الرئيسية » تحقيقات
مصير مجتمع وقع في أيدي تنظيم داعش

بغداد ـ نهال قباني

بثت قناة "بي بي سي" الأسبوع الماضي، على لسان المذيعة "ليسي دوسيت"، مصير مجتمع وقع في أيدي تنظيم داعش, وهي تروي القصص التي سمعتها، ففي إحدى القرى في الركن الشمالي من العراق، تقف بافرين شيفان البالغة من العمر 20 عامًا على سرير معدني للحديث عن أكثر الأوقات الصعبة التي عاشتها ، وتروي برباطة جأش ملحوظة "كانوا يغتصبونني كل يوم، مرتين أو أكثر ، وكنت مجرد طفلة"، كما تقول بصوتها الناعم"لا يمكنني أن أنسى ذلك أبدًا".

وتشارك بافرين قصتها على الرغم من صعوبة ذلك ، لأنها تريد أن يسمع العالم ما حدث لها وأن هناك ما يقرب من 7000 امرأة يزيديّة أخرى اسُتعبدت لسنوات من قبل مقاتلي جماعة الدولة الإسلامية البربرية ، وأن العالم كما يعتقد مجتمعها الصغير، قد نسيهم.

كانت صور الأشخاص اليائسين الذين تقطعت بهم السبل على سفح الجبل في قلب اليزيديين، الذين يموتون من الجفاف والجوع، قد أشعلوا التعاطف مع ثقافة قديمة لم يُسمع عنها سوى القليل ، وتم إرسال طائرات هليكوبتر لإسقاط الغذاء والماء على المنحدرات الجرداء في جبل سنجار ولجذب عدد قليل من الناس الذين تمكنوا من الصعود على متن الطائرة إلى بر الأمان ، وظلت الشوارع في صمت مخيف، وما زالت المنازل المهشمة بكثافة مليئة بالقنابل والأفخاخ التي زرعتها داعش قبل أن يتم إخراجها من هذه المنطقة قبل ثلاث سنوات من قبل القوات الكردية بدعم من الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ، و ينتشر الآن مئات الآلاف من اليزيديين في مخيمات النازحين في جميع أنحاء هذه المنطقة الشمالية، غير قادرين وغير راغبين في العودة إلى ديارهم، وغير متأكدين من أين يلجئون إلى طلب المساعدة.

وتابعت بافرين حديثها "هناك عدد قليل من وكالات الإغاثة على أرض الميدان هنا وتُرك اليزيديون في حالة من عدم اليقين، وهم عالقون في نزاعات بين الإدارة المحلية الكردية والحكومة المركزية في بغداد، وكان ذلك يؤثر على إيصال المعونات وكذلك الأمن للسكان الذين ما زالوا يشعرون بالخوف العميق من عودة داعش"

وتقول بافرين بينما تجلس في فناء المزرعة، وهي مرتدية وشاح أزرق داكن ، اختارت ألا تخفي وجهها ، أو اسمها، لأنها تحكي قصة ، مثلها مثل العديد من النساء اليزيديات، تفوق الخيال "لا أستطيع العودة إلى قريتي "، "ليس هناك أمل في أن تكون هناك حياة في قريتي ، لم يتبقى هناك سوى عظام الموتى فقط" ، و تبعد قريتها كوشو فقط مسافة قصيرة بالسيارة ، و في الملف الكبير لجرائم حرب داعش ، تمثل كوشو صفحة جديدة للوحشية ، نحو 400 رجل، وهم جميع السكان الذكور، تم اعتقالهم أو إطلاق النار عليهم أو قطع رؤوسهم ، وقُتلت نساء عجائز وأُلقِين في مقابر جماعية، بينما قُدمت النساء الأصغر سنًا في الأسواق كعبيد جنس، وتحول الأولاد إلى جنود أطفال.

و كانت بافرين في ذلك الصيف المشئوم لعام 2014، خارج قريتها كوشو وحاولت شق طريقها إلى جبل سنجار، بالإضافة إلى عشرات الآلاف الآخرين الذين فروا إلى هناك في حالة من الذعر الأعمى للهروب من هجوم داعش و يعتقد اليزيديون أن جبل سنجار، الذي يمتد عبر المنطقة الحدودية بين العراق وسورية، كان دائمًا حاميهم الوحيد ،و إنهم ينظرون إليها على أنها الوصي على إيمانهم المضطهد منذ فترة طويلة، وهو دين توحيدي ذو جذور زرادشتية، وهو ما يستمد أيضًا من المسيحية والإسلام.

