الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
الدكتور أحمد سخسوخ

القاهرة - محمد عمار

أكّد عميد المعهد العالي للفنون المسرحية سابقًا، الدكتور أحمد سخسوخ، أنّ "المسرح هو التعبير الحقيقي عن الضمير الحي، وإذا مات، فهذا يعني أن الضمير قد مات، وهو قد بدأ مع فجر الضمير الإنساني، وكنا أسبق العالم كله في زرع بذوره الأولي، وقد أخذوه منا، وبنوا ضمائرهم، ونحن قد فرغنا منها، المسرح في بلادنا يترنّح، لأنه يعاني سكرات الموت، والأمل كما قال المخرج الإنجليزي جوردن كريج، علينا أن نبدأ من جديد مع أجيال جديدة تولد داخل جدران المسارح التي تبني أيضا جديدة، وعلينا في الوقت نفسه أن نتخلص من هؤلاء الذين يجعلون الفن مستحيلًا.

 وبيّن أحمد سخسوخ، في مقابلة خاصّة مع "المغرب اليوم"، أنّ "حريق المسرح القومي في رمضان 2008، هو تكرار لحرائق كثيرة ومتعددة، فقد فقدنا أعرق مبني فني في بلادنا وهو الأوبرا بداية السبعينيات، وهو المبنى الذي كان يحمل تاريخنا الفني العظيم، وتاريخ الفرق الأوروبية وأعمالها، وقد ضاع من مخازنه كنوز تاريخية وحضارية منذ استكمال بناءه في عهد الخديوي إسماعيل عام 1869، وحديثًا احترق مسرح بني سويف وأكثر من خمسين مسرحيًا وأكاديميًا وناقدًا وممثلًا، كان ذلك عام 2005، والحرائق كثر، إن ما حدث ويحدث في مسارحنا، ليس سوى عنوان للإهمال والفساد وضياع هويتنا الثقافية والإبداعية وتاريخنا الفني، والحرائق ليست سوى المعادل الموضوعي لعدم اهتمامنا بالفن والإنسان".

وأشار سخسوخ إلى أنّ عروض المسرح الخاص قبل سبعينيات القرن الماضي ولمدة قرن من الزمان، وتحديدا منذ بدء يعقوب صنوع أول مسرحي مصري، هي من قامت بتأسيس المسرح المصري العظيم، أما بعد الانفتاح الإقتصادي في سبعينيات القرن الماضي، فلم تكن سوى نوعًا من التجارة للقضاء على الفن الجاد، وإن كنت أستثني بعض الفرق الخاصة مثل فرقة الفن لجلال الشرقاوي، وفرقة محمد صبحي الخاصة.

 وأضاف سخسوخ، أنّه "علينا أولًا أن نفرغ المشهد المسرحي من كل الوجوه الإدارية العاجزة عن النهوض به، تلك الوجوه التي صنعت وتصنع أزمته المتفاقمة، والأمر يحتاج في النهاية -بجانب ذلك إلى عمل بنية مسرحية تحتية، بمعنى الاهتمام بالبنية التحتية المسرحية، لتكون صالحة للاستخدام الآدمي، فبعد أن تهدمت مئات المسارح في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، وخاصة في ألمانيا والنمسا وسويسرا، صدر قانون لبناء مسارح صغيرة أسفل العمارات التي تبنى حديثا، وسميت هذه المسارح بمسارح السرداب، وبذلك أصبح في كل حي مسرح أو مسرحين أو ربما 3، وقد لعبت هذه المسارح دورا كبيرا في المسرح الطليعي العالمي وفي حركة المسرح المعاصر بشكل عام"، وبالنظر إلى القاهرة التي يتجاوز سكانها العشرين مليون نسمة، لا تجد مسارح لا تزيد عن أصابع اليد الواحدة، وهي مسارح لا تصلح للاستخدام الآدمي، وفي الوقت نفسه مسارح خالية من الجمهور، ومن الفن أيضًا، مؤكدا أنه يسافر دوما إلى أوروبا، ورغم كثرة المسارح هناك، لا يستطيع الحصول على تذكرة دخول، إلا بعد أن أعلن عضويتي في نقاب النقاد النمساويين المسرحيين، وذلك لأن المسارح رغم كثرة تعدادها، تكتظ بالمشاهدين، لأنها تقدم فنا حقيقيا يلامس وجدان الناس، وأنّ الأمر الثاني للنهوض بالمسرح هي بنية فوقية، بمعنى أن يتم اختيار للإدارة من هو قادر على التخطيط بشكل علمي لإنقاذ المسرح من عثرته، وعن مسابقات إبداع وزارة الشباب التي تقام بين شباب الجامعات أوضح أنها، تسير بشكل روتيني، دون طموح ودون تخطيط علمي، وتتم بشكل متواضع، رغم قدرات الشباب الجيدة التي تحتاج لمن يساعدها على قدر طموحهم.

