القاهرة - المغرب اليوم
من منا لا يعرف الحلبة و فوائدها عبر الزمن اذ يرجع تاريخ الحلبة الى أيام الفراعنة في مصر. وقد جاء في بردية “ايبرز”، التي يرجع تاريخها الى نحو 1500 سنة قبل الميلاد، أن الحلبة مفيدة لعلاج الحروق. كما استخدمت في مصر القديمة للحث على الولادة. وفي القرن الخامس قبل الميلاد، اعتبر الطبيب الاغريقي ابقراط الحلبة ملطفة للأوجاع، وأوصى العالم دسقوريدس، في القرن الميلادي الأول، بالحلبة كدواء لكل أنواع المشكلات النسائية، بما في ذلك التهاب الرحم، والتهاب المهبل والفرج. وقد عرف العرب الحلبة، منذ مئات السنين، وروي عن الرسول محمد & “أنه عاد سعد بن ابي وقاص، رضي الله عنه، بمكة، فقال: ادعوا له طبيباً، فدعي الحارث بن كلدة، فنظر اليه فقال: ليس عليه بأس، فاتخذوا له قريفة (الحلبة) مع تمر عجوة رطب يطبخان فيحساهما، ففعل ذلك فبرىء”. وجاء عنها في “المعتمد” لابن رسول: “حُلبة: .. إذا طبخت بالسمن وشربت ليّنت العروق والمفاصل اليابسة، وأطلقت حصر البول،وفتتت الحصى .. والمطبوخة مع العسل تطلق البطن إذا شربت وتخرج ما في الأمعاء من الأخلاط الرديئة .. دقيقها يصلح للأورام الحارة الظاهرة والباطنة ضماداً .. ماء طبيخها يعصر ويغسل الرأس بعصارته فينفع الشعر ويجلو النخالة والقروح الرطبة، ويجعد الشعر، ويذهب الحزاز .. دقيقها يليّن الدبيلات وينضجها. والحلبة تليّن الصدر والحلق والبطن وتسكّن السعال والربو وعسر النفس وتزيد في الباه، جيدة للريح والبلغم والبواسير، وهي تغيّر النكهة وتنتّن رائحة العرق والبول..”. وجاء في “تذكرة أولي الألباب” للانطاكي: “حلبة: تليّن وتحلّل سائر الصلابات والأورام، ومتى طبخت بالتمر والتين والزبيب وعقد ماؤها بالعسل أذهبت أوجاع الصدر المزمنة وقروحه والسعال والربو وضيق النفس خصوصاً مع البرشاوشن عن تجربة. ومتى طبخت مفردة وشربت بالعسل حلّلت الرياح والمغص وبقايا الدم المتخلف من النفاس والحيض وأخرجت الأخلاط المحترقة والكيموسات العفنة خصوصاً مع الفوّة. والنطول بطبيخها والجلوس فيه يسهّل الولادة ويسقط المشيمة وينقّي الرحم ويحلّل الصلابات والبواسير. بقلتها وبذورها يصلحان الشعر المتساقط والنخالة والسعفة، ويقلعان الآثار نطولاً وطلاءً، وإذا جعلت دلوكاً نقّت الأوساخ وحسّنت الألوان جداً، وإذا نقعت في ماء الورد وقطرت في العين نفعت من الدمعة والسلاق والحمرة وبقايا الرمد. دقيقها مع التين يفجّر الدبيلات”. الحلبة في الطب الحديث وفي الطب الحديث تبين من تحليل الحلبة انها غنية بالمواد البروتينية والفسفور والمواد النشوية، وهي تماثل في ذلك زيت كبد الحوت. كما تحتوي على مادتي الكولين والتريكونيلين، وهما يقاربان في تركيبهما حمض النيكوتبنيك، وهو أحد فيتامينات B. كما تحتوي بذورها على مادة صمغية وزيوت ثابتة، وزيت طيار يشبه زيت اليانسون. أما خصائص بذورها فهي: مشهّية للطعام، مسكّنة للسعال، مفيدة في النزلات الصدرية، وضيق النفس والربو .. مليّنة للأمعاء، مضادة للكولسترول، للإلتهابات، للكساح، للأنيميا .. طاردة للديدان، منشّطة للقدرة الجنسية لدى النساء والرجال. خافضة للسكري، ملطّفة، مليّنة للأعصاب، مقويّة للدم تغذيه بالكريات الحمراء وتعوض الجسم ما فقده من قوة ..وهي موصوفة لكل حالة مرضية منهكة للجسم: أنيميا، هبوط في القوى، انحلال، خمول،وهن …الخ. استعمالاتها الاستعمالات الداخلية: يستعمل مغلي بذور الحلبة لعلاج عسر البول والطمث والاسهال. يستعمل مسحوق بذور الحلبة ممزوجاً بالعسل بمعدل ملعقة صغيرة من هذا المسحوق مع ملء ملعقة عسل ثلاث مرات يومياً لعلاج قرحتي المعدة والاثني عشر. يستعمل مشروب مغلي بذورالحلبة لعلاج أوجاع الصدر، وبالأخص الربو والسعال، بمعدل ملء ملعقة من البذور، حيث تغلى لمدة عشر دقائق،مع ملء كوب ماء وتشرب مرة واحدة في اليوم. يستعمل مسحوق بذور الحلبة في هيئة سفوف، وذلك بملء ملعقة متوسطة قبل الأكل بمعدل ثلاث مرات يومياً، لتخفيض نسبة سكر الدم. تستخدم الحلبة كمنشطة للطمث،وبخاصة للفتيات في سن البلوغ، وذلك بمعدل ملعقة متوسطة مرتين في اليوم. وهنا ينصح بالابتعاد عنها في حالة بدء فترة الحمل، لأنها تساعد على الاجهاض في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، في حين ينصح بها بعد الولادة، لما لها من فوائد صحية عالية تتمثل في ادرار الحليب. اذا أخذ مقدار كوب من منقوع الحلبة على الريق (مقدارملعقة أكل مخلوط بما مقداره كوب ماء لمدة ساعتين) فإنه يقوي المعدة ويسهل عملية الهضم، ويقتل الديدان بمختلف أنواعها. إذا غليت قبضة من بذور الحلبة المجروشة في ليتر من الماء لمدة 15 دقيقة، وتم تناول فنجانين منه في اليوم، فإنه يفيد في علاج التعب، وخفض نسبة السكري، والبرودة الجنسية، وزيادة الشهية، وتسكين سعال المصابين بالتدرن الرئوي