طهران - المغرب اليوم
شهدت العلاقات بين إيران وإسرائيل تصعيدًا عسكريًا حادًا خلال الأسابيع الماضية، ما دفع الولايات المتحدة وقطر إلى التدخل لفرض وقف إطلاق نار هش بعد اشتباكات وتبادل هجمات مكثفة خلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة في كلا البلدين. رغم إعلان وقف إطلاق النار ودخوله حيز التنفيذ، استمر الطرفان في تبادل الاتهامات بخرقه، ما يعكس هشاشة الهدنة وصعوبة استدامتها في ظل تصاعد التوترات.أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعد الساعة الخامسة صباحًا بتوقيت غرينتش يوم الثلاثاء دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، داعيًا الطرفين إلى الالتزام بالهدنة والامتناع عن أي أعمال عدائية. جاءت الموافقة الإسرائيلية على الهدنة بعد ساعة من الإعلان، وذلك في أعقاب تأكيدات من الجانب الإيراني على توقف هجماته إذا التزمت إسرائيل بالمثل.
تعد هذه الهدنة ثمرة وساطة أمريكية وقطرية هدفت إلى تهدئة التصعيد الذي بدأ مع الضربات الإسرائيلية على مواقع نووية وعسكرية في إيران، استجابة لقلق إسرائيلي ودولي متزايد من اقتراب طهران من امتلاك سلاح نووي. ورغم هذا الاتفاق، فإن وقف إطلاق النار ظل عرضة للخروقات.بعد أقل من ساعتين على إعلان وقف إطلاق النار، اتهمت إسرائيل إيران بإطلاق صواريخ باتجاه أراضيها، وهو ما نفته طهران بشكل قاطع. وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن إيران "انتهكت كامل شروط الاتفاق" مشيرًا إلى مواصلة العمليات العسكرية الإسرائيلية لاستهداف الأهداف الإيرانية والبنى التحتية الإرهابية.
في المقابل، أكد الحرس الثوري الإيراني استهدافه "مراكز عسكرية ولوجستية" داخل إسرائيل في اللحظات الأخيرة قبل بدء وقف إطلاق النار، وأعلنت وكالة تسنيم المرتبطة بالحرس الثوري أن إسرائيل شنت هجومًا من ثلاث مراحل بعد بدء الهدنة، مما يؤكد استمرار المواجهات.في منشورات متتالية على منصته "تروث سوشيال"، ناشد ترامب إسرائيل عدم تصعيد الهجمات على إيران، مستخدمًا تعبيرات حادة انتقد فيها الطرفين لعدم التزامهما بوقف إطلاق النار، وقال إنه "غير راضٍ عن تصرفات إسرائيل" في هذا السياق. وصف ترامب الوضع بأنه يفتقر إلى التهدئة ويهدد بجر المنطقة إلى مزيد من الصراعات.
أسفرت الهجمات المتبادلة عن مقتل العشرات وإصابة المئات في كلا البلدين. ففي الجانب الإيراني، أفادت وزارة الصحة بمقتل 610 شخصًا وإصابة أكثر من 4,700 منذ بدء الصراع في منتصف يونيو. أما في الجانب الإسرائيلي، فقد بلغ عدد القتلى 28 شخصًا، بينهم مدنيون سقطوا في هجمات بالصواريخ على مناطق مثل بئر السبع.
يأتي هذا التصعيد في إطار القلق الدولي والإسرائيلي من تقدم البرنامج النووي الإيراني. إذ أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران خصّبت أكثر من 400 كيلوجرام من اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 60%، ما يُعد خطوة خطيرة نحو القدرة على تطوير أسلحة نووية.
إسرائيل والولايات المتحدة ترى أن ضرباتها على المنشآت النووية الإيرانية مثل موقع "فوردو" تستهدف تعطيل برنامج إيران النووي وإبطاء تقدمها في هذا المجال. إيران من جهتها تؤكد أن برنامجها نووي مدني وسلمي، وترفض الاتهامات الموجهة إليها.في سياق متصل، شنت إيران هجمات صاروخية على قاعدة أمريكية في قطر، رداً على الضربات الأمريكية الأخيرة لمواقعها النووية خلال عطلة نهاية الأسبوع السابق. وتبقى القواعد الأمريكية في الخليج منطقة حساسة يمكن أن تؤدي أي تصعيد فيها إلى توسيع دائرة النزاع.
رغم إعلان وقف إطلاق النار، تبقى التوترات قائمة وسط تبادل اتهامات مستمرة وانعدام ثقة بين الطرفين. ويخشى المراقبون من أن يؤدي استمرار الخروقات إلى انهيار الهدنة وتصعيد عسكري شامل يهدد استقرار الشرق الأوسط.في ظل هذه الظروف، تتواصل الدعوات الدولية إلى تهدئة الأوضاع والعودة إلى طاولة المفاوضات الدبلوماسية لتفادي حرب مفتوحة، خصوصًا مع تصاعد التهديدات من الطرفين وتصاعد الأزمة النووية الإيرانية.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
التشكيك بما حقّقته واشنطن ترامب يرد علىً CNN ويقول إن المواقع النووية مُدمرة بالكامل