الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
نبيل البقيلي

بيروت – المغرب اليوم

يعد الفنان نبيل البقيلي أحد رواد اللوحة الرقمية في العالم العربي؛ إذ يعود معرضه الأول إلى نهاية التسعينات وتحديدًا العام 1997، وتجربة البقيلي بدأت مع انطلاق البرامج الكومبيوترية التصويرية واللونية, وكأنه توقع منذ اللحظة الأولى أهمية واحتمالات هذا العالم التشكيلي الافتراضي الجديد. وأدرك البقيلي مبكرًا شساعة هذا العالم الجديد وأهميته كأداة تعبيرية ما بعد حداثية وتقاطعها مع كل ما سبقها من أدوات تشكيلية تعبيرية، فلوحاته الجديدة التي تجاوزت ما حققه في معرضه الأول, تجمع ما بين الصورة والتجريد, وما بين التعبيرية والتصويرية والتجريدية اللونية, وتكشف أبعد من هذا تقاطعًا مع ذاكرة الفن التشكيلي التقليدي.

وهناك بعض اللوحات وكأنها تجريديات كما كندسكي، وبحديث آخر فإن لوحة البقيلي تعد استمرارية للتجربة التشكيلية الحداثية وإنما بأدوات أخرى وبعين ومخيلة ذاتية تؤلف اختلافه وخصوصيته، ومتعة تجربة البقيلي الجديدة أنها تمثل لوحات بصرية جذابة وعميقة في آن واحد، فإنها لوحات اختبارية وملتزمة في آن معًا، ملتزمة بالمعنى الإنساني, ولقضية الإنسان عمومًا والعربي خصوصًا.

والمفاجيء في تجربة الفنان البقيلي اللوحات الحروفية؛ إذ استطاع أن يحمل هذه الموضوعية التشكيلية إلى أبعاد أخرى, تجاوزت افتراضية أخاذة, وحروفية لوحاته أبعد من أن تكون مجرد حروفيات, إنها جمل جديدة تتقاطع والشعر والموقف, ليست مجرد حروف تتحدث عن جمالية معينة, إنما مواقف واعتراضية في زمن الفوضى العارمة والتغيرات والموت. وتعليقًا على مجموعته الجديدة ومعرضه المقبل، أكد بقوله: لدي شعور عميق بأن الإنسان في حاجة إلى الحرية والدعم من زلزال النيبال إلى الشريط الشائك على الحدود السورية التركية مروراً بالعراق وفلسطين ومخيم اليرموك في سورية وحتى لبنان، هناك ألم يجول داخلنا نحن مواليد الخمسينات، فشلت كل أحلامنا بالثورة كما فشلت جميع فنوننا في تشكيل العلاقة بين الأرض والإنسان وقضايانا المصيرية.

وأوضح البقيلي: أنا أبحث أيضًا عن تفسير لهذا المعنى المقلق عبر علاقتي بالـdigital art الذي سمح لي أن أقدم لوحة أو صورة لك أن تسميها ما تشاء، ولكني أنحاز بقوة للمساهمة في نشر هذا الفن والاعتراف العالمي به بما يؤكد شرعيته بعد التطور التقني الهائل في إمكانية تقديمه كلوحة تستطيع البقاء لأعوام طويلة توازي عمر اللوحة بمعناها التقليدي، ولكن المشكلة أنه في منطقتنا العربية استقبلوا هذا الفن بنوع من الريبة والحذر، والغاليريهات تفكر طويلاً قبل الاستثمار في هذا الفن . وأجاب عن سؤال بشأن الرسالة التي يريد أن يطرحها من خلال هذه الأعمال بتصريحه: لقد شعرت بألم مدوٍ وأنا أرى أحلامنا في أوطان مستقرة وحضارة بشرية عظيمة تنهار وتتهاوى بين أيدينا وأمام أعيننا، وإنساننا يمزق على بوابات الوطن من اليمن حتى الشريط الشائك على الحدود السورية التركية، وبقايا الحضارات المسالمة تسبى كقطيع الأغنام وعناوين كثيرة تمحى من خارطة الحضارة البشرية، شعرت بالرغبة في الاعتراض على وحشية الإنسان من فلسطين إلى تونس إلى ليبيا إلى نيجيريا إلى بغداد إلى القاهرة أم الحضارات، أحسست أن الكلمة لا تكفي بل هي لا تبقى في الذاكرة إلا من خلال لحظتها الشعرية، ذهبت إلى أدواتي كي أسجل اعتراضي عبر اللوحة احترامًا لفظاعة وجلالة الحدث مبتعدًا عن دمويته التي ستبقى من حق الصورة أن تسجلها، أردت أن أخاطب الذاكرة من خلال احترام المشهد الذي سيقيم معنا طويلاً عبر اللوحة.

