الرئيسية » حوارات وتقارير
المتحف المصري الكبير

واشنطن ـ المغرب اليوم

أكدت كريستينا ماكلين مديرة "فراغمنتوس -الشظايا" في المتحف الوطني في كولومبيا إن هذا النصب التذكاري ليس مهمًا بالنسبة إلى كولومبيا فحسب، وإنما للبشرية بأسرها، حيث استلهمت الفنانة دوريس سالسيدو فكرته للاحتفال بتوقيع اتفاقية السلام الكولومبية في عام 2016.وقالت كريستينا ماكلين في تصريح صحافي "الترجمة الحرفية لـ"فراغمنتوس" هي الشظايا، وهي عبارة عن الأجزاء التي يمكن بجمعها سوياً أن تشكل كياناً واحداً. وينسحب المعنى على البشر، وعلى البلاد، التي تتطلع إلى إعادة بناء نفسها بعد فترات العنف الطويلة. أو ما تبقى لنا من حياة بعد رحيل العنف عن عالمنا".

وأضافت "استلهمت الفنانة دوريس سالسيدو فكرته للاحتفال بتوقيع اتفاقية السلام الكولومبية في عام 2016. على اعتباره منصة لمختلف الأصوات الأخرى لمبادلة ومشاركة الأفكار بشأن الصراع. وجرى تكليف السيدة دوريس سالسيدو لإنشاء هذا العمل الفني لإحياء ذكرى الاحتفال بهذه المناسبة التاريخية الوطنية، وذلك بالاستعانة بالأسلحة التي سلمتها القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) كجزء من أعمال اتفاقية السلام".وتابعت "قررت الفنانة إقامة "اللا - نصب التذكاري"، وهو عبارة عن كيان لا يمجد الأسلحة، أو حتى يرمز إلى النصر، وإنما هو عبارة عن احتفاء خاص بالسلام الذي يتحقق من خلال الحوار. كما قررت الفنانة أيضاً عكس هيكل قوة الأسلحة وإبراز المفاهيم المضادة للعنف عبر الهيكل المادي الذي يمكن تصور واستشراف المستقبل من خلاله".وأشارت إلى أنه تم استخدام ما يقرب من 9 آلاف سلاح فردي جرى الاستعانة بها في إنشاء هيكل "فراغمنتوس"، بوزن يقارب 30 طناً، مضيفة "عملت الفنانة دوريس سالسيدو مع مسبك عسكري يعمل في صهر وإذابة الأسلحة التي جرى جمعها من "فارك"، ثم طلبت من مجموعة من النساء، وكلهن كن ضحايا للاعتداءات الجنسية أثناء النزاع المسلح، لإبراز مشاعرهن الخاصة فيما تحول إلى قوالب من كتل معدنية. ثم جرى صب الأسلحة المنصهرة في هذه القوالب، ثم تثبيتها على منصة "فراغمنتوس"

وبسؤالها عن إمكانية تجاوز الشعب الكولومبي الصراع السابق قالت "لقد تم تدمير الأسلحة بالكامل، ولم تعد قادرة على إلحاق الأضرار بأحد. ويعتبر هيكل "فراغمنتوس" مثالاً صريحاً على فوات أوان هذه الأسلحة، وأنه يمكن تحقيق السلام من خلال الحوار المشترك. ونرى كثيراً من الناس هنا يخلعون أحذيتهم عند زيارة الهيكل حتى يستشعروا أشكال الأرضية".وكشفت عن الرسالة الكامنة وراء هذا الهيكل، قائلة "كما هو الحال مع جميع الأعمال الفنية العظيمة، فإن هيكل "فراغمنتوس" منفتح على التفسيرات كافة، ولاسيما اعتباره منصة لاحتواء الأصوات الأخرى. واشتملت عملية تجهيز الأرضية لإنشاء الهيلكل على عدد من ضحايا الصراع المسلح في كولومبيا، من الذين تعاونوا في إنشاء نصب تذكاري لأجل السلام، ولاقوا راحة نفسية عميقة في هذه العملية. ومن بين التفسيرات الممكنة أنه إذا استطاعت النساء، اللائي لاقين كثيراً من العناء والمشقة، العفو والسماح عن الجناة، فإن السلام يصير احتمالاً حقيقياً فعلاً".واختتمت بالتأكيد على إمكانية أن يساعد هذا الفن على التوفيق بين الناس في كولومبيا، بقولها "هذا هو الأمل المنشود من وراء هيكل "فراغمنتوس"، أن نشجع الناس من خلال مشاركتهم في حوار بشأن الصراع على التفكير في عواقبه ونتائجه".

