الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
ميناء الإمبراطورية الرومانية القديمة "كورينث"

بوخارست ـ عادل سلامه

كشفت أخيرًا أسرار ميناء الإمبراطورية الرومانية القديمة والفاخرة "كورينث" في سلسلة من الحفريات تحت الماء، حيث لاحظ علماء الآثار أدلة على هندسة واسعة النطاق في ميناء ليشيون، الذي دُمر معظمه في القرن السادس أو أوائل القرن السابع الميلادي بسبب زلزال هائل. وقد تم العثور على الأساسات الخشبية المحفوظة بشكل جيد في الموقع، فضلا عن مجموعة من القطع الأثرية الرومانية بما في ذلك خطوط الصيد والسنانير والبكرات الخشبية والسيراميك المستورد من تونس وتركيا.

وتساعد هذه الاكتشافات، الباحثين على فهم البنية التحتية والتخطيط للميناء القديم الذي ازدهر مع التجارة البحرية منذ آلاف السنين، واستغلت كورينث، التي تقع على بعد حوالي ميلين (3 كم) من البحر في اليونان، موقعها من خلال بناء مدينتي الميناء - ليشيون على خليج كورينتيان إلى الغرب، و كينكريي على خليج سارونيك إلى الشرق، وربطت تلك الموانئ المدينة القديمة بمجموعة من شبكات التجارة المتوسطية، مما ساعدها على أن تصبح واحدة من أقوى المدن والأثرياء في المنطقة من القرنين الأول إلى السابع الميلادي.

ووجد الفريق أنه تم استخدام كتل حجرية كبيرة بطول 5 أطنان لفصل الأحواض داخل الميناء، وأن الهياكل الخشبية كانت تستخدم كأساس للمساعدة في وضع الألواح في مكانها، وهو مثال على الهندسة المعقدة الواسعة النطاق، وتعني المواد العضوية الحساسة المحفوظة تحت قرون من الرواسب، أنّ البذور والعظام وجزء من بكرة خشبية، وقطع من الخشب المنحوت تم حفرها مع القليل من علامة على الاضمحلال، كما اكتشفوا أن السيراميك المستخدم لنقل البضائع التجارية في المدينة جاء من إيطاليا وتونس وتركيا. وكشفت عينات الرواسب ومسح الطائرات بدون طيار للمنطقة عن حوض جديد للميناء غاب عنه الباحثون في السابق، في حين تساعد تحاليل الحمض النووي الباحثين على فهم أفضل للحياة النباتية التي كانت تحاط بالميناء في ذلك الوقت.
ويأمل العلماء معا في استخدام البحث لمعرفة كيف تغيرت ليشيون في فترات زمنية مختلفة. في حين قام الرومان بتدنيس ليشيون أثناء غزو اليونان في عام 146 قبل الميلاد، أعاد يوليوس قيصر بناء مركز التجارة في عام 44 قبل الميلاد، مبشرا بعدة قرون من الازدهار، وبعد وقوع زلزال ضرب الميناء في القرن السادس أو السابع الميلادي، تم هجره وغمره لعدة قرون بالرواسب، مما ساعد على الحفاظ تماما على الخشب والمواد العضوية الأخرى في الموقع. وقد تركت الأطلال بعيدا حتى بدأ مشروع حفريات ميناء ليشيون في عام 2015، وإن هذا المشروع هو تعاون بين إدارة إفورات للآثار الموجودة تحت الماء التابعة لوزارة الثقافة في اليونان، وجامعة كوبنهاغن، والمعهد الدنماركي في أثينا. وعلى مدى عامين من البحث، وجد الفريق أن ليشيون كان مرفأ مركب تغير جذريا مع مرور الوقت.

وخلال القرن الأول الميلادي، كان لدى ليشيون ميناء داخلي بقياس 24,500 متر مربع (260,000 قدم مربع) الذي أدى إلى ميناء خارجي كبير من بقياس 40,000 متر مربع (430,000 قدم مربع). كانت الكتل الحجرية تزن خمسة أطنان تتكون من أرصفة وممرات كبيرة، مع مرفأ واحد يبلغ طوله 45 مترا (150 قدم) واتساعه 18 مترا (60 قدما)، وهناك عدد من المعالم الضخمة، مثل المنارة التي تم تصويرها على عملات ليشيون، بما في ذلك مبنى غامض على جزيرة قريبة يمكن أن يكون ملاذا دينيا أو قاعدة لتمثال كبير، وقال غاي ساندرز، الذي قاد الحفريات في كورينث: "تم تدمير النصب التذكاري للجزيرة بسبب زلزال في الفترة ما بين عامي 50 و 125 ميلادية، قد يكون هذا أول دليل على زلزال في حوالي عام  70 ميلادي تحت حكم الإمبراطور فيسباسيان المذكور في المصادر الأدبية القديمة"، وتظهر الهياكل الخشبية المحفوظة في الرواسب أن الميناء قد شيد باستخدام قيسونات خشبية وبيلينغز تستخدم كأساس. فالأخشاب والمواد العضوية الأخرى تتحلل بسهولة، ونادرا ما يتم الحفاظ عليها فوق الأرض، وبالتالي فإن الهياكل في ليشيون توفر للباحثين فرصة فريدة لدراسة كيفية بناء الموانئ القديمة روما.
وقال مدير مشروع حفريات ميناء ليشيون "جورن لوفين"، إنّه "منذ ما يقرب من عقدين قمت بالبحث عن السياق الأثري المثالي حيث يتم الحفاظ على جميع المواد العضوية التي لا يتم العثور عليها على الأرض عادة، وسوف تستمر الحفريات، التي تمولها مؤسسة كارلسبرغ وأوغسطينوس، في العام القادم، ومن المتوقع أن تكشف المزيد من المعلومات عن الهندسة الرومانية القديمة.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزارة السياحة تعلن نظاما جديدا لحجز تذاكر المتحف المصري…
جناح توت عنخ آمون يسطع في افتتاح المتحف المصري…
الحرم المكي والمسجد النبوي يستقبلان أكثر من 54.5 مليون…
الشيخ صالح الفوزان يتولى منصب مفتي عام السعودية ورئاسة…
متحف اللوفر يستقبل زواره من جديد وسط إجراءات أمنية…

اخر الاخبار

مظاهرات أمام منزل رئيس إسرائيل رفضاً لبراءة نتنياهو
ترامب يتواصل مع مادورو رغم التوتر وضربات الكاريبي
واشنطن تشنّ ضربات دقيقة على مخازن أسلحة داعش في…
مدير أمن السويداء يؤكد أننا نحاول وقف التصعيد قدر…

فن وموسيقى

تكريم حسين فهمي بمهرجان مراكش الدولي عن مسيرته الفنية…
نجاة الصغيرة تعود للأضواء بزيارة دار الأوبرا ومدينة الفنون…
تايلور سويفت تتحول إلى قوة اقتصادية عالمية تتجاوز تأثيرها…
تكريم الفنانة المغربية لطيفة أحرار في إفتتاح مهرجان أيام…

أخبار النجوم

أحمد السقا يؤكد أنه يركّز دائماً في أعماله الفنية…
يسرا تكشف عن رأيها في فيلم "الست" للفنانة منى…
إلهام شاهين تشن هجوماً حاداً على منتقدي فيلم "الست"…
أحمد العوضي يكشف حقيقة حدوث خلافات بينه وبين أبطال…

رياضة

ميسي يصنع الفارق بتمريرة ساحرة رغم عدم تسجيله أهداف…
حكيمي يخضع لبرنامج تعاف مكثف استعدادا لدعم أسود الأطلس
أوباميانغ أكبر هدافي دورى أبطال أوروبا 2025
رمضان صبحي يواجه الإيقاف أربع سنوات مع استمرار حبسه…

صحة وتغذية

دراسة جديدة توضح علاقة الشعر الأحمر ببطء التئام الجروح
مجموعة من الحلول لمشاكل تواجهها البشرة عادةً في الصباح
أفضل الأوقات لتناول الزبادي لدعم صحة الأمعاء بشكل طبيعي
"10 أطعمة يفضل تناولها يومياً إذا كنت تريد العيش…

الأخبار الأكثر قراءة

إيطاليا تطور أنظمة ذكاء اصطناعي لحماية التراث الثقافي
ماكرون يؤكد أن سرقة متحف اللوفر إعتداء على تراث…
كتارا تعلن أسماء الفائزين بجائزة الرواية العربية لعام 2025
قلق بين الناشرين مع توسع جوجل في البحث المدعوم…
الرياض تختتم معرض الكتاب 2025 بأكثر من 1.3 مليون…