الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
الخط العربي

القاهره ـ المغرب اليوم

في إطلالة مميزة على جماليات الفنون الإسلامية والخط العربي والفلكلور المصري، ينظم غاليري «لمسات» بالقاهرة معرضاً افتراضياً بمشاركة 60 فناناً من مصر وتونس والجزائر والعراق يقدمون نحو 300 عمل تعبر كل منها عن رؤية مختلفة تسلط الضوء على الموروث الثقافي والتراث الشعبي عبر أساليب فنية متنوعة.اعتاد غاليري «لمسات» تقديم هذا المعرض التراثي «الخيمة الرمضانية» منذ سنوات إلا أنها المرة الأولى التي يتم تنظيمه «أونلاين» في ظل فرض حظر التجول والإجراءات الاحترازية بسبب انتشار فيروس «كورونا» (كوفيد 19)، وهو أيضاً المعرض الافتراضي الثاني الذي يقيمه «لمسات» خلال هذا الموسم الفني. وتقول الدكتورة نيرمين شمس، مديرة الغاليري: «الإبداع لا يتوقف مهما كانت الظروف، فالفن يتحدى الأزمات ويحاول دوماً أن يخرج بالمتلقي إلى دوائر الجمال والأمل والتغيير، ونحاول أن نساعد الفنانين في أثناء الوباء على تحقيق ذلك عبر عرض أعمالهم وتسويقها افتراضياً، ولا يقل أهميةً عن ذلك استمرار تواصلهم مع جمهورهم».

وتنوعت الأعمال الفنية بالمعرض الذي يضم نخبة من الفنانين منهم الدكتور طارق زبادي، والدكتورة هناء القزاز وهند الباطش ورضا الأنور والدكتور معتز كمال وأحمد بيومي ومها حسين من مصر، وأحمد العلاف من العراق، وسناء براهام من تونس، وعبد الباسط غدير من الجزائر، ما بين اللوحات الزيتية والنحت والخزف والمشغولات اليدوية مثل حقائب الجلد الطبيعي والحليّ والكورشيه وتابلوهات السيرما وعجينة الصلصال الحراري ومجسمات الديكور والموزاييك والخط العربي، ومن اللافت احتفاؤها بالتراث؛ حيث تزدان في معظمها بالكتابات والحروف والمآذن وملامح الصوفية والعناصر المستلهمة من الحضارة العربية.واستكمالاً لفكرة تزاوج الفنون استضاف المطرب سامح يسري الذي بدأ العرض الحي «life» بالتعريف بأهداف المعرض والمشاركين به وقام كل فنان بتقديم نفسه وأعماله، وتبعت ذلك مداخلات النقاد والجمهور وأطروحاتهم حول الأعمال لينهي المطرب الفعالية بمجموعة من أغاني الطرب الأصيل التي طلبها منه الحضور وشاركه بعضهم غناءها.

وتعكس أعمال الفنان أحمد بيومي، فكرة المعرض بوضوح، إذ تجسد شخصيات ومشاهد من مصر مستوحاة من الفلكلور والتراث الشعبي والحضارات القديمة بملامح معاصرة، وتنتمي إلى المدرسة الانطباعية في التصوير الزيتي، بمعالجة لونية وتقنيات خاصة، ومنها لوحة «الطبلية» التي تنقلنا إلى أجواء دافئة بالبيت المصري، وهو مشهد وفق بيومي: «لا يزال موجوداً في بعض الأحياء والقرى، ولذلك حرصتُ على تجسيده مستعيناً في تنفيذه في المرسم بموديل وأزياء وإكسسوارات وإضاءة خاصة، ورأيت أن يكون الموديل طفلاً كي يكون رمزاً إلى احتفاء الأجيال القادمة بجذورهم».

ومن «الطبلية» إلى لوحة «عشة البط» يقول: «مشهد يعرفه جيداً كل من عاش في القرية المصرية بل وبعض الأحياء الشعبية بالمدن، إذ يعد جزءاً من الموروث الثقافي للكثير من البيوت بالريف والحضر وجود مكان بسطح المنزل لتربية الطيور تأميناً لغذاء العائلة»، كما تحمل أعماله مواقف درامية مؤثرة مثل «بعد المطر»، وتتناول حياة صبي من الريف وقت الشتاء بعد هطول المطر على القرية، بينما تضعنا لوحة «الموج العالي» لبيومي أمام حالة درامية رمزية تتزاحم فيها المشاعر ما بين الفرحة بالخير والخوف من المخاطر اليومية سعياً وراء الرزق لمجموعة من الصيادين على نهر النيل.

