الرئيسية » أخبار عالمية
رئيس سوريا بشار الاسد

واشنطن ـ المغرب اليوم

يرى محللون أن روسيا لن تسمح بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد أو بخسارة قاعدتيها العسكريتين في سوريا، لكن خياراتها وقدرتها العسكرية على مساعدة حليف بات في موقع ضعيف، محدودة.

وعلى غرار طهران الداعمة أيضاً للأسد، ودمشق نفسها، فوجئت موسكو بالهجوم الخاطف الذي شنّته «هيئة تحرير الشام» والفصائل المسلحة المتحالفة معها، ومكّنها من السيطرة على حلب وحماة، وصولاً إلى تهديد مدينة حمص الاستراتيجية على طريق دمشق.

وما يضعف الدور الروسي، الذي شكّل دعامة أساسية للأسد في النزاع الذي اندلع عام 2011، إذ سمح للقوات الحكومية بترجيح الكفة لصالحها في الميدان، أن إيران التي تؤمن دعماً على الأرض، باتت هي أيضاً في وضع صعب.

وتوضح نيكول غراجيفسكي، من معهد «كارنيغي» للدراسات، أن تقدّم الفصائل المسلحة «لا يعكس تشتّت الاهتمام الروسي، بل تدهور القوى الخارجية الميدانية الداعمة» للأسد، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وجعلت موسكو من سوريا نقطة ارتكاز لنفوذها في الشرق الأوسط وأفريقيا، وهي تحتفظ فيها منذ عام 1971 بقاعدة بحرية في ميناء طرطوس (غرب) على البحر المتوسط، تعدّ مركزاً أساسياً لإمداد وإصلاح السفن الروسية في البحر المتوسط، ويمكنها التوجه منه إلى البحر الأسود دون المرور عبر مضيقي تركيا.

كما أن لروسيا منذ 2015 قاعدة جوية رئيسية في مطار حميميم قرب مدينة اللاذقية الساحلية.
«ثغرات في الاستراتيجية»

يقول المدير الأكاديمي لمعهد المتوسط للدراسات الاستراتيجية، بيار رازو، إن روسيا كانت لديها في سوريا في نهاية يوليو (تموز)، «22 طائرة مقاتلة، ونحو 15 مروحية هجومية ومسيّرات، مع مجموع 4 آلاف عسكري و3 آلاف من المرتزقة»، وذلك بعد إرسال تعزيزات إلى أوكرانيا حيث تشنّ موسكو حرباً منذ فبراير (شباط) 2022.

لكنه لفت إلى أن هذه القوات موزعة على المناطق الساحلية، وعند الحدود التركية قرب كوباني وجرابلس والقامشلي، وكذلك في الرقة (شمال) وتدمر قرب دمشق.

وإن أرادت روسيا التصدي للفصائل، «سيتحتم عليها سحب قوات من بعض المواقع الأساسية التي لا ترغب في تركها للأميركيين أو الإيرانيين أو الأكراد» الذين يملك كل منهم قوات على الأرض.

على الأرض، بدأت الفصائل المسلحة، من خلال المناطق التي سيطرت عليها خلال الأيام الماضية، تقطع الطريق بين القاعدتين الروسيتين ومناطق انتشار القوات السورية.

ويقول ديفيد ريغوليه روز، من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية: «بدأ الروس يخشون على قاعدتيهما اللتين يريدون الاحتفاظ بهما بأي ثمن».

وتواجه موسكو صعوبة في سوريا منذ أن باشرت هجومها على أوكرانيا، ولا يمكن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع جنود أو أسلحة في تصرف الأسد دون إبطاء هجومه على أوكرانيا. وتؤكد غراجيفسكي أن «الثغرات في استراتيجية موسكو باتت جلية».
دبلوماسية وصفقات

يبقى لروسيا المرتزقة، ويمكنها على هذا الصعيد تعبئة قوة «أفريكا كوربس» التي تضم مجموعات عسكرية خاصة روسية تنشط في القارة الأفريقية منذ أن تم تفكيك قوة «فاغنر».

وأشار ليام كار، من معهد المشروع الأميركي لأبحاث السياسة العامة، نقلاً عن مصادر عدّة، إلى أنه كان هناك 1800 من المرتزقة الروس مؤخراً في ليبيا.

ويرى أنهم «في أفضل موقع للانضمام سريعاً إلى سوريا دون الاقتطاع من العناصر في أوكرانيا أو الساحل»، مشدداً على أنهم مجهزون بمدفعية ودبابات من طراز «تي 72».

لكن الكرملين يراهن على الدبلوماسية. فقد أجرى بوتين، الأربعاء، محادثات مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان الذي يُبقي على وجود عسكري في شمال سوريا ويدعم بعض الفصائل المسلحة.

