الرئيسية » تحقيقات

لندن ـ سليم كرم

أكد المحللون السياسيون أن "الحرب السورية تفرض أوضاعًا غاية في الصعوبة والقسوة على حياة اللاجئين الذين فروا من جحيم الحرب الطاحنة، ليواجهوا وضعًا أسوأ بعيدًا عن وطنهم، مع حلول فصل الشتاء ومواجهة البرد القارس للعام الثاني على التوالي الذي بدأ ينال منهم ومن أطفالهم في ظل نقص الإمدادات والاحتياجات الضرورية، على الرغم من جهود الحكومة التركية في تقديم ماتستطيع القيام به".  ونشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية تحقيقا تناولت فيه "مدى معاناة اللاجئين السوريين خلال فصل الشتاء الذي جعل من حياتهم القاسية أشد قسوة". ويشير التحقيق في ذلك إلى "اعتزام ربة أسرة أم خالد القيام ببيع بعض من الأساسيات التي يتم توزيعها على اللاجئين من أجل شراء بعض الملابس الشتوية لأطفالها الثمانية".وتقول أم خالد من داخل خيمتها التي تعيش فيها هي وعائلتها منذ مايقرب من 18 شهرًا "أنا أفكر في شراء قطعة ملابس لطفل واحد شهريًا بهذه الطريقة".وفي تلك الأثناء كانت الأمطار في الخارج تنهمر بشدة فوق الخيمة، ليتحول المكان من حولها إلى أرض موحلة. وفي هذه الأجواء لا يجد الأطفال هناك ما يرتدونه سوى تشيرتات ثقيلة بعض الشيء لا تحمي من البرد القارس والصنادل المفتوحة التي لا تصلح إلا لأجواء الصيف.وتؤكد الأم "32 عامًا" والتي ترتدي ملابسها الخفيفة التي جاءت بها إلى الحدود التركية في الصيف الماضي والتي لم تعد تصلح لأجواء الشتاء، أنها "لا يعنيها نفسها وإنما يعنيها أطفالها وما يحتاجونه الآن".وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن "قدوم الشتاء جعل من ظروف الحياة القاسية التي يعيشها ما يقرب من نصف مليون لاجئ سوري في هذا المخيم، أكثر قسوة وأكثر بؤسًا".  وذكرت مصادر في الأمم المتحدة أن "أعداد هؤلاء اللاجئين قابلة للزيادة إلى الضعف بحول منتصف العام المقبل، كما أن أحوال اللاجئين في بعض المخيمات داخل سورية تزداد سوءًا، حيث ندرة الطعام والعيش على أضواء الشموع".كما تشير الصحيفة أيضًا إلى "قسوة الشتاء وكآبته حتى في المخيمات التي تنعم بظروف حياة أفضل نسبيًا مثل مخيم "يايالاداغي" الذي قامت السلطات التركية بتحسين البنية التحيتة فيه من كهرباء وتدفئة لهذا المخيم  الذي يضم 239 خيمة على نحو يمكن معه تحمل ظروف الحياة لحوالي 2800 لاجئى سوري في أحد المخازن القديمة". وعلى البوابة تم تركيب جهاز لكشف الأدوات المعدنية لمنع دخول الأسلحة إلى المخيم الذي يشكل الأطفال نصف سكانه".وأما اللاجئين الأكثر حظًا، فهم هؤلاء الذين تم إيوائهم في مبنى خالٍ يضم 276 غرفة بعضها صغير جدًا، ولكنها تضم عائلة كاملة. ويحصل هؤلاء على مبلغ 45 دولار شهريًا كبدل طعام يتم توزيعها عن طريق بطاقات إلكترونية مقبولة في المحلات المحلية.وعلى الرغم من أن هؤلاء ينعمون بأغلب الاحتياجات الأساسية، لكن الشتاء في المخيم يبدو قاسيًا بسبب الانخفاض الحاد في درجات الحرارة إلى ما دون الصفر أثناء الليل، وانهمار المطر على مدار أسبوعين زاد الأحوال سوءًا.وتقول امرأة إن "هذه الأحوال تضطرها إلى البقاء داخل الغرفة طوال الوقت هي وأطفالها والثلاثة وزوجها وزوجة ابنها. وأنها لا تخرج إلا لزيارة الطبيب، وهي لا تجد ما يمكن أن ترتديه تحت عبايتها داخل غرفة لا تزيد مساحتها عن 2.5 في 4.5 متر مفروشة بمراتب رقيقة ومقاعد من البلاستيك وطاولة صغيرة وموقد تسخين".وتشير امرأة أخرى إلى أن "الجميع دائمًا مرضى وأن الكبار كثيرًا ما يلتقطون عدوى البرد والإنفلونزا من أطفالهم".ويؤكد شاب "18 عامًا" يعمل عامل بناء أنه "يخشى من تكرار شتاء العام الماضي الذي كان مرعبًا، إذ سقطت الثلوج وانهارت الكثير من الخيم وانقطع التيار الكهربائي لمدة ثلاثة أيام واضطرالناس إلى اتخاذ البطاطين كخيمة حتى يتم إعادة بناء مخيماتهم من جديد".وتحاول الحكومة التركية تحسين أحوال هؤلاء، كما تعتزم تجديد أحد المخازن ونقل مخيمات العراء داخل هذا المخزن وحفر قنوات لتسريب مياه الأمطار وتوزيع المزيد من الأغطية والبطاطين. كما تقول مصادر حكومية إنه "من المنتظر قريبًا وصول شحنة من الملابس الشتوية قامت الحكومة بشرائها أخيرًا".لكن ذلك وكما تؤكد الصحيفة "لن يخفف الكثير من الإحساس بالخسائر التي لحقت بالجميع في حرب لا تنتهي كما يبدو".ويقول أب محامٍ "39 عامًا" إن أطفاله فقدوا عامين من عمرهم  في هذا المخيم، وأنه يندب حظه، لأن تعليم أطفال يتم باللغة التركية وليس العربية".أما أم خالد فهي تدفن وجهها بين يديها وتبكي عندما تتذكر منزلها العتيق الذي تركته في بلدة جبل الزاوية التي كانت تغطيه الكرمة في خلفه بئر من المياه، ولكنه تحول إلى رماد وتمت تسويته بالأرض، كما شاهدت أثناء زيارة قامت بها أخيرًا إلى سورية قيام الطائرات السورية بتدمير قرية مجاورة لبيتها، وأدركت آنذاك أنها لن تعود إلى بيتها إلا بعد عمر طويل.  وتقول إنها "تفضل أن تعيش في مخيم في سورية على مخيم في تركيا، على الرغم مما يقدمه لهم الأتراك من خدمات، ولكنها مازالت تشعر بالغربة في المخيم التركي".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

تقرير أميركي يؤكد تدمير موقع نووي إيراني واحد من…
تقييم أميركي يشير إلى أن ضربات يونيو دمرت موقعاً…
واشنطن وسد النهضة سيناريوهات متعددة وتحركات تحت المجهر
إيران تحتجز ناقلة نفط أجنبية بتهمة تهريب مليوني لتر…
تعثر اعلان وقف اطلاق النار بين حماس واسرائيل يكشف…

اخر الاخبار

محافظ شمال سيناء يؤكد أن إدخال المساعدات إلى غزة…
الجيش اللبناني يُحبط مخططاً إرهابياً ويعتقل خلية مؤيدة لداعش…
بايتاس يعلن دخول قانون العقوبات البديلة حيز التنفيذ نهاية…
مجلسا النواب والمستشارين يجددان الولاء للملك محمد السادس ويشيدان…

فن وموسيقى

أنغام تنفي إصابتها بسرطان الثدي وتطمئن جمهورها قبل طرح…
لطيفة تؤكد أن ألبوم "قلبي ارتاح" يعكس روحها وأعادت…
جيهان الشماشرجي سعيدة بتجسيد دور مركب ومعقد في فيلم…
نانسي عجرم تكشف لمحة أولى من ألبومها المنتظر "Nancy11"…

أخبار النجوم

أنغام تخضع لجراحة استئصال ورم من البنكرياس وفحوصات لتحديد…
أنوشكا تهاجم مشاركة البلوغرز في الأعمال الفنية
أنغام تتألق في ظهورها الأول بعد شائعة إصابتها بالسرطان
حسين فهمي يشارك في الدورة الثانية من جوائز الباندا…

رياضة

ليفربول يضم موهبة مصرية جديدة كريم أحمد يوقع عقده…
قطر مرشحة لاستضافة النسخة الثانية من مونديال الأندية
والد لامين يامال يعلق على أزمة احتفال "عيد الميلاد"
أندية سعودية تبدي اهتمامها بضم يوسف النصيري

صحة وتغذية

معدل مشي يومي جديد يساعد في الوقاية من الأمراض…
وزير الصحة المغربي يكشف تفاصيل مرسوم جديد لخفض أسعار…
ابتكار طبي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتشخيص أمراض القلب بشكل…
التمارين الرياضية تفتح باب الأمل للتخلص من الأرق وتحسين…

الأخبار الأكثر قراءة

الكشف عن دور كوماندوز الموساد داخل طهران في الضربة…
معلومات عن القادة الإيرانيين الثلاثة الذين أفادت التقارير بمقتلهم…
المساعدات الإنسانية تتحول إلى فخ دموي في غزة وإسرائيل…
الأونروا تُعلن أن المساعدات التي دخلت غزة تغطي 9%…
إخلاء قسري لربع مليون فلسطيني من مخيم جباليا في…