وقدمت الفنانة التونسية سناء براهام أعمالها المستلهمة من الصوفية بتكنيك فني حديث يُعرف بـ«الرسم بالجسد» وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن المعرض يعد تجربة فنية مثمرة، تحقق تواصلاً يسمح بتبادل الخبرات والتجارب بين الفنانين العرب.كما قدم الفنان المصري الدكتور طارق زبادي خمسة أعمال نحتية تنتمي إلى مراحل فنية مختلفة، تعكس ميل الفنان إلى المزج بين الخامات المختلفة في العمل الفني الواحد، مثل المزج بين الخشب ورقائق النحاس، وبينما تنتمي أعماله التي تعود إلى السبعينات في المعرض إلى التشخيص بامتدادات معمارية فإن أعماله الحديثة تميل إلى التجريدية.

ورغم أهمية العرض الافتراضي للفن التشكيلي في المرحلة الراهنة التي تشهد حجْراً صحياً ذاتياً فإنه، حسب د. نرمين شمس، مديرة الغاليري: «سيستمر المعرض ويبقى متاحاً للجمهور على الصفحة الرسمية للغاليري، لكن لن يكون مثل هذه المعارض الافتراضية بدائل للعرض في القاعات الفنية في المستقبل، فإذا كان المعرض قد أتاح لنا تحقيق حراك في المشهد التشكيلي العربي حتى في ذروة الأزمة، كما سمح لنا بعرض ثري كماً وكيفاً، ومن ذلك تقديم الجداريات، إضافة إلى الوصول إلى شرائح جديدة من الجمهور، إلا أنه يظل هناك غياب للتواصل الحقيقي والانفعالات الإنسانية المباشرة بالعمل وإحساس الفنان، إلى حد أن البعض قال إنه يفتقد رائحة الإكريلك والزيت في اللوحات وملمس النسيج والغرز في الشغل اليدوي، ومن هنا فور انتهاء الحظر سننظم معارض واقعية».

قد يهمك ايضا:

تقرير يكشف أقدم الهياكل العظمية فى مصر قبل عرضها بمتحف الحضارة

نجاح أول ماراثون قرائي في السعودية برقم قياسي تجاوز 606 آلاف صفحة

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

انقسام جزائري حاد بعد سجن محمد الأمين بلغيث بسبب…
وزارة الأوقاف المغربية تُحذر من الإعلانات المضللة بشأن تأشيرات…
محمد المهدي بنسعيد يترأس الوفد المغربي في الحوار الوزاري…
الأمير مولاي رشيد يترأس افتتاح الدورة الثلاثين للمعرض الدولي…
وزير الثقافة المغربي يؤكد أن الاعتزاز بالتاريخ والقيم الأصيلة…

اخر الاخبار

رئيس البرتغال يهنئ الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش
الملك محمد السادس يُشيد بعلاقات المغرب والنيجر ويؤكد حرصه…
وزير لبناني ينتقد حزب الله ويصف رفضه تسليم سلاحه…
تجدّد الإشتباكات في السويداء للمرة الأولى بعد الهدنة يحصد…

فن وموسيقى

أصالة تعلن موعد زيارتها الأولى إلى سوريا بعد غياب…
رحيل الفنان لطفي لبيب عقب مسيرة فنية حافلة بالعطاء…
محمد فراج يعود بمسلسل كتالوج في تجربة إنسانية عميقة…
أنغام تنفي إصابتها بسرطان الثدي وتطمئن جمهورها قبل طرح…

أخبار النجوم

راغب علامة يعلن انتهاء أزمته في مصر ويصفها بأنها…
أمير كرارة يعبّر عن سعادته بالعمل مع النجمة هنا…
سامو زين يعود للإخراج بعد غياب 15 عاماً
عمرو يوسف يتحدث عن أعماله الفنية وكواليس حياته الخاصة

رياضة

اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس
محمد صلاح يحافظ على مكانه ضمن قائمة الأعلى أجراً…
القبض على رمضان صبحي في مطار القاهرة أثناء العودة…
يوفنتوس يسعى لضم المغربي سفيان أمرابط من فنربخشة التركي…

صحة وتغذية

المشروبات الغازية الدايت قد تُزيد من خطر الإصابة بمرض…
أطعمة مخمرة تُعيد التوازن إلى جهازك الهضمي وتشفي الأمعاء…
8 مشروبات صباحية تُوازن سكر الدم بشكل طبيعي
وزير الصحة المغربي يُعلن إطلاق المجموعات الصحية الترابية للارتقاء…

الأخبار الأكثر قراءة

"نوبل الأميركية" تختار الفلسطيني إبراهيم نصرالله للقائمة القصيرة لجائزة…
القناع الذهبي لتوت عنخ آمون يغادر متحف القاهرة إلى…
وزير الثقافة المغربي يؤكد استعداد الحكومة لطرح الصيغة الجديدة…