الرئيسية » سياحة وسفر
بترا "مدينة الوردة الحمراء"

عمان ـ مصر اليوم

يغلب طابع الروعة على تلك المدينة التي أسماها القدماء "مدينة الوردة الحمراء" التي تمثل أحد أكبر المواقع الأثرية القديمة، إذ تمتد على مساحة 60 ميلًا مربعًا أي 60 ضعف مساحة هايدبارك. إنها المدينة المفقودة في الأردن التي يسيطر على أطلالها البدو في الصحراء، إذ يرون أنها "ميراثهم الشرعي الذي خلفه لهم أسلافهم من البدو الذين شيدوا تلك المدينة منذ ثلاث آلاف سنة".
وتشير الأحجام الكبيرة للحجارة التي شُيدت بها المدينة إلى الحجم الكبير لبناة المدينة وسكانها منذ آلاف السنين، إذ بنى المدينة قبائل عربية تُدعى "النباتين". ولقد صمدت المدينة عبر الأزمان، إذ مر بها الرومانيون الذين غزوها في القرن الثاني الميلادي، ليستولي عليها البيزنطيون في القرن الرابع. ومنذ ذلك الحين شهدت الحضارات التي توالت على مدينة بترا الأردنية الأثرية عصور اضمحلال، أدت إلى دفن المدينة في أعماق الأرض بعد تحولها إلى مدينة أشباح مهجورة، ومن ثَمَ اختفت تمامًا عن الأعين حتى اكتشف الخبراء بعض أطلالها الحجرية منذ 200 عام في 1812.
ووفقًا للدراسات التاريخية التي تناولت المدينة، بُنيت بترا بأموال دافعي الضرائب من التجار الذين اعتادوا المرور عبرها. وعلى الرغم من أنه يصعب تخيل نسيان مثل هذه المدينة العظيمة، لكن الأمر يتعلق في اختفائها واكتشافها مرة ثانية إلى عيون الغرب، إذ بدأت رحلة اكتشافها ببعض الحكايات التاريخية التي تابعها بيركاردت من البدو المقيمين في الصحراء بالقرب من الأطلال المكتشفة ويعيشون على بيع العملات المعدنية الرومانية والبيزنطية، إضافة إلى بعض أنشطة الإرشاد السياحي وانتهت بالمزيد من الكشوف الأثرية لأجزائها المختلفة.وحتى الثمانينات، كان البدو يقطنون تلك الكهوف الجبلية التي تغطي أرضيتها الرمال الحمراء، إلا أن بعض التطور لحق المنطقة، إذ انتقل البدو للعيش في قرية أم سيحون بالقرب من أطلال مدينة بيترا القديمة. وبفضل الجهود التي قام بها بيركاردت في استكشاف المدينة المفقودة، تحولت بيترا إلى أحد المواقع التي تغطيها حماية منظمة اليونسكو، إذ حولتها إلى موقع عالمي للتراث الإنساني وضمتها لقائمة عجائب الدنيا السبع.
 وبالتجول في أنحاء المدينة، تصادف المقابر الملكية والمسرح المدرج المحفور في قلب الصخور، وذلك قبل الوصول إلى الدير الكبير عبر ممر مغطى بالرخام. وللحصول على أكبر قدر من الترفيه والمتعة، يمكن للسائحين ركوب الخيل والإبل التي يقودها الشباب من بدو المنطقة. ومن الطريف أن الصعود إلى الدير يتطلب قطع 800 درجة سلم إلى أعلى بعد قطع مسافة أخرى قبل الوصول إلى الدرج، ويقطع السائحون المرحلة الأولى من المسافة على ظهور الخيل، وعند الوصول إلى منتصف الطريق تقريبًا يمتطون الجمال، بينما بمجرد الوصول إلى الدرج لا يمكن الصعود إلا على ظهور الحمير. ومن المقولات التي يرددها البدو للسائحين من أوروبا تحديدًا "في أوروبا السيدات أولًا، بينما هنا الحمير أولًا".
 وعلى الرغم من الجهد المبذول في الصعود، لكن السائح ينسى كل ما ألم به من تعب وإرهاق عندما يدرك أنه بصدد تجربة سياحية نادرة لن تتكرر كثيرًا في حياته، إذ يرجع تاريخ الدير إلى القرن الأول قبل الميلاد. ويبلغ ارتفاع مبنى الدير 8 أمتار، وكأن من بناه عمالقة لا بشر عاديون.
وبعد الانتهاء من رحلة الصعود إلى الدير، لابد من التوقف لنيل قسط من الراحة في فندق موفنبيك الكائن إلى يسار البوابة الرئيسة للمدينة، بعدها لا يمكن أن تفوتك رحلة إلى شاطىء البحر الميت الذي لا يقل متعة وإثارة عن تجربة زيارة لمدينة بترا المفقودة.

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

جدة وجهة مثالية للسياحة العائلية وعشاق الثقافة والبحر
أفضل 6 أنشطة مثيرة يمكنكِ القيام بها في مدينة…
قبل أن تسافر هذا الصيف إليك خمس نصائح لحماية…
مضيفة طيران تحذر من إرتداء الشورت في الطائرة أثناء…
قرطاج التونسية تجمع بين حضارة عريقة وجمال لا يُنسى

اخر الاخبار

البنتاغون يعتمد حزمة مساعدات أمنية لتعزيز قدرات الجيش اللبناني
الجيش السوري يقصف مواقع تابعة لقسد في ريف حلب
وزير الدفاع الأميركي يبلغ نظيره الصيني أن واشنطن لا…
بولندا تتهم روسيا بخرق متعمد لأجوائها وموسكو ترد باتهام…

فن وموسيقى

رنا رئيس تخضع لجراحة عاجلة بعد تعرضها لإجهاض ونزيف…
الممثلة الفرنسية أديل إينيل تُبحر ضمن "أسطول الصمود العالمي"…
داليا البحيري تكشف معاناتها في صيف الساحل بين المرض…
منى واصف تتوج بلقب سفيرة السلام في العالم تقديراً…

أخبار النجوم

سيلينا غوميز تحتفل بمرور عشر سنوات على ألبوم Revival
محمد منير يشعل الحنين بصوته في أغنية فيلم ضي…
أنغام تكشف موعد حفلها المقبل في العاصمة البريطانية لندن
ياسر جلال يكشف عن إنتهائه من تصوير مسلسله الجديد…

رياضة

المغرب وتونس يضمنان التأهل في تصفيات كأس العالم الإفريقية…
رونالدو يبعث رسالة ود لجماهيره بصورة مع صبي الملاعب…
مفاجأة في الميركاتو ناد سعودي يضع محمد الشناوي ضمن…
إنفانتينو يصف تأهل المنتخب المغربي إلى نهائيات كأس العالم…

صحة وتغذية

سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية
دواء تجريبي جديد يحقق إستجابات واعدة ضد سرطان الرئة…
دراسة امريكية مكملات الكالسيوم وفيتامين D لا تقلل من…
الكبد الدهني التهديد الصامت الذي قد يقود إلى تليف…

الأخبار الأكثر قراءة

قبل أن تسافر هذا الصيف إليك خمس نصائح لحماية…
مضيفة طيران تحذر من إرتداء الشورت في الطائرة أثناء…
قرطاج التونسية تجمع بين حضارة عريقة وجمال لا يُنسى