الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
الشاعرة سهير مقدادي

القدس المحتلة - منيب سعادة

أكّدت الشاعرة سهير مقدادي، أنها ولدت لأسرة فلسطينية تشجع القراءة وهذا ما أغناها منذ الصغر بشغف المطالعة وكانت تقودها براءة طفلة تحاول التميز والفوز بلقب أصغر قارئة في المدرسة ومن هنا كان لتشجيع أسرتها ومدرستها الفضل فيما قرأت من قصص كثيرة جدًا أثناء المراحل الدراسية، وكان فوزها بالمرتبة الأولى في الكتابة الإبداعية في المرحلة الإعدادية الحافز والخطوة الأولى لتلتفت لما وهبها الله من نعمة الكتابة رغم انقطاعها عنها لسنوات بعد ذلك.

الشاعرة الفلسطينية سهير مقدادي التي بدأت حوارها مع "المغرب اليوم " بالتأكيد على أن الحب كان دافعها الأقوى للكتابة أضافت بقولها:" أن تحب بصدق يعني أن تكون إنسانا وأن تكون إنسانا يعني أن تتألم وتحزن وأن تسعى لتحيا بكرامة وأمان، أظن أن ثلاثتهم مجتمعين كانوا المحفز وفي مرحلة مبكرة حين كان القلم صديقي في مرحلة مراهقة لم أجرؤ فيها إعلان حب بريء لابن الجيران فلجأت لقلمي أحكي له بجرأة ويكتب، ورفيقي في مرحلة اشتد فيها القمع والقهر والعجز عن إعلان انتمائي لوطن ينزف وما زال، لكنه الحب كان وحده المحفز الأقوى لي لأكتب، الحب بمفهومه الأشمل والأرقى حب الوطن حب الإنسان حب الحياة".

إنجازات إبداعية:

 وعن انجازاتها الإبداعية والفكرية أشارت إلى أن أول مجموعة صدرت لها كانت قصص قصيرة جدًا ونصوص بعنوان " ضفتي الثالثة " في 2012 عن دار الشروق في الأردن، أما الإصدار الثاني فكان في 2016 بعنوان " خصلة شعري " وهو أيضًا مجموعة من النصوص بلغة شعرية عالية كما صنّفها بعض النقاد 

رسالة جريئة:

وتحدثت الشاعرة سهير مقدادي، عن الشعر وإحساسها عندما تكتبه وتلقيه معتبرةً أن:" الشعر رسالة جريئة للعالم رسالة جميلة مغلّفة بالورد والعطر وسحر الطبيعة فينا ومن حولنا وأحيانًا صفعة جريئة وأكف تلطم القهر والظلم وتعريه"، مضيفةً :" أكتب لأن الكتابة محاولات لنبقى على قيد الأمل، وأحرص على اختيار المفردة البسيطة لأحكي واقعًا شديد التعقيد فالكتابة مسؤولية وليست طريقًا مختصرة للشهرة كلما رأيت وجعًا كتبت، كلما رأيت فرحًا كتبت، أنا ابنة هذا العالم المليء بالتناقضات والجمال والقبح أيضًا، أكتب دون أن يجول في خاطري ولا أرى أمامي إلا مسؤولية ودورًا ألقته الطبيعة علي حين وهبتني نعمة الكتابة بأن أسعى بالكلمة ليكون هذا الكون بديع وراق ومنصف".

وتابعت:" لا أحب أن يسجن نصّي بشكل محدد من أشكال الأدب المعروفة، برأيي أن النص حرّ وشرطه الأول أن يكون لسان من لا لسان لهم أن يحكي قهر الآخر وفرحه وآماله وحلمه،النص محكوم بإنسانيته ودوره كعامل تغيير ليكون هذا العالم جميل وعادل وحرّ ".

الكتابة والفجر:

وعن طقوسها الخاصة أثناء كتابة القصيدة قالت إن:" الفجر هو الوقت المفضل لدي للكتابة لا أستطيع الكتابة إلا حين يكون الهدوء يعمّ المكان ورائحة الندى تحتل الهواء سكينة غريبة تسكنني مع الفجر حيث لا أكون إلا أنا وقلمي وهذا الفجر المبشر بنهار جديد".

من ناحية ثانية اعتبرت الشاعرة سهير مقدادي أن :" الشعر العربي الآن يعيش حالة فوضى عارمة في ظل غياب النقد الحقيقي الحريص على الشعر ومكانته ودوره في المرتبة الأولى سهولة النشر والانتشار والتي صارت تبادلية وتشترى وتباع بالنقود والعلاقات الشخصية والمصالح الفردية والانتهازية جعلت من لقب شاعر أمرا محرجا في بعض الأحيان "، لكنها في نفس الوقت أكدت أنه:" ورغم كل ما يحدث في هذا المشهد الشعري يظل المتلقي قادرًا على فرز الغث من السمين".

وأضافت أن:" للجميع الحرية والحق في خوض تجربة الكتابة ولكن ليس من حق أحد تشويه الكلمة بالتصفيق والمداهنة الشعر العربي في هذه المرحلة طفل مدلل بحجة التجديد وهذا شكل من أشكال الهروب من مسؤوليتنا اتجاهه ورعايته لما له من دور فاعل وحقيقي وضروي في مستقبل هذه الأمة وهذا العالم "، وشددت على أنها: ليست ضد التجديد اذا التزم بشروط الشعر الأساسية ولا أنكر وجود تجارب شعرية متميزة وتستحق التصفيق لها طويلًا ".