و قبض مقاتلو داعش على بافرين وإخوتها الثلاثة على الطريق، جنوب جبل سنجار، وحبسوها، في البداية مع العديد من صديقاتها الشابات من قريتها كوشو ، وفي ألمها، نجد هناك أيضًا قوة حيث عبرت "كل يوم كنت أسيرة، أصبح أقوى"، كما تقول "لقد أنتهزت كل فرصة ممكنة لأحاول الهروب ووعدت نفسي بأنني لن أتراجع أبدًا، لأنه في النهاية، إما أن أقتل من قبل آسري أو أن أكون حرة"، وعندما قُتل المقاتل الثاني الذي استعبدها في تفجير انتحاري ، لففت نفسها في ملابس سوداء، واندفعت فوق جدار، ووجدت طريقها إلى منزل في مدينة الموصل العراقية، التي كانت أيضًا تحت قبضة داعش ، وفتح الغرباء الباب أمام امرأة خائفة هاربة، وأبقوها لأيام ، ثم باعوها إلى عائلتها ،  ولا يزال هناك 35 من أفراد أسرتها الكبيرة في عداد المفقودين ، وهي تعترف على مضض بقولها "ربما مات إخوتي ، لكننا ما زلنا نعيش بالأمل".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

إسرائيل تنفق ملايين الدولارات لتحسين صورتها في أميركا
شهادات صادمة من الفاشر الفدية مقابل الحياة تحت سيطرة…
فوز الديمقراطيين بالانتخابات الأمريكية وتحقيق إنجازات تاريخية
صعوبات دبلوماسية أمام مشروع القوة الدولية في غزة
عائلات فلسطينية تعيش بين القبور في خان يونس هربا…

اخر الاخبار

بري يدافع عن حزب الله ويؤكد عدم صحة اتهامات…
الملك محمد السادس يهنئ محمود عباس بالعيد الوطني لبلاده…
وزير الخارجية السوري يؤكد أن حكومته تسعى لتفادي التصعيد…
حزب التقدم والاشتراكية يعارض مشروع قانون المالية 2026 ويبرز…

فن وموسيقى

نانسي عجرم تكشف أسرار نجاحها والصعوبات التي واجهتها في…
يسرا تتسلّم وسام الشرف الفرنسي تقديراً لمسيرتها الفنية الطويلة
كريم محمود عبد العزيز يعلن انفصاله رسميا مؤكدا الطلاق…
منى زكي تكشف أسباب ابتعادها عن الوسط الفني ودخولها…

أخبار النجوم

حلا شيحة تدافع عن صديقتها دينا الشربيني وتوجه رسالة…
بسمة بوسيل تكشف حقيقة ندمها على الزواج من تامر…
فجر السعيد توضح تفاصيل وضعها الصحي وتوجه رسالة مؤثرة…
وائل جسار يحسم الجدل حول انفصاله عن زوجته ويؤكد…

رياضة

ميسي وسالم الدوسرى يتفوقان على نجوم العالم فى الأداء…
مبابي يتعهد بتكريم ضحايا هجمات باريس خلال مواجهة أوكرانيا
رونالدو يوضح مقصده من كلمة "قريباً" حول نهاية مسيرته
إصابة المغربي أشرف حكيمي تتحول إلى مكسب تجاري ضخم…

صحة وتغذية

طريقة بسيطة تساعد في التغلب على الحزن والاكتئاب
دراسة تكشف أن الشاي الأخضر والجوز يساهمان في إبطاء…
الصحة العالمية تحذر من وفاة أكثر من مليون شخص…
دراسة تكشف فحصًا جديدًا أدق لتشخيص أمراض الكلى

الأخبار الأكثر قراءة

حياة الغزيين بعد السابع من أكتوبر من الاستقرار إلى…
أميركا تقف إلى جانب إسرائيل بعد هجوم 7 أكتوبر…
خبراء القانون الدولي يحددون الشرط الوحيد لقيام الدولة الفلسطينية
مشاركة الأطفال في الاحتجاجات تفتح النقاش حول دور الأسرة…
قلق في إسرائيل بعد إلغاء عقود سلاح ومخاوف من…