يواجه عشرات المغاربة المقيمين في الصين، المنتهية مدة صلاحية جوازات سفرهم وبطائق تعريفهم الوطنية، جملة من المشاكل منذ عدة أشهر، بسبب عدم تمكّنهم من تجديد وثائقهم من طرف السفارة المغربية ببكين. ويقول أفراد الجالية المغربية المتضررون من هذه الوضعية، في عريضة تحمل ستّين توقيعا، إن عدم تمكّنهم من تجديد جوازات سفرهم يضعهم في مواجهة مع السلطات الصينية، إذ يدفعون غرامات مالية لتجاوز مدّة الإقامة المسموح بها، التي لا يمكن تمديدها دون التوفر على جواز سفر غير منتهي الصلاحية.

ولا تتوقف معاناة المغاربة المقيمين في الصين المنتهية مدة صلاحية جوازات سفرهم عند هذا الحد، بل إن السلطات الصينية تعمد إلى تجميد حساباتهم البنكية، نظرا لكونها مرتبطة برقم الجواز، ومنعهم من استعمال التطبيقات الذكية المرتبطة بأداء الفواتير واستعمال وسائل النقل العمومي، وغيرها؛ كما أنهم مهددون بإمكانية احتجازهم لمدة أسبوعين قبل ترحيلهم إلى المغرب.

ويعود سبب المعاناة التي يكابدها المغاربة المقيمون في الصين في سبيل تجديد جوازات سفرهم وبطائق تعريفهم الوطنية إلى غياب السفير المغربي لدى بكين منذ عدة شهور.

وأفاد مصدر من وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في جواب لهسبريس بهذا الخصوص، بأن السفير المغربي يوجد في المغرب منذ ستة شهور، وتعذّرت عليه العودة إلى الصين إلى حد الآن بسبب المرض.

وفي ظل غياب السفير، يقترح مسؤولو السفارة المغربية على المغاربة المقيمين في الصين التوجهَ إلى دولة ماليزيا أو العودة إلى المغرب لتجديد وثائقهم، أو “الانتظار”، حسب إفادة المتضررين.

ويقول هؤلاء إن الحل البديل الذي تقترحه السفارة المغربية “مستحيل وغير عملي، لعدم إمكانية السفر إلى دولة أخرى بجواز سفر منتهي الصلاحية”، مطالبين بحلّ المشكل الذي يعانون منه في الصين، “لأنّ هناك سفارة مغربية تُعنى بشؤون الجالية”.

واستغرب أحد المغاربة المعنيين، في اتصال بهسبريس، الحلول التي قدمتها السفارة المغربية في الظرفية الحالية المتسمة بانتشار جائحة فيروس كورونا، قائلا: “السفر إلى ماليزيا غير ممكن نظرا لغياب الرحلات الجوية، وأيضا لوجود خطر الإصابة بالفيروس، وكذلك الشأن بالنسبة للمغرب؛ علاوة على التكاليف الباهظة التي يتطلبها السفر”.

وأضاف المتحدث ذاته: “الإحساس العام السائد في صفوفنا حاليا هو أن الدولة المغربية لا تُولي أيّ أهمية للمغاربة المقيمين في الصين، وأنها تهتم فقط بمغاربة أوروبا، علما أننا نحن أيضا نساهم في الاقتصاد الوطني، ونوفر العملة الصعبة لبلادنا”.

قد يهمك ايضا

مساعي مصرية-سعودية بخصوص قرار الجزائر قطع العلاقات مع المغرب

محكمة إسرائيلية اليهود المغاربة ليسوا بين ضحايا "مخططات الهولوكوست"