الرئيسية » سياحة وسفر
مدينة مراكش

الرباط -المغرب اليوم

ساحة جامع لفنا بمدينة مراكش المغربية وقد لعب الكاتب الإسباني الشهير خوان غويتيسولو، الذي اختار الاستقرار بمراكش منذ السبعينيات، دورا هاما في حشد الدعم لانتزاع هذا الاعتراف الدولي الأممي لحماية الفضتعد ساحة جامع الفنا، ميدانا عريقا في قلب مدينة مراكش المغربية، وتُعتبر قلبها النابض بالتاريخ القديم والحاضر المعيش.ولا تجوز زيارة مراكش إذا لم يمر الوارد إليها بساحة جامع الفنا، حيث الفلكلور وترويض القردة والأفاعي والأطباق التقليدية بمطاعم الساحة والسوق القديم وتذكارات "المدينة الحمراء".

مكانة الساحة الثقافية والتاريخية، جعلت منظمة اليونيسكو تُصنفها عام 2001 ضمن قائمة التراث العالمي للإنسانية، وهو القرار الذي شكل اعترافاً عالميا بقيمة الساحة الثقافية، كما كان احتفاء برواد الفرجة الشعبية فيها، وما يُحافظون عليه من ذاكرة شفهية للمملكة المغربية وتاريخها.

ساحة جامع لفنا بمدينة مراكش المغربية

وبمجرد الوقوف وسط ساحة جامع الفنا بمراكش، تختلط على أنفك روائح الأطعمة التي تُطهى في المطاعم المتنقلة، تماماً كما تتسابق إلى أذنيك أصوات الأهازيج المتعددة، أما عيناك فتتوهان في الزراكش ورقصات الفلكلور المتباينة، والفكر يقف مشدوهاً لعظمة الرصيد التاريخي للمنطقة.

قطع للرؤوس وترويض للأفاعي
عمرها من عُمر مدينة مراكش، إذ أنشأها المرابطون عام 1070 ميلادية، لتحتضن العمليات التجارية في المدينة، خاصة أن موقعها الاستراتيجي بالنسبة للمدينة القديمة، كان مواتياً جداً لاستقبال القوافل واستعراض التجار لسلعهم.ومع تعاقب السنوات صارت مكاناً تجتمع فيه الجيوش قبل توجهها إلى ساحة الحرب، إلا أن الروايات المتضاربة تتحدث عن قصص متعددة لسبب تسميتها بـ"الفنا".

ساحة جامع لفنا بمدينة مراكش المغربية

البعض يرجع الاسم إلى كونها شاسعة أشبه بـ"الفناء الكبير"، وآخرون يقولون إنها في حقبة ما كانت ساحة تُنفذ فيها عمليات الإعدام أمام الملأ، فسُميت كذلك نظراً لفناء الأرواح فيها.إلا أن روايات تقول إن الأصل في التسمية هو "الهناء" نسبة إلى مسجد شرع أحد السلاطين في بنائه قريباً منها، لكنه مات قبل إتمامه فتحول الاسم إلى "الفنا" عوض المسمى الأصلي.

ساحة جامع لفنا بمدينة مراكش المغربية

وبتعدد الروايات والقصص حول تسميتها، تتعدد عروض الحكواتيين على بلاطها، يتناقلون قصصا شفهية يمتزج فيها الخيال بالواقع، والفكاهة بالتراجيديا، وغير بعيد عنهم تدب الأفاعي وتتراقص القردة، وتتمايل أجساد الزوار على أنغام الموسيقى التراثية التي تملأ المكان صخباً.

تُراث ومأكولات
وإلى جانب حلق الفلكلور والحكواتيين، لا تستقيم الجولة في ساحة جامع الفنا إلا بأكلات ومشروبات متعددة، تبدأ بعصير البرتقال البارد الذي يُخفف حرارة المدينة وجفافها، ويمر بشرب "الحريرة" المغربية المرفوقة بالتمر وحلوى "الشباكية"، قبل أن يصل إلى الطبق الرئيسي الذي قد يكون شواء أو طاجينا، وربما أحد الأطباق المفضلة لدى أهل مراكش، كالطنجية.