 وأفاد سخسوخ أنّ "الورشات المسرحية، ليست سوى "بيزنس"، حيث يتفق صاحب الورشة مع المنتجين على توريد ما يحتاجه من شخصيات للعمل معه، وكل منهم مستفيد، المنتج، صاحب الورشة، العضو، فما يدفعونه بيزنس مقابل العمل، وليس التعليم، فن التمثيل علم لابد لمن يريد أن يحقق شيئا أن يعمل ليل نهار لتربية أدواته الفنية واستنارة عقله، لقد كان المخرج العالمي لي ستراسبورغ يقيم في مسرحه "استوديو الممثل" في نيويورك ورشا للتدريب للنجوم العالميين الذين حققوا نجاحا عالميا من أمثال، جيمس دين، آل باتشينو، داستين هوفمان، مارلين مونروا وغيرهم، رغم نجاحاتهم العالمية، وذلك لتطوير أدواتهم الفنية، وقد عملت مع مساعد لي ستراسبورغ في برلين، المخرج جون كوستوبولوس، وكنا نعمل 12 ساعة متواصلة تدريبات يوميًا، الفن ليس لعبة، ولكنه رسالة تحتاج إلى أدوات ماهرة، وإلى عقل مفكر، لأن الفن رسالة قبل كل شيء".

 وعن تقييمه للبعثات التعليمية المسرحية التي اختفت أوضح سخسوخ أن البعثات هي المنبع الأساسي لتطوير المشهد المسرحي، والمسرح لم يتطور إلا بهذه البعثات التي بدأت عام 1906 بجورج أبيض الذي درس في فرنسا وعاد عام 1910 ليبدأ نهضة مسرحية، وبعدها توالي المبعوثون إلى الخارج وجاءوا لعمل نهضة مسرحية حقيقة في القرن الماضي

 وختم سخسوخ أنّ "الرئيس جمال عبد الناصر استعار الثقافة الجماهيرية من الاتحاد السوفيتي حين كان يعالج هناك من السكر، وأوكل لثروت عكاشة وزير الثقافة آنذاك تنفيذ الفكرة في مصر، وبدأت إدارة الثقافة الجماهيرية بسعد كامل، ثم أوكلها لسعد الدين وهبة الذي لم يقبل المهمة إلا بعد عمل زيارة ميدانية للمواقع الثقافية، ورأي العجب، إذ تحولت بعض قصور أو مراكز أو بيوت الثقافة إلى محلات جزارة، والى مخازن بطيخ، أو أماكن لتربية الماشية، وقد قبل سعد وهبة التحدي، وحول كل هذا الفساد و الخراب، إلى أماكن تنويرية، تخرج منها معظم البنائيين في المشهد الثقافي، ثم بدأت الثقافة من بعده في خط منحني، خاصة بعد حمدي غيث وسمير سرحان، إذ تحولت إلى مجرد تشريفات واحتفاليات وتلميع لبعض من أوكلت اليهم إدارتها".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزارة السياحة تعلن نظاما جديدا لحجز تذاكر المتحف المصري…
جناح توت عنخ آمون يسطع في افتتاح المتحف المصري…
الحرم المكي والمسجد النبوي يستقبلان أكثر من 54.5 مليون…
الشيخ صالح الفوزان يتولى منصب مفتي عام السعودية ورئاسة…
متحف اللوفر يستقبل زواره من جديد وسط إجراءات أمنية…

اخر الاخبار

النيابة العامة في المغرب تلزم بتوثيق تاريخ إرتكاب الجريمة…
نزار بركة يكشف تصور حزب الاستقلال لتحيين الحكم الذاتي…
أخنوش يؤكد أن حزب التجمع الوطني للأحرار هو الأنسب…
عمرو موسى يشيد برؤية الملك محمد السادس لسلام دائم…

فن وموسيقى

آيتن عامر تكشف العديد من أسرارها الشخصية والفنية وتروي…
تكريم حسين فهمي بمهرجان مراكش الدولي عن مسيرته الفنية…
نجاة الصغيرة تعود للأضواء بزيارة دار الأوبرا ومدينة الفنون…
تايلور سويفت تتحول إلى قوة اقتصادية عالمية تتجاوز تأثيرها…

أخبار النجوم

أحمد السقا يؤكد أنه يركّز دائماً في أعماله الفنية…
يسرا تكشف عن رأيها في فيلم "الست" للفنانة منى…
إلهام شاهين تشن هجوماً حاداً على منتقدي فيلم "الست"…
أحمد العوضي يكشف حقيقة حدوث خلافات بينه وبين أبطال…

رياضة

ميسي يصنع الفارق بتمريرة ساحرة رغم عدم تسجيله أهداف…
حكيمي يخضع لبرنامج تعاف مكثف استعدادا لدعم أسود الأطلس
أوباميانغ أكبر هدافي دورى أبطال أوروبا 2025
رمضان صبحي يواجه الإيقاف أربع سنوات مع استمرار حبسه…

صحة وتغذية

دراسة جديدة توضح علاقة الشعر الأحمر ببطء التئام الجروح
مجموعة من الحلول لمشاكل تواجهها البشرة عادةً في الصباح
أفضل الأوقات لتناول الزبادي لدعم صحة الأمعاء بشكل طبيعي
"10 أطعمة يفضل تناولها يومياً إذا كنت تريد العيش…

الأخبار الأكثر قراءة

إيطاليا تطور أنظمة ذكاء اصطناعي لحماية التراث الثقافي
ماكرون يؤكد أن سرقة متحف اللوفر إعتداء على تراث…
كتارا تعلن أسماء الفائزين بجائزة الرواية العربية لعام 2025
قلق بين الناشرين مع توسع جوجل في البحث المدعوم…
الرياض تختتم معرض الكتاب 2025 بأكثر من 1.3 مليون…