشلل الأطفال، أما لقاح الشلل والذي يعطى على دفعات متعددة يمكن أن يقي الطفل من شر المرض مدى الحياة.

وأوضح أن مصر وضعت استراتيجيات رائدة للقضاء على شلل الأطفال شملت التطعيمات الدورية الإجبارية وتطعيمات الحملات القومية الإضافية خمس مرات سنويًّا وعلى مدى ثلاثة أيام لكل الأطفال أقل من خمسة أعوام، والترصد الدائم لحالات الشلل الرخو الحاد والحملات الموجهة لأيّة منطقة بها إصابة، أما التحديات الجديدة فتشمل العدوى الوافدة عبر الحدود, ومن الأهمية الاستمرار في تطعيم الأطفال والاستجابة للحملات القومية للتطعيم "المجانية"، وتعطى التطعيمات على جرعات من سنّ يوم، وفي الشهر الثاني والرابع والسادس والتاسع من العمر ويستمر في إعطاء جرعات منشطة عند سن 18 شهرًا و4-6 أعوام فيكتسب الطفل  مناعة مدى الحياة.

وشدَّد على ضرورة التزام الأسر بتطعيم الأطفال سواء المقيمين في مصر أو الوافدين, لاسيما الأطفال اللاجئين من الدول العربية المنكوبة، ويمكن الاستفادة من زيارة الأم والطفل إلى المراكز الصحية للتطعيم الدوري برفع معدلات التطعيمات الأخرى والفحص الدوري للأم والطفل, ونشر الوعي الصحي ومحاربة السلوكيات الغذائية الضارة، مطالبًا بتبني حملة قومية لتطعيم الأطفال العرب في مناطق النزاعات المسلحة تحت رعاية الجامعة العربية مضيفًا: يجب ألا تلهينا الحروب والخلافات السياسية عن حقوق الأطفال سواء في بلادهم أو في معسكرات الإيواء, وأبسط هذه الحقوق تمتعهم بالتطعيمات الأساسية ضد أمراض الطفولة، فتطعيم هؤلاء الأطفال سيمنع انتشار أوبئة كثيرة في المستقبل ربما تجتاح المنطقة العربية.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج
وزيرة الصحة الفلسطينية تؤكد أن الموت مصير المرضى بمشافي…
طبيب يحذر من أخطاء في التغذية تحفّز السرطان
باحث مصري يتوقع الوصول لعلاج للشيخوخة خلال 10 سنوات
نصائح تجعل المشي في المولات رياضة مفيدة

اخر الاخبار

رئيس الوزراء الفلسطيني يحذر من فوضى في غزة بعد…
الجيش الإسرائيلي يقصف مخزناً للأسلحة في شمال غزة بعد…
الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر بشأن الأوضاع الإنسانية في…
أبو الغيط يؤكد وقوف الجامعة العربية إلى جانب لبنان

فن وموسيقى

أحمد مالك أول مصري يفوز بجائزة أفضل ممثل في…
وثيقة زواج مزعومة لمنة شلبي تثير الجدل ومصدر مقرب…
محمد رمضان يطرح الإعلان الترويجي الأول لفيلم "أسد" من…
أزمة جديدة تضرب الفنان محمد فؤاد بعد تسريب أغنية…

أخبار النجوم

بحضور النجوم إليسا تحتفل بعيد ميلادها
ياسر جلال يدخل الدراما الكوميدية لأول مرة في كلهم…
ظافر العابدين يكشف تفاصيل مشاركته في بطولة فيلم "السلّم…
محمد رمضان يكشف عن معيار إختياره لأعماله الفنية

رياضة

مدرب موناكو يؤكد اقتراب عودة بول بوغبا إلى الملاعب…
لامين يامال يشعل التوتر قبل الكلاسيكو بتصريحات مثيرة
رونالدو يحتفل بهدفه رقم 950 ويؤكد استمراره في تحطيم…
مشجعون من 135 دولة يشترون تذاكر نهائيات كأس إفريقيا…

صحة وتغذية

الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء على منع السكري قبل ظهوره
وزير الصحة المغربي يرفض ترويج المغالطات حول الصفقات التفاوضية…
منظمة الصحة العالمية تندد بهجوم على المستشفى الوحيد في…
المغنيسيوم المعدن المعجزة بين الدعاية والفائدة الحقيقية في تحسين…

الأخبار الأكثر قراءة

أستاذ صدرية بجامعة القاهرة يكشف لـ" المغرب اليوم" أن…