وكشفت عن الشعراء الذين أثروا فيها قائلة :" شعر مظفر النواب كان صلاتي اليومية وما زال، ولدينا الكثير من التجارب الشعرية الفريدة في عالمنا العربي ومحمود درويش مثالًا ساطعًا على ذلك محمود درويش ظاهرة أرجو أن تتكرر في فلسطين."

النقد الشعري

وتحدثت عن النقد الشعري معتبرةً أنه:" الكف واللسان الذي يقوّم النص الإبداعي وضرورة بالغة الأهمية لمن يحرص على مشهد أدبي حقيقي سواء أكان الكاتب أم الناقد "، وحددت شروط النقد بـــــــ :" المصداقية والجرأة في التحليل واعتماد أدوات النقد الأدبي ونفي العلاقات الشخصية فلا مجاملة في الأدب " مضيفةً أنها تحرص دائمًا على سماع النقد الموضوعي ولا يزعجها أي نقد سلبي وتتقبله بامتنان" .

وأوضحت مقدادي أنها لم تختر الشعر ولا تلتفت للشكل الأدبي حين تكتب، كل ما تريده هو أن يصل ما تقوله بخفة ورشاقة لروح المتلقي وعقله لتنقر وعيه فينهض ليشارك في رفع الظلم أو إشاعة الفرح ولو مؤقتًا في أرواح وعقول من حوله لعلنا نؤسس معًا لبناء مجتمع سليم أساساته العدل والجمال .

كلمة أخيرة:

وختمت الشاعرة سهير مقدادي حديثها بالقول:" الكتابة عندي ملاذ، هي ضفتي لنهر من قيم وموروث وأمنيات وآمال، وحين أتعب من السباحة في نهر شاذ صار يمتلك أمواجًا أهرب إلى ضفتي وأرسم كلامًا وأخيط وسائد ربما برومانسية أحبها كل ما اعتقد أنه سيكون، فحين أتحدث عن الغياب والغائب الذي لن يأتي وعن جمال صار مفقودًا أرى وجه أمي وبيارة برتقال جدي وحكايا جدتي وقت الحصاد فأنهض أقوى. شكرا لكم".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزارة السياحة تعلن نظاما جديدا لحجز تذاكر المتحف المصري…
جناح توت عنخ آمون يسطع في افتتاح المتحف المصري…
الحرم المكي والمسجد النبوي يستقبلان أكثر من 54.5 مليون…
الشيخ صالح الفوزان يتولى منصب مفتي عام السعودية ورئاسة…
متحف اللوفر يستقبل زواره من جديد وسط إجراءات أمنية…

اخر الاخبار

مظاهرات أمام منزل رئيس إسرائيل رفضاً لبراءة نتنياهو
ترامب يتواصل مع مادورو رغم التوتر وضربات الكاريبي
واشنطن تشنّ ضربات دقيقة على مخازن أسلحة داعش في…
مدير أمن السويداء يؤكد أننا نحاول وقف التصعيد قدر…

فن وموسيقى

آيتن عامر تكشف العديد من أسرارها الشخصية والفنية وتروي…
تكريم حسين فهمي بمهرجان مراكش الدولي عن مسيرته الفنية…
نجاة الصغيرة تعود للأضواء بزيارة دار الأوبرا ومدينة الفنون…
تايلور سويفت تتحول إلى قوة اقتصادية عالمية تتجاوز تأثيرها…

أخبار النجوم

أحمد السقا يؤكد أنه يركّز دائماً في أعماله الفنية…
يسرا تكشف عن رأيها في فيلم "الست" للفنانة منى…
إلهام شاهين تشن هجوماً حاداً على منتقدي فيلم "الست"…
أحمد العوضي يكشف حقيقة حدوث خلافات بينه وبين أبطال…

رياضة

ميسي يصنع الفارق بتمريرة ساحرة رغم عدم تسجيله أهداف…
حكيمي يخضع لبرنامج تعاف مكثف استعدادا لدعم أسود الأطلس
أوباميانغ أكبر هدافي دورى أبطال أوروبا 2025
رمضان صبحي يواجه الإيقاف أربع سنوات مع استمرار حبسه…

صحة وتغذية

دراسة جديدة توضح علاقة الشعر الأحمر ببطء التئام الجروح
مجموعة من الحلول لمشاكل تواجهها البشرة عادةً في الصباح
أفضل الأوقات لتناول الزبادي لدعم صحة الأمعاء بشكل طبيعي
"10 أطعمة يفضل تناولها يومياً إذا كنت تريد العيش…

الأخبار الأكثر قراءة

إيطاليا تطور أنظمة ذكاء اصطناعي لحماية التراث الثقافي
ماكرون يؤكد أن سرقة متحف اللوفر إعتداء على تراث…
كتارا تعلن أسماء الفائزين بجائزة الرواية العربية لعام 2025
قلق بين الناشرين مع توسع جوجل في البحث المدعوم…
الرياض تختتم معرض الكتاب 2025 بأكثر من 1.3 مليون…