وبشأن تفسير علاقته بين الصورة الفوتوغرافية والتأثيرات البصرية والتقنية التي يقدمها عبر الـdigital art، ذكر أنه ليس ضروريًا أن تكون الصورة هي المنطلق لأي لوحة أو عمل تقوم به، فالبرامج متاحة ومتنوعة وهي تخدم الأسلوب أو التوجه في أي عمل، ومن خلال علاقتي المهنية بالصورة، كان توجهي إلى البرامج التي تتعامل معها، أو كما في بعض الأعمال المزج بين أساليب وبرامج متعددة، وقد يكون الأسلوب في بعض جوانبه خدمة أو إضفاء جمالية معينة أو امتدادًا للصورة الفوتوغرافية، ما أحاول أن أقوم به هو الخروج من الفوتوغراف إلى اللوحة التقليدية بتقنية حديثة محاولاً الابتعاد عن المؤثرات والدلالات الرقمية للاقتراب اكثر نحو اللوحة، فالصورة الفوتوغرافية تسجيل للحقيقة ولها الاعتراف الكامل بشرعية محاكاتها للواقع، فهي الإدانة لهذا الواقع، ما أريده هو تحويل تلك اللحظة إلى إشارة خالدة، ولا يمكن أن يتم ذللك إلا عبر إعطاء الصورة شرعية البقاء كفن يتجاوز الحدث ويحدث معناه في الذاكرة.

وعن توجهه نحو الخط العربي وحروفه في بعض أعماله، أكد البقيلي أنه ليس خطاطًا ولا يمتلك هذه الموهبة، مضيفًا: أبحث عن تصاميم جديدة أو معانٍ وتفسيرات ذات دلالات معينة في فهم روح الخط العربي، كل ما أبحث عنه هو إعطاء الكلمة معناها من خلال التشكيل ومن خلال الكتلة التي تجسد معانٍ مختلفة عن جمالية الحرف، وفي جميع الأحوال ما زلت أبحث في هذا الموضوع وما شاهدته مازال في إطار التجارب، وستحتل جانبًا كبيرًا في معرضي الذي سأقدمه خلال هذا العام بين بيروت بلدي وكندا وطني النهائي.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

انقسام جزائري حاد بعد سجن محمد الأمين بلغيث بسبب…
وزارة الأوقاف المغربية تُحذر من الإعلانات المضللة بشأن تأشيرات…
محمد المهدي بنسعيد يترأس الوفد المغربي في الحوار الوزاري…
الأمير مولاي رشيد يترأس افتتاح الدورة الثلاثين للمعرض الدولي…
وزير الثقافة المغربي يؤكد أن الاعتزاز بالتاريخ والقيم الأصيلة…

اخر الاخبار

وزير الخارجية السعودي المملكة تؤمن بأن"حل الدولتين" مفتاح لاستقرار…
حماس تدين تصريحات ترامب بشأن إنكار المجاعة وسرقة المساعدات…
مجلس الأمن يعقد اجتماعه حول سوريا ويستعرض الأوضاع السياسية…
ثلاثة وزراء مغاربة مرشحون لخوض الانتخابات التشريعية لـ2026 في…

فن وموسيقى

محمد فراج يعود بمسلسل كتالوج في تجربة إنسانية عميقة…
أنغام تنفي إصابتها بسرطان الثدي وتطمئن جمهورها قبل طرح…
لطيفة تؤكد أن ألبوم "قلبي ارتاح" يعكس روحها وأعادت…
جيهان الشماشرجي سعيدة بتجسيد دور مركب ومعقد في فيلم…

أخبار النجوم

بسمة بوسيل تكشف عن علاقتها بتامر حسني وتؤكد أنهما…
آمال ماهر تحقق إنجازاً غير مسبوق على تيك توك…
نجوم الفن يدعمون وفاء عامر بعد اتهامها بتجارة الأعضاء
نجوم الفن يدعمون أنغام برسائل مؤثرة بعد أزمتها الصحية

رياضة

يوفنتوس يسعى لضم المغربي سفيان أمرابط من فنربخشة التركي…
ريال مدريد يستعد لجني أرباح ضخمة بعد إعلان مبابي…
ليفربول يضم موهبة مصرية جديدة كريم أحمد يوقع عقده…
قطر مرشحة لاستضافة النسخة الثانية من مونديال الأندية

صحة وتغذية

معدل مشي يومي جديد يساعد في الوقاية من الأمراض…
وزير الصحة المغربي يكشف تفاصيل مرسوم جديد لخفض أسعار…
ابتكار طبي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتشخيص أمراض القلب بشكل…
التمارين الرياضية تفتح باب الأمل للتخلص من الأرق وتحسين…

الأخبار الأكثر قراءة

"نوبل الأميركية" تختار الفلسطيني إبراهيم نصرالله للقائمة القصيرة لجائزة…
القناع الذهبي لتوت عنخ آمون يغادر متحف القاهرة إلى…
وزير الثقافة المغربي يؤكد استعداد الحكومة لطرح الصيغة الجديدة…