ساحة جامع لفنا بمدينة مراكش المغربية

وبعد الاستمتاع بما لذ وطاب من طعام أهل المدينة، يتسنى للزائر أن يُحلي بطبق من الحلزون المطبوخ بأعشاب مُتعددة، وشرب السائل الذي تحللت فيه الأعشاب ومنحته لونا بين البُني والأخضر القاتم، بطعم لاذع يترك ناراً في الحلق، ويقول أهل المدينة إنه مُفيد لعلاج العديد من الأمراض.وإذا انتهت الزيارة في جُزئها الأول، يكون القادم إلى الساحة على موعد مع معرض واسع من المنتجات التقليدية المحلية داخل سوق المدينة القديمة المُحاذي للساحة الواسعة، فهذا محل يبيع ألبسة تقليدية مغربية كالجلابيب وغيرها، وغير بعيد عنه تاجر تخصص في الإكسسوارات والملابس الجلدية.

ساحة جامع لفنا بمدينة مراكش المغربية
وفي الزُقاق المُقابل، تتراص محلات صغيرة تشع بريقاً، وتخصص أصحابها في بيع الحلي الفضية، حديث التصميم منها والتقليدي.أما إن أخذتك قدماك أعمق من ذلك، فستدخل عالماً آخر بألوان كالتي في قوس قُزح، تتداخل معها أطعمة وروائح يسيل لها اللعاب، حيث محلات بيع التوابل والأعشاب، وأيضاً جميع أنواع الزيتون والحامض المُخلل.

تُراث لا مادياء ودعم استمرارية أنشطته ومساعدة رواده على الصمود في وجه تقلبات الحياة الحديثة.

قد يهمك ايضأ:

الإقبال على ساحة جامع الفنا يعيد الحياة إلى عاصمة السياحة المغربية

 

تفاصيل عودة “الحلايقية” إلى ساحة جامع الفنا تنبض بالحياة فى مراكش

 

   
View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

موسم الرياض الترفيهي 2025 يسجل حضور مليون زائر منذ…
دبي تتفوق على لاس فيغاس بعدد غرف الفنادق لتقترب…
مدينة الرباط تحتل المرتبة الخامسة ضمن تصنيف أفضل 25…
رئاسة العراق اللجنة الفنية للسياحة في الجامعة العربية إنجاز…
دليلكِ لتجربة شتوية لا تُنسى في نيويورك

اخر الاخبار

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
إيران تؤكد عدم إمكانية استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة…
ناصر بوريطة يكشف ملامح الدبلوماسية المغربية في الفضاء السيبراني
واشنطن تقلل من أهمية دور إسرائيل في جهود وقف…

فن وموسيقى

ملحم زين يكشف كواليس تفكيره في الاعتزال ويدافع عن…
أحمد حلمي وهند صبري يلتقيان في فيلم جديد للمخرج…
أحمد سعد يكشف عن تجربة جديدة في مسيرته الفنية…
آسر ياسين يتحدث عن بداياته في الفن والمعاناة التي…

أخبار النجوم

أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل…
نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
أنغام تستعد لإحياء حفل ضخم عند الأهرامات وتعد جمهورها…
أروى جودة تتحدث عن الأدوار التي تتمنى تقديمها

رياضة

ميسي يقود إنتر ميامي لاكتساح ناشفيل والتأهل إلى نصف…
محمد صلاح على أعتاب معادلة رقم واين روني وتسجيل…
رونالدو يؤكد قوة الدوري السعودي ويصف التسجيل فيه بأنه…
جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء

صحة وتغذية

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
إنطلاق المرحلة الأولى لتنزيل المجموعات الصحية الترابية بجهة طنجة…
إنخفاض مستويات فيتامين D في الدم قد يرتبط بارتفاع…
دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى

الأخبار الأكثر قراءة

جدة تتصدر مدن السعودية في مؤشر جودة الحياة 2025…
تحويل مسار رحلات جوية في النرويج بعد رصد أجسام…
أفضل 5 وجهات سياحية في إسبانيا لاستكشاف سحر الخريف…
10 مدن أوروبية تأسر عشّاق الفن والثقافة بروعتها الخالدة
إشادة دولية بالطيران المغربي خلال افتتاح جمعية إيكاو العمومية…