الرئيسية » تحقيقات

لندن ـ سليم كرم

كتب المبعوث الخاص السابق لكبير أساقفة كانتربري تيري ويت، مقالاً في صحيفة "غارديان" البريطانية، قال فيه أنه عاد إلى لبنان التي سبق وأن تم اختطافه فيها، وذلك بهدف مساعدة مئات الآلاف من المسيحيين، على الفرار والهروب من سورية والعراق ومصر. و يشير تيري ويت إلى واقعة اختطافه قبل ربع قرن في لبنان، واحتجازه كرهينة في بيروت لمدة خمس سنوات، خلال الفترة من عام 1987 وحتى عام 1991، و يقول أنه أمضى معظم الوقت مقيدًا بسلاسل على الجدار، محرومًا من العديد من أساسيات الراحة. و يقول أنه وعلى الرغم من المجازفة بالعودة إلى لبنان مرة أخرى، إلا أن تطورات الأزمة في المنطقة تتطلب منه قدرًا من الاهتمام والعناية، بعد أن تلقى دعوة كي يشاهد بنفسه المأزق الذي يعيشه اللاجئين المسيحيين، الذين يتوافدون من سورية عبر الحدود مع لبنان. هذا، وقد ذكر ويت أنه التقى باللاجئين الذين اضطروا إلى الخروج من سورية إلى وادي البقاع، لاسيما وأن الموقف هناك بات مأساويًا. و يقول أن سورية كانت تنعم بتاريخ فريد في التنوع الديني والتسامح، وفي الماضي كان المسيحيين والمسلمين يتعبدون في مكان واحد، وكانوا يعيشون معًا في ظل تآلف نسبي، إلا أن الحرب الحالية قد دفعت بالمسيحيين إلى مغادرة البلاد، والكثيرون منهم يعتقد بأنه لا سبيل إلى العودة مرة أخرى إلى سورية. كما يؤكد تيري ويت في مقاله على أن بعض من ثورات "الربيع العربي" قد اختطفها المتطرفين الإسلاميين، الذين يريدون فرض الشريعة الإسلامية، وطرد المسيحيين السوريين الذين يشكلون نسبة 10% من سكان البلاد، وأن هذا قد خلق بيئة معادية جدًا للأقليات، حيث يذكر أنه التقى ببعض العائلات اللاجئة التي تعيش في ظروف مؤلمة في المدن الحدودية اللبنانية، واستمع منهم إلى حكايات وقصص مرعبة. و يشير كذلك إلى أن عدد المسيحيين في الشرق الأوسط مع مطلع القرن العشرين كان يشكل نسبة 20 % من سكان المنطقة، وقد انخفضت هذه النسبة الآن إلى حوالي 5%. كما أنه قبل ثورات "الربيع العربي" كان المسيحيين في سورية رجال أعمال ومهندسين ومحامين وأطباء، وكانوا يتمتعون بحرية دينية في عهد الأسد، أما الأن، فهم يغادرون سورية. كما تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة أيضا انحسار سريع في أعداد المسيحيين، وفي مصر يعيش المسيحيين كما يقول "في أزمة"، في أعقاب سلسلة أعمال الشغب المعادية للأقباط المسيحيين. أما الوضع في ليبيا فهو يصل إلى حد الكارثة، و قد فر من العراق ما يقرب من 300 ألف مسيحي منذ سقوط صدام حسين، وقد غادر سورية ما يقرب من 100 ألف مسيحي إلى الحدود مع لبنان، و يبقى لبنان هو أخر بلدان الشرق الأوسط التي يستطيع المسيحي أن يعيش فيها بسلام وأمن نسبي. وفي بلدة القاع في وادي البقاع اللبناني، يعيش الآن أعداد ضخمة من المسيحيين الفارين من سورية وأغلبهم غير ميسوري الحال، وكلهم يقولون بأن الصراع في سورية بات شديدًا، على نحو اضطرهم إلى الفرار بأرواحهم تاركين منازلهم، وهم يعيشون في هذه البلدة ظروفًا سكنية صعبة، حيث يسكن 15 فردًا داخل أربع غرف. و يقول أحد هؤلاء اللاجئين أن ثورات "الربيع العربي" لا تزيد عن كونها "نكتة هزلية"، بعد أن أصبحت شكلاً من أشكال الاضطهاد. وفي بلدة زحلة اللبنانية، أعرب الأسقف جون درويش عن قلقه من انهيار العلاقات وتفككها داخل سورية، وعن قلقة من تدفق اللاجئين السوريين إلى لبنان، مشيرًا إلى اتفاق سياسي في عام 2006 بين "حزب الله" و"حزب التيار الوطني الحر" المسيحي في لبنان، والذي يمكن أن يفسح المجال أمام الحل الوحيد والممكن للبنان وغيرها من البلدان المحيطة، ونظرًا للتنوع العرقي والطائفي في لبنان، فإن الحل الوحيد هو الاحترام المتبادل كافة الأطراف والتعاون معًا من أجل صالح البلد. ويقول تيري وايت أن التسامح هو قلب التعاليم المسيحية، وأنه في ضوء ذلك سعى إلى الاجتماع مع أحد كبار المسؤولين في "حزب الله"، وهو الحزب الذي احتجزه رهينة لمدة خمس سنوات، وقال أنه خرج من ذلك الاجتماع بأن "حزب الله" يحمل صورة سلبية عن الغرب، وأنه طلب من "حزب الله" أن يساعد في حل أزمة اللاجئيين السوريين والعراقيين على الحدود اللبنانية، وخاصة مع اقتراب أعياد الكريسماس، حيث أكد أن "حزب الله" تلقى هذا الطلب بالترحاب والرضا. وقد تلقى تيري ويت دعوة بالعودة مرة أخرى إلى لبنان، لمقابلة شخصيات أخرى من "حزب الله"، ثم غادر لبنان وهو يقول بأن "كل ضغائن وأحقاد وصراعات الماضي لابد وأن تنتهي، كما أن الجماعات داخل لبنان في حاجة إلى التشجيع والدعم للعمل معًا". و يخلص ويت في ختام مقاله إلى أنه من وجهة النظر المسيحية، فإن لبنان يصبح هو البلد الوحيد في المنطقة الذي يحظي بتواجد مسيحي، مشيرًا إلى أن الوضع الراهن في المنطقة يحتاج إلى الكثير من التسويات، حتى يشعر المسيحيون مرة أخرى بالأمان في بلدانهم.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

تقرير أميركي يؤكد تدمير موقع نووي إيراني واحد من…
تقييم أميركي يشير إلى أن ضربات يونيو دمرت موقعاً…
واشنطن وسد النهضة سيناريوهات متعددة وتحركات تحت المجهر
إيران تحتجز ناقلة نفط أجنبية بتهمة تهريب مليوني لتر…
تعثر اعلان وقف اطلاق النار بين حماس واسرائيل يكشف…

اخر الاخبار

محافظ شمال سيناء يؤكد أن إدخال المساعدات إلى غزة…
الجيش اللبناني يُحبط مخططاً إرهابياً ويعتقل خلية مؤيدة لداعش…
بايتاس يعلن دخول قانون العقوبات البديلة حيز التنفيذ نهاية…
مجلسا النواب والمستشارين يجددان الولاء للملك محمد السادس ويشيدان…

فن وموسيقى

أنغام تنفي إصابتها بسرطان الثدي وتطمئن جمهورها قبل طرح…
لطيفة تؤكد أن ألبوم "قلبي ارتاح" يعكس روحها وأعادت…
جيهان الشماشرجي سعيدة بتجسيد دور مركب ومعقد في فيلم…
نانسي عجرم تكشف لمحة أولى من ألبومها المنتظر "Nancy11"…

أخبار النجوم

أنغام تخضع لجراحة استئصال ورم من البنكرياس وفحوصات لتحديد…
أنوشكا تهاجم مشاركة البلوغرز في الأعمال الفنية
أنغام تتألق في ظهورها الأول بعد شائعة إصابتها بالسرطان
حسين فهمي يشارك في الدورة الثانية من جوائز الباندا…

رياضة

ليفربول يضم موهبة مصرية جديدة كريم أحمد يوقع عقده…
قطر مرشحة لاستضافة النسخة الثانية من مونديال الأندية
والد لامين يامال يعلق على أزمة احتفال "عيد الميلاد"
أندية سعودية تبدي اهتمامها بضم يوسف النصيري

صحة وتغذية

معدل مشي يومي جديد يساعد في الوقاية من الأمراض…
وزير الصحة المغربي يكشف تفاصيل مرسوم جديد لخفض أسعار…
ابتكار طبي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتشخيص أمراض القلب بشكل…
التمارين الرياضية تفتح باب الأمل للتخلص من الأرق وتحسين…

الأخبار الأكثر قراءة

الكشف عن دور كوماندوز الموساد داخل طهران في الضربة…
معلومات عن القادة الإيرانيين الثلاثة الذين أفادت التقارير بمقتلهم…
المساعدات الإنسانية تتحول إلى فخ دموي في غزة وإسرائيل…
الأونروا تُعلن أن المساعدات التي دخلت غزة تغطي 9%…
إخلاء قسري لربع مليون فلسطيني من مخيم جباليا في…