يُذكر أم الفنانة الشهيرة دوريس سالسيدو صانعة النصب التذكاري " فراغمنتوس ـ الشظايا" وصفت أن هذا النصب ليس للذكريات الجميلة، مشيرة إلى أنها استعانت في إنشائه بالمواد الناجمة عن ذوبان 8994 قطعة سلاح من التي كانت تستخدمها عصابات القوات المسلحة الثورية الكولومبية اليسارية خلال سنوات التمرد والانتفاض ضد الدولة الكولومبية.وجرى تكليف الفنانة سالسيدو، الحائزة على عدد من الجوائز الدولية، لمنح الحياة لذلك النصب الذي تمخض عن اتفاقيات السلام الموقعة بين الحكومة الكولومبية وحركة التمرد اليساري. وذلك بعد صراع دام أكثر من 50 عامًا وخلف ما يربو على 262 ألف قتيل بخلاف ملايين الجرحى والمفقودين.يعكس هذا النصب الناجم عن أكثر من 1300 كتلة من هذه المواد، فضلًا عن صهر وإذابة الأسلحة الآلام التي خلفها ذلك الصراع المرير، مع أنه يمثل دعوة قائمة ومستمرة لإعادة النظر والتفكر في مستقبل دولة مثل كولومبيا ما تزال تحاول التعافي البطيء من جراح تلك الأيام.

ومن خلال السير على هذا النصب التذكاري، أو المرور عبره، تنتابك صرخة صامتة عميقة تتردد بين جنبات نفسك لنبذ العنف والانتحاب لمقتل كثير من البشر وسقوط كثير من الضحايا. وهو وسيلة من وسائل التفاعل الحي مع هذا الماضي المريع.ويحمل "اللا - نصب التذكاري" في كولومبيا كثيرًا من المعاني الصادقة. فقد تشكلت صفائح الألومنيوم الناجمة عن صهر وإذابة الأسلحة في صورة النساء من ضحايا العنف الجنسي إبان أعمال القتال الفظيعة. ويمكن زيارة العمل الفني الذي يحمل اسم "فراغمنتوس.

وقد يهمك أيضا" :

غضب-في-الأقصر-المصرية-من-نقل-تماثيل-الكباش-الأثرية-إلى-المتحف-الكبير

-وزارة-السياحة-تؤكد-أن-الترويج-لافتتاح-المتحف-المصري-الكبير-أهم-خطوات-التطوير

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الكاتب عبد الصمد محيي الدين يتحدث حول إصداره الجديد…
أحمد التوفيق يؤكد أن لمبالغ التي يتلاقاها المؤذنون المغاربة…
عبد الإله عاجل يؤكد أن إستعادة مسرح الحي المغربي…
غابرييل بانون يتحدث حول روايته الأخيرة "ربوتات نهاية العالم"…
مؤلف كتاب "الحفار المصري الصغير" يكشف موعدا هاما

اخر الاخبار

القوات المسلحة السعودية تختتم تمرين النجم الساطع 2025 في…
عراقجي يكشف أن مخزون اليورانيوم المخصب تحت الأنقاض
إسرائيل تتعهد بملاحقة الإرهاب في الأنفاق والفنادق
فريق ترامب يشدد الاجراءات الامنية بعد مقتل تشارلي كيرك

فن وموسيقى

نيللي كريم سعيدة بترشيح فيلمها "هابي بