الرئيسية » حوارات وتقارير
الخبير الاقتصادي ورئيس كلية كوينز في جامعة كامبريدج، محمد العريان

القاهرة ـ سعيد الفرماوي

بينما يناقش الاقتصاديون احتمال حدوث ركود في العام المقبل، فإن الولايات المتحدة عالقة في منطقة غير مريحة، إذ تقترب أكثر من التضخم المصحوب بالركود أو ما يعرف بالركود التضخمي. من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي ورئيس كلية كوينز في جامعة كامبريدج، محمد العريان، مخاوف السيناتور الأميركية، إليزابيث وارن، أثناء مناقشتها سياسة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، والتي أشارت إلى تزايد المخاوف من أن تؤدي سياسة المركزي الأميركي لدفع الاقتصاد نحو منحدر الركود.

وقال العريان في تعليقه، إن "الواضح والسيناريو الأساسي حالياً للاقتصاد الأميركي، هو أننا في مرحلة ركود تضخمي"، مضيفا: "للأسف ولسوء الحظ، أن الهبوط الناعم بالتضخم إلى مستويات آمنة - والذي يحافظ على معدلات نمو مرتفعة ومعدلات تشغيل عالية - بات غير مرجح".

وتابع العريان في تصريحاته لموقع "ياهوو فاينانس"، أن الوصول إلى هذه المنطقة كان بسبب السياسات الخاطئة للفيدرالي الأميركي، وحتى لو أنه غير مسؤول عن مشكلة التضخم كونها خارجية ومتعلقة بسلاسل الإمداد، إلا أن تعامله معها في البداية كان بطيئاً، تبعه رد فعل عنيف أكثر من اللازم، والذي قاد الأسواق إلى التشكك في مصداقية البنك المركزي، والعديد من البنوك المركزية حول العالم وقعت في نفس الخطأ.

وأوضح العريان أن مشكلة الثقة في سياسات البنوك المركزية دفعت الأسواق لتذبذبات عنيفة خلال العامين الماضين. وعزا السبب إلى أن فقدان المصداقية من جانب الأسواق، يرجع في الأساس إلى أن البنوك المركزية تكشف عن سياستها وتوضح النتائج التي تستهدف الوصول إليها عبر هذه السياسات، ومن ثم يقوم اللاعبون الرئيسيون في الأسواق بتبني هذه الأهداف والعمل معاً في مجموعة واحدة وطريق واحد للوصل لهذه الهدف، إلا أن ضعف الثقة يعني أن الأسواق تتفاعل مبكراً مع توقعاتها لما ستقوم به البنوك المركزية، وتسبقه بخطوة، وحتى خسائر السوق كانت سابقة لقرارات الفيدرالي برفع الفائدة، وهو سيناريو "ضعف الثقة".

وبالعودة إلى وضع الأساس الحالي، وهو الركود التضخمي، فإن أحد جانبيه هو التضخم، والذي يكون مصحوباً افتراضياً بنمو مرتفع ومعدل بطالة منخفض، والجانب الأخر هو الركود، وهو معاكس تماماً.

والرُّكود التضخُّميّ هي حالة نمو اقتصادي ضعيف وبطالة عالية، أي ركود اقتصادي، يرافقه تضخم، وتحدث هذه الحالة عندما لا يكون هناك نمو في الاقتصاد ولكن يكون هناك ارتفاع في الأسعار.

وأوضح العريان، أن الكفة تميل إلى جهة الركود أكثر في الوقت الراهن، مع استمرار معدلات التضخم المرتفعة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، خفض البنك الدولي توقعاته للنمو العالمي هذا العام إلى 2.9%، من توقع سابق عند 4.1%، وأصدر تحذيراً قال فيه: "تواجه التوقعات العالمية مخاطر هبوط كبيرة بما في ذلك التوترات الجيوسياسية المتزايدة، وفترة ممتدة من يذكرنا التضخم المصحوب بركود شبيه بفترة السبعينيات، والضغوط المالية الواسعة النطاق الناجمة عن ارتفاع تكاليف الاقتراض، وتفاقم انعدام الأمن الغذائي".

وأشار العريان إلى أن الأزمة الحالية تتسع بصورة أكبر، إذ لا يمكن للشركات تمرير التكاليف إلى المستهلكين الذين هم بالفعل متشككين في مستقبل الاقتصاد، وتزايد احتمالية السقوط في الركود وبالتالي فقدان الوظائف، ما يدفعهم إلى تقليل الطلب. وأضاف أن محركات الطلب الاستهلاكي ليست مرتبطة فقط بحجم الدخل الحالي للأفراد، لكنها مرتبطة أكثر بتوقعاتهم للدخل المستقبلي، وبالتالي كلما كانت الصورة قاتمة حول المستقبل انخفض الطلب في الوقت الراهن.

وعلى الجانب الأخر، أوضح العريان، أن الأزمة الحالية، بالتأكيد أزمة عالمية، ضربت أكبر 3 مناطق اقتصادية في العالم، بداية الولايات المتحدة مروراً بالصين ووصولاً إلى أوروبا، والتي تعاني على وجه الخصوص، لخطر قطع الغاز الطبيعي الروسي والحبوب الأوكرانية عنها، إذ قد تسقط اقتصادات كبرى مثل ألمانيا في الركود بمجرد قطع الغاز. وقد تم تسليط الضوء على ذلك بشكل أكبر من خلال مؤشر مديري المشتريات لمنطقة اليورو يوم الخميس، حيث انخفض إلى أدنى مستوى خلال 16 شهراً في يونيو.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

محمد العريان يتوقع حدوث خطأ من بنك الاحتياطي الفيدرالي في ظل الأحداث الجارية

محمد العريان يُحَذِر من تقلبات الأسواق في كانون الثاني ويؤكد أنها مجرد بداية

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

نائبة مديرة صندوق النقد الدولي تُشيد بصلابة الاقتصاد المغربي
الأمين العام لـ"أوبك" يؤكد أن وقف استثمارات النفط خطر…
والي بنك المغرب يؤكد أن المديونية الخارجية للمملكة تحت…
خبير يُقدر الخسائر المادية والبشرية لزلزال المغرب بالمليارات
والي بنك المغرب يكشف كيف واجه الملك الراحل الحسن…

اخر الاخبار

وزير الدفاع الأميركي يبلغ نظيره الصيني أن واشنطن لا…
بولندا تتهم روسيا بخرق متعمد لأجوائها وموسكو ترد باتهام…
كندا تعيد النظر في علاقاتها مع إسرائيل بعد هجومها…
قصف إسرائيلي يستهدف مواقع حوثية في صنعاء والجوف

فن وموسيقى

رنا رئيس تخضع لجراحة عاجلة بعد تعرضها لإجهاض ونزيف…
الممثلة الفرنسية أديل إينيل تُبحر ضمن "أسطول الصمود العالمي"…
داليا البحيري تكشف معاناتها في صيف الساحل بين المرض…
منى واصف تتوج بلقب سفيرة السلام في العالم تقديراً…

أخبار النجوم

سيلينا غوميز تحتفل بمرور عشر سنوات على ألبوم Revival
محمد منير يشعل الحنين بصوته في أغنية فيلم ضي…
أنغام تكشف موعد حفلها المقبل في العاصمة البريطانية لندن
ياسر جلال يكشف عن إنتهائه من تصوير مسلسله الجديد…

رياضة

المغرب وتونس يضمنان التأهل في تصفيات كأس العالم الإفريقية…
رونالدو يبعث رسالة ود لجماهيره بصورة مع صبي الملاعب…
مفاجأة في الميركاتو ناد سعودي يضع محمد الشناوي ضمن…
إنفانتينو يصف تأهل المنتخب المغربي إلى نهائيات كأس العالم…

صحة وتغذية

سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية
دواء تجريبي جديد يحقق إستجابات واعدة ضد سرطان الرئة…
دراسة امريكية مكملات الكالسيوم وفيتامين D لا تقلل من…
الكبد الدهني التهديد الصامت الذي قد يقود إلى تليف…

الأخبار الأكثر قراءة