الرئيسية » الإعلام وروّاده
طوني بارود مقدّماً للبرامج ومعلّقاً على المباريات الرياضية

بيروت ـ فادي سماحة

ثلاثون سنة عمِل خلالها طوني بارود مقدّماً للبرامج ومعلّقاً على المباريات الرياضية في محطة «إل بي سي آي»، وحين أتى «التوقيت المناسب»، انتقل إلى «إم تي في». أكثر من برنامج شهد على تنقّل الإعلامي اللبناني داخل البيت الجديد، وإن لم تُحقّق جميعها الأصداء. بعضها مرَّ عابراً، وآخرها، «تعا ننسى»، انطلق هشاً ومن ثَم راح يستعيد قواه. يحاول أن يكون بسمة على وجوه متعبة.

لا يدّعي مسح الأحزان اللبنانية بوَقْع السحر، لكنّ برنامجه استراحة. فاصل مع الترفيه وإعادة الهموم إلى الرفوف. يخبر «الشرق الأوسط» أنّ علاقة اللبناني مع التكيّف سيف من حدّين: «التخدير ليس شطارة، ولا التأقلم مع الانهيار. أحاول أن أكون عَوَضاً ما، فأُخرج الناس من جوّ اليوميات الضاغطة».

دلَّ انطباعٌ إلى حقيقة ساطعة: في إمكان طوني بارود قيادة برامج «أهم». ليس انتقاصاً من الترفيه، ملعبه، بل لأنّ شيئاً يلوح على شكل وهن. لِمَ يبدو كأنه في قالب مُصغَّر؟ يحاول السيطرة على إحساس بالغصة، رامياً الحق على الظرف. يهوى البرامج المباشرة، حيث التفاعل العفوي يُظهر قدرته على ضبط الأجواء وسدّ الثغرات، ويتحدث عن يد الظروف برسم المصائر.

علّمته عقودٌ ثلاثة اقتطفها التلفزيون من العمر، أنّ البرامج قد تبدأ باتجاه وتنتهي بآخر. أسَّس في «تعا ننسى» برنامجاً ترفيهياً يستضيف شخصيات تخفّف بحضورها شعوراً عاماً بالأسى. وهذا ليس سهلاً في رأيه: «لم يعد المُشاهد يُذهل بأي برنامج في عصر مواقع التواصل. الـ(واو) فقدت رونقها. نسعى للتحسين بتكاتف الفريق، فالتلفزيون اللبناني يستمر بالتي هي أحسن».

ينفي انطباعاً آخر مفاده أنه مقيّد الجناحين، لا يملك ضوءاً أخضر لإنجاز البرنامج الحلم. يشكو معاناة تأمين الضيوف: «منهم مَن لديه حساباته، ومنهم ليس متوافراً، والحلقات تستمدّ طاقة من الضيف». للموسم المقبل، هل من تحضيرات أم تغييرات؟ يُذكّر بقرب انطلاق كأس العالم وتخوُّف المحطات: «مَن سيشاهد البرامج والمباريات محتدمة؟ لم يُتخذ القرار، وفي حال العودة سنُدخل تعديلات».

 لا يحطّ ندمٌ على عتبات حياته، خصوصاً في المهنة. يشدّد على الوقت: «أؤمن بأحكامه، فهو ضابط إيقاع الفراق والبدايات الجديدة». حين التحق طوني بارود بـ«إم تي في»، اصطحب معه سقف طموحات عالياً. كان تحدّث عن الظرف، من «الكوفيد»، والثورة، ومآسي الإعلانات، حدّ إصابة الإعلام اللبناني بطلقة في الظهر. «نعتمد على أنفسنا للمحافظة على وجودنا».

في «تعا ننسى»، يستعيد نبضاً لم تتحه غير برامج انقضت تقريباً بلا أثر. يتلقّف الأصداء من الناس ويفرح كلما شكره أحد على محاولات البلسمة. مرة أخرى، دوران حول ما نفترضه جرحاً: ألا تطمح للأفضل؟ للترفيه على مساحات عريضة؟

يتكلّم عن الحظ والطبع رداً على السؤال. يبدو أنّ ثمة جرحاً بالفعل، وها إن الإصبع عليه تفعّل الحريق: «التركيبة المثالية هي الحظ مُرفقاً بمقدّم من خبرة ومخرج لامع ومنتج مجتهد، فيكون البرنامج الحلم. يبلغ الحظُ كثيرين ولا يبلغني. علي دائماً المرور بدرب العذاب لأكون موجوداً. لا أدّعي أنّ الفرص ترفض زيارتي. تحضُر لكنها تجافي الحظ. وطبعي ليس ممن يفرضون الشروط وإلا ستكون الاستقالة على الطاولة. لا أتحدث عن محسوبيات، ففي (إم تي في) يكنّون لي التقدير. لكنّ الحظ ليس في الجيب».

ألم تفقد الشغف؟ كأنّ «فلاش باك» الذكريات يمرّ بلمح البصر، فيستعيد بالمخيلة ما كان عزاً وأصبح اليوم اختزالاً لإرادة البقاء: «الشغف هو المحرّك. يمنحني جرأة رهيبة لإدارة الهواء ومنع المُشاهد من ملاحظة الخطأ. لا أخاف من الكاميرا. البعض لا يطلّ إلا بعد التأكد من أنّ كل شيء على ما يرام. خصوصاً صورته. أقود الهواء ولا أكترث». طوني بارود ممن جرفتهم أمواج الحياة فتخطّى صَفْع الجَرْف. «تغيّرتُ حين أدركتُ أن لا شيء يدوم إلا ما يزرعه المرء في مجتمعه. إن سُئلت عن إنجازاتي، فلن أذكر التلفزيون، بل ما استطعتُ تحقيقه مع الأولاد من ذوي الحاجات الخاصة طوال سنوات (يتبنّى هذه القضية). كانوا يخجلون من الاندماج الاجتماعي، فأصبحوا فعّالين بين الناس».

ترسّخت لديه القناعة بعد التجربة: «أكبر حدث تلفزيوني سيُبقيني على الألسن لشهر كأقصى حد. ماذا بعد؟ وسائل التواصل عجّلت موت الأحداث وسرّعت بلوغ حافة النسيان. الأثر الإنساني وحده يبقى».

يرفض ربط مصيره بالبقاء على الشاشة أو الغياب عنها. في رأيه، النهايات آتية، لا مفرّ. واستعداداً لها، تخصّص في فن الخطاب المُحفّز والتدريب على الحياة في لوس أنجليس، والشهادة قريباً. يصقل خبرته وتجاربه. لا يُظهر للآخرين ما تخبّئه الأيام داخله، ويصرّ على إيجابية العيش. «نبذتُ الانتقام والكراهية والصفعات من كل صوب، وصنعتُ مني كائناً يتطلّع نحو الأفضل. للسعادة والعطاء مراتب لا يبلغها جميع البشر، أسعى إليها. أريد أولادي أن يتعلّموا من تصرّفاتي، فالوعظ لا يكفي. الكرم ليس ما يتعلق بالمال فقط. إنه اللطافة والكلمة الحلوة. هذه لا تكلّف شيئاً لكنها تصنع الفرق».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

طوني بارود يتفق على تأجيل "السهر عنا" لتصوير "the playlist "

الإعلامي طوني بارود يقدم برنامجين على شاشة ”LBCI”

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الاحتلال يفرج عن الصحافي د. ناصر اللحام بعد اعتقال…
ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في قطاع غزة إلى 231
الإعلامية منى الشاذلي عن صمتها وتكشف كواليس أزمة حلقة…
التايمز البريطانية تصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكثر الرؤساء…
وزير الثقافة المغربي يُدافع عن تعديل قانون المجلس الوطني…

اخر الاخبار

ترامب نريد إعادة الرهائن من غزة وندعو إلى مساهمة…
الإمارات تطلق مشروعًا لإنشاء خط مياه محلاة من مصر…
بريطانيا هدن إسرائيل الإنسانية لا تكفي لتخفيف معاناة الفلسطينيين
أكسيوس ترمب شجع نتنياهو على اتخاذ موقف أكثر صرامة…

فن وموسيقى

محمد فراج يعود بمسلسل كتالوج في تجربة إنسانية عميقة…
أنغام تنفي إصابتها بسرطان الثدي وتطمئن جمهورها قبل طرح…
لطيفة تؤكد أن ألبوم "قلبي ارتاح" يعكس روحها وأعادت…
جيهان الشماشرجي سعيدة بتجسيد دور مركب ومعقد في فيلم…

أخبار النجوم

نجوم الفن يدعمون وفاء عامر بعد اتهامها بتجارة الأعضاء
نجوم الفن يدعمون أنغام برسائل مؤثرة بعد أزمتها الصحية
احتفال جينيفر لوبيز بعيد ميلادها الـ56 وتألق لافت بإطلالة…
فيروز تنعي ابنها زياد الرحباني بكلمات مؤثرة

رياضة

ريال مدريد يستعد لجني أرباح ضخمة بعد إعلان مبابي…
ليفربول يضم موهبة مصرية جديدة كريم أحمد يوقع عقده…
قطر مرشحة لاستضافة النسخة الثانية من مونديال الأندية
والد لامين يامال يعلق على أزمة احتفال "عيد الميلاد"

صحة وتغذية

معدل مشي يومي جديد يساعد في الوقاية من الأمراض…
وزير الصحة المغربي يكشف تفاصيل مرسوم جديد لخفض أسعار…
ابتكار طبي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتشخيص أمراض القلب بشكل…
التمارين الرياضية تفتح باب الأمل للتخلص من الأرق وتحسين…

الأخبار الأكثر قراءة

خدعة إعلامية محكمة إسرائيل أربكت طهران برسائل مضللة قبل…
مذيعة أميركية تدخل المخاض على الهواء وترفض مغادرة الاستوديو
استقالة رئيسة "سي بي إس نيوز" وسط تصاعد التوتر…