غزة - المغرب اليوم
أكدت الناشطة البيئية السويدية جريتا ثونبرج، الثلاثاء، أنها تعرضت للتعذيب والخطف خلال احتجازها داخل أحد السجون الإسرائيلية، أثناء مشاركتها ضمن "أسطول الصمود العالمي" الذي كان متوجهاً إلى قطاع غزة لإيصال مساعدات إنسانية وتسليط الضوء على الأوضاع الكارثية في القطاع المحاصر.
وخلال مؤتمر صحافي عقدته في العاصمة السويدية ستوكهولم، قالت ثونبرج إن ما تعرضت له مع مجموعة من النشطاء "كان صادماً"، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي قام بـ"خطفهم وتعذيبهم" بعد اعتراض الأسطول في المياه الدولية، مضيفة أنها لا ترغب في الحديث عن تفاصيل ما جرى معها شخصياً حتى لا تتحول القصة إلى عنوان عنها وحدها، بل يجب التركيز على ما يعانيه سكان غزة يومياً من حصار وتجويع وقصف مستمر.
وأشارت إلى أن المحتجزين لم يحصلوا على مياه نظيفة، كما حُرم العديد منهم من الأدوية الضرورية رغم معاناتهم من حالات صحية حرجة. وقالت: "ما تعرضنا له لا يُقارن بالمعاناة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون في غزة تحت الحصار. هذه ليست قضيتي الشخصية، بل قضية إنسانية عالمية تتطلب تحركاً عاجلاً".
وكانت ثونبرج من بين مئات النشطاء الذين شاركوا في "أسطول الصمود العالمي"، وهي قافلة بحرية مكونة من عدة سفن حاولت إيصال مساعدات طبية وغذائية إلى غزة، في وقت يعاني فيه أكثر من 2.2 مليون شخص في القطاع من نقص حاد في الغذاء والدواء والنزوح الجماعي، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة.
واحتُجزت ثونبرج إلى جانب 478 ناشطاً آخرين بعد اعتراض الأسطول، وتم ترحيلهم من إسرائيل، يوم الاثنين الماضي. وقال نشطاء سويديون إن السلطات الإسرائيلية أجبرت ثونبرج أثناء احتجازها على ارتداء العلم الإسرائيلي، وتم التعامل معها بعنف جسدي، إلا أن ثونبرج لم تؤكد هذه التفاصيل خلال المؤتمر الصحافي.
وأعربت ثونبرج وعدد من المشاركين عن استيائهم من موقف الحكومة السويدية، متهمين إياها بعدم تقديم الدعم الكافي خلال فترة احتجازهم. وفي رد رسمي، قالت الحكومة السويدية إنها قدمت الدعم القنصلي للناشطين، وأكدت للسلطات الإسرائيلية ضرورة معاملة المواطنين السويديين معاملة لائقة، لكنها شددت في الوقت ذاته على أنها نصحت مراراً بعدم السفر إلى غزة أو المشاركة في أي قوافل متجهة نحو مناطق النزاع.
وتأتي هذه التصريحات وسط تصاعد التحذيرات الدولية من تدهور الوضع الإنساني في غزة. وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن نسبة الأطفال حديثي الولادة المصابين بسوء تغذية حاد أو ناقصي الوزن وصلت إلى نحو 20%، نتيجة تفشي الجوع وسوء الرعاية الصحية، لا سيما بين النساء الحوامل.
من جهته، كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن السلطات الإسرائيلية رفضت أو أعاقت 45% من أصل نحو 8 آلاف مهمة إنسانية طارئة مطلوبة داخل غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وهو ما يزيد من صعوبة إيصال المساعدات إلى المحتاجين، في ظل استمرار العمليات العسكرية والحصار البحري والبري والجوي المفروض على القطاع منذ عام 2007.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
إسرائيل ترحل 171 ناشطاً من «أسطول الصمود» بينهم غريتا تونبرغ