وأعلن الكرملين أن الرئيسين سيبقيان على تواصل من أجل «نزع فتيل الأزمة»، وأنهما «شددا على الأهمية المحورية لتنسيق وثيق بين روسيا وتركيا وإيران لإعادة الوضع في سوريا إلى طبيعته».

ويرى رازو أن «الخيارات الروسية على المدى القريب محدودة، الكرملين يراهن على الردع ويعد خيارات، لكن تطبيق كل شيء يستغرق وقتاً، ولا بد له بالتالي من كسب الوقت».

ويعدّ ريغوليه روز أن موسكو وأنقرة تتبعان «منطقاً دبلوماسياً تعاقدياً»، موضحاً أن «إردوغان لا يدعو إلى سقوط الأسد» في مواقفه الرسمية، «لكن السؤال المطروح يقضي بمعرفة إن كان بإمكانه ضبط» الفصائل المدعومة من أنقرة والمشاركة في الهجوم.
موسكو لرعاياها: غادروا سوريا

يؤكد بعض المحللين أن موسكو تدفع باتجاه عقد قمة سورية تركية. ويقول المحلل السياسي الروسي كونستانتين كالاتشيف لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «روسيا غير مستعدة لأن تخسر. الأسد بإمكانه أن يخسر، لكن روسيا لا. قد يكون من الأسهل على الروس إبرام اتفاق ما مع تركيا».

في هذه الأثناء، دعت موسكو رعاياها، الجمعة، إلى مغادرة سوريا، وأبدى مدوّنون مؤيدون للحرب في أوكرانيا تشاؤمهم.

وعدّ المدوّن المعروف باسم «فايتر بومبر» (500 ألف مشترك) أن «الأولوية هي لحماية... طرطوس من هجمات المسيرات ومنع السيطرة على مدينة اللاذقية الساحلية» في شمال سوريا، وذلك «حتى لو اضطررنا إلى التخلي مؤقتاً عن باقي الأراضي»، وفق قوله.

وأضاف: «من المؤكد أننا لا نملك المبادرة».

قد يهمك أيضا:

بريطانيا تدعو روسيا وإيران إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي في ضرباتها بسوريا

فصائل موالية لإيران دخلت سوريا من العراق والتحالف يقصف ميليشيات في دير الزور وروسيا تتأهب وسط دعوات بلينكن لوقف التصعيد

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

لوكاشينكو ينتقد طموحات أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
دونالد ترامب يؤكد تحقيق تقدم في ملف إعادة الرهائن…
واشنطن تغلق الباب أمام تفريغ الوقود في مواني الحوثيين
كييف تبلغ واشنطن بانتهاكات موسكو لوقف النار على منشآت…
انتشال رجل على قيد الحياة بعد خمسة أيام من…

اخر الاخبار

الملك محمد السادس يعزّي الكنيسة الكاثوليكية في وفاة البابا…
الحكومة المغربية تدرس مشاريع مراسيم تتعلق بموظفي الصحة والميزانية…
نزار بركة يؤكد أن سنة 2025 ستشكل سنة محورية…
فوزي لقجع يدعو لاستدامة تمويل الحماية الاجتماعية ويُلوّح بزيادة…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي ترد على شائعة زواجها من بشار الأسد…
سلاف فواخرجي تنفي زواجها من الأسد والوثيقة المنشورة مزوّرة
هند صبري تبرز خطوة جديدة في مسيرتها الفنية وتخوض…
فيفي عبده تكشف عن رغبتها في تقديم سيرتها الذاتية…

أخبار النجوم

أحمد سعد يفتتح حفلات الربيع في دبي بدويتو مع…
أحمد حلمي يبدأ أولى خطوات عودته الى السينما
شمس البارودي تثير جدلاً جديداً حول أعمالها الفنية وتردّ…
عمرو دياب في الجامعة الأميركية وشروط صارمة لدخول الحفل

رياضة

محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي قبل الجولة…
مطالبات بإيقاف مبابي بعد طرده المباشر في لقاء ريال…
ليونيل ميسي يقترب من تجديد عقده مع إنتر ميامي…
محمد صلاح يمدد مشواره مع ليفربول ويجدد عقده رسمياً…

صحة وتغذية

علاج فقدان السمع في مراحله المبكرة قد يساهم في…
دراسة صادمة تؤكد أنّ دمى الأطفال أكثر تلوثا من…
تمارين اليوغا تساعد في تخفيف آلام مفاصل الركبة وتحسين…
تطور طبي يكشف عن فعالية دواء فموي في علاج…

الأخبار الأكثر قراءة

اتفاق بين الاستخبارات الروسية والأميركية على التعاون لضمان الأمن…
اجتماع افتراضي لقادة العالم فى مارس لبحث قضية أوكرانيا…
الرئيس الأميركي يُقلل من أهمية المناورات العسكرية بين إيران…
الجيش الروسي يحقق تقدمًا ميدانيًا في جبهة كورسك
الرئيس التركي يُعرب عن استعداد بلاده للمساهمة في تعزيز…