الرئيسية » تحقيقات
الصين تغزو أفريقيا باستثماراتها المتنوعة

بكين ـ علي صيام

يستقل إبراهيم شامومي وزملاؤه من الصيادين على متن السفينة أحد القوارب الخشبية، ويستعدون لبيع صيدهم إلى تجمع صغير من القرويين ينتظرون على الرمال البيضاء، كان شامومي يكسب رزقه بمثل هذه الطريقة في المحيط الهندي، منذ أن كان في الرابعة عشر من عمره، إذ كان والده صيادًا أيضا، والآن أصبح في الثلاثينات من عمره، ويقول إبراهيم "إن كسب ما يكفي من الصيد التقليدي أمر صعب، لكن لديه تعويضات".

الجفاف والتلوث سيصيب المدينة
ويوجد العديد من المناظر عبر البحيرة الهادئة وصولا إلى مستنقعات المانغروف، بجانب الشواطئ والخلجان غير الملوثة، والنباتات المورقة والحيازات الصغيرة التي تنمو فيها نباتات الذرة والمنيهوت والكاجو والمانجو، حيث يجب أن تكون هذه المشاهد قد لعبت دورا في قرية مينغليوتيني التنزانية الصغيرة منذ قرون.

وستزول منازل المدينة، في غضون 10 سنوات، بالإضافة إلى أربع قرى أخرى على طول هذا الساحل على بعد 30 ميلا إلى الشمال من دار السلام؛ لإفساح المجال لبناء ميناء ضخم بقيمة 10 مليار دولار، ستقوم به الصين، ومنطقة اقتصادية خاصة مدعومة من صندوق ثروة سيادي عماني.

وتعتبر منطقة جنوب باغامويو التي كانت تشتهر بأنها نقطة انطلاق رئيسية لتجارة الرقيق، والتي تم ضمها قبل 12 عاما كموقع تراثي عالمي، وقبل أن يعتبرها دنغ شياو بينغ شينتشن كأول منطقة اقتصادية خاصة للصين في عام 1979، كانت أيضا مدينة صيد صغيرة، والآن هي محور التكنولوجيا الفائقة وواحدة من أكبر مدن العالم.

وسيتم تحويل باغامويو، إذا تم المضي قدما في المشروع كما هو مخطط، إلى أكبر ميناء في أفريقي، ويبدو ذلك أكثر ترجيا، فبعد سنوات من التأخير، تقول الحكومة التنزانية إنها في المراحل الأخيرة من المحادثات مع شركة "تشاينا مانشانت هولدينغز إنترناشيونال".

كما سيتم تجريف البحيرة، للسماح بالوصول إلى سفن الشحن الضخمة التي سيصطف العديد منها على بعد أميال إلى البحر، أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ، ﻓﺈن اﻟﺨﻄﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﺗُﻈﻬﺮ ﻣﺼﺎﻧﻊ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺻﻨﺎﻋﻴﺔﻣﻐﻠﻘﺔ، ووﺣﺪات ﺷﻘﻖ ﻻﺳﺘﻴﻌﺎب ﻣﺠﻤﻮع اﻟﺴﻜﺎن اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﻴﻦ اﻟﺒﺎﻟﻎ 75 ألف نسمة، وهناك حديث عن مطار دولي، وقد قبل العديد من القرويين بالفعل التعويض عن فقدان منازلهم.

الأمر قد يكون مفيد للسكان
وتقول الخبيرة الصينية-الأفريقية، لورين جونستون، من نيو ساوث إيكونوميكس "إن المقارنة مع شينزين قد لا تكون بعيدة المنال"، مضيفة "هل كان لزوار شنتشن في عام 1980 أن يعتقدوا ماذا سيفتح هذا المنفذ النائم؟" "يمكن أن تصبح باغامويو بوابة صناعية ليس فقط من أجل تنزانيا المليئة بالشباب بل في نصف دول أفريقيا غير الساحلية، فهناك أوجه تشابه"، إن التحول الجذري المقترح لساحل باغامويو هو امتداد غير رسمي لشرق أفريقيا كجزء من مبادرة الحزام والطريق للرئيس الصيني "شي جينبينج" أو طريق الحريري، وهو مجرد أحدث حلقة في سلسلة طويلة من مشاريع الصين في أفريقيا.

وقبيل قمة الصين - أفريقيا الشهر المقبل، يدعو وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، الزعماء الأفارقة إلى "الانخراط في القطار السريع للتنمية".

ومضى الآن تسع سنوات منذ تفوقت الصين على الولايات المتحدة كأكبر شريك تجاري لأفريقيا، وعلى الرغم من أن كينيا وإثيوبيا هما الدولتان الإفريقيتان الوحيدتان من بين الثلاثين دولة التي وقعت اتفاقيات اقتصادية وتجارية في منتدى الحزام والطريق "Barf" في بكين في مايو/ أيار من العام الماضي، فإن الصين كانت مشغولة في القارة الأفريقية، حيث إن مشروع الحزام والطريق الرئيسي يعد خط للسكك الحديدية في كينيا بطول 290 ميلًا  من العاصمة نيروبي إلى مدينة مومباسا الساحلية التي افتتحت للجمهور العام الماضي، وهناك خطط لتمديد تلك الشبكة إلى جنوب السودان وأوغندا ورواندا وبوروندي، وكان بالفعل أكبر مشروع للبنية التحتية في البلاد منذ الاستقلال.

استثمارات صينية في أنحاء أفريقيا
وحصلت إثيوبيا الدولة غير الساحلية في غضون ذلك، على خط سكة حديد كهربائي بطول 470 ميل من عاصمتها أديس أبابا إلى الميناء في جيبوتي، وتم افتتاح المشروع الذي تبلغ تكلفته 2.5 مليار جنيه استرليني، بتمويل من بنك صيني وبنته شركات صينية، في يناير/ كانون الثاني، كما تم بناء نظام السكك الحديدية الخفيفة الجديد في أديس أبابا من قبل الصين، وتديره مجموعة شنتشن للمترو، وفي النقابل حصلت جيبوتي على استثمارات كبيرة، وقروض تفضيلية، وخط أنابيب، ومطارين، كما حصلت بكين على أول قاعدة عسكرية صينية في الخارج.

وفي حين كان شرق أفريقيا هو المحور الرئيسي لحزام وطريق القارة، تمتد مشاريع البنية التحتية الصينية على طول الطريق إلى أنغولا ونيجيريا، مع الموانئ المخطط لها على طول الساحل من داكار إلى ليبرفيل ولاغوس، كما أشارت بكين إلى دعمها لاقتراح الاتحاد الأفريقي بإنشاء شبكة السكك الحديدية فائقة السرعة في عموم أفريقيا.

ويظهر السؤال "إلى أين ستتوقف الصين في أفريقيا؟"، وفي هذا السياق، يقول البروفيسور ستيف تسانغ مدير معهد سواس الصين، إن الأمر غامض، مضيفا "إذا كنت ترغب في أن يكون المشروع عبارة عن حزام وطريق، فيمكن أن يكون حزاما وطريقا، يمكنك وضع أي شيء داخلها، إنها طريقة للحصول على الدعم لمشروعك".

ويمكن لميناء باغامويو الجديد أن يشهد إحياء ما يسميه تسانغ "المشروع الأول للصين في أفريقيا الضخم" وهو خط سكة حديد تازارا، الممتد من مناجم النحاس في زامبيا إلى دار السلام.
ويعود تاريخ تازارا إلى الستينيات، عندما فاز الرئيس ماو تسي تونج بأصدقاء في القارة من خلال دعم الحركات المناهضة للاستعمار مثل حركات جوليوس نيريري في تنزانيا، وافتتح الخط الحديدي البالغ طوله 1100ميل في عام 1976، وكان أول مشروع للبنية التحتية يتم تصميمه على مستوى عموم أفريقيا.
افتتاح مستشفيات وملاعب ومدارس
وعلى الرغم من أن الصين قدمت قروضا هائلة بلغت 95.5 مليار دولار في القارة بين عامي 2000 و 2015، إلا أن الباحثين في مبادرة الصين أفريقيا للأبحاث اكتشفوا أن معظم هذا المبلغ تم صرفه لمعالجة فجوة البنية التحتية في أفريقيا، وحوالي 40 ٪ من القروض الصينية المدفوعة لمشاريع الطاقة، و30 ٪ أخرى قامت بتحديث البنية التحتية للنقل، وكانت القروض بأسعار فائدة منخفضة نسبيًا  ومع فترات سداد طويلة.

ويرى الكثير من الأفارقة بالتأكيد سببًا  للتفاؤل، حيث يرى ما يقرب من ثلثي التنزانيين الصين بشكل إيجابي، مقارنة بأقل من نصف الأوروبيين والأميركيين، وفقا لمركز بيو للأبحاث.

وبينما تستعد باغامويو للتحول الجذري من المدينة الهادئة إلى الميناء الضخم، يبدو أن السكان يشعرون بالإيجابية بالإجماع، بداية من سائقي سيارات الأجرة في البلدة القديمة بأثوابهم المصنوعة من القطن الكانزو الأبيض إلى مديرو المطاعم، جميعهم واثقين من أنهم سيستفيدون من المزيد من الشركات، والمزيد من المكاتب، والمزيد من الوظائف، والمزيد من المال، كما يتضمن المخطط الرئيسي الأصلي الحديث عن المدارس والمراكز الصحية والملاعب.

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

بطل الكنيسة مهندس ضحى بجسده لإيقاف الانتحاري وقصته تشغل…
اثنا عشر يوما من الحرب ثمن باهظ دفعته إسرائيل…
فقدان 6 سائقين مغاربة في مالي في ظروف غامضة…
تفجير كنيسة مار الياس في دمشق يكشف التحدي الامني…
رئيس الوزراء الإسرائيلي يؤكد تحرير الرهائن من غزة سيحتاج…

اخر الاخبار

ترمب يحذر من احتمال تجدد الصراع بين إيران وإسرائيل…
روسيا الاتحاد الاوروبي يشكل تهديدا حقيقيا لنا
إعلام عبري اتصالات "مباشرة" بين سوريا وإسرائيل
رئيس مجلس المستشارين المغربي يُشيد بدعم برلمان أميركا الوسطى…

فن وموسيقى

نيللي كريم تكشف تفاصيل إصابتها بالسرطان في وجهها وتحكي…
أحمد حلمي يُعبر عن سعادته بتكريمه في مهرجان الدار…
هند صبري تواجه حملة هجوم بسبب موقفها من قافلة…
كندة علوش تكشف عن البدء بمشروع فني جديد وتواصل…

أخبار النجوم

شيرين عبدالوهاب توجّه رسالة الى رسالة الى الملحن مدين…
دينا فؤاد تكشف كشفت العديد من أسرارها الشخصية والمهنية
حنان مطاوع تكشف عن الأعمال الفنية التي ندمت عليها…
سامو زين يكشف السبب الحقيقي لابتعاده عن الوسط الفني

رياضة

فرص الهلال قائمة للتأهل في مونديال الأندية رغم المنافسة…
ميزانية ضخمة وأداء باهت نهاية محبطة للأهلي في البطولة
مرموش يبدأ مشوار مونديال الأندية بنكهة عربية مع مان…
فينيسيوس يحذر لاعبي ريال مدريد قبل مواجهة الهلال السعودي

صحة وتغذية

دراسة تؤكد نجاح الإنسولين المستنشق في علاج الأطفال المصابين…
لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي
علماء يكتشفون فئة دم فريدة من نوعها في العالم
انشغال الأطفال بالهواتف أثناء الوجبات قد يؤدي لزيادة الوزن

الأخبار الأكثر قراءة

تسعون عامًا من الشراكة العلاقات السعودية الأميركية من روزفلت…
الكنيسة الكاثوليكية تبدأ كونكلاف انتخاب البابا الجديد بعد وفاة…
البحرية الأميركية تخسر ثاني مقاتلة من طراز F/A-18 في…
بدء تنفيذ بنود اتفاق السويداء والدروز يؤكدون أن السلاح…
روسيا تعترف للمرة الأولى بمشاركة جنود كوريين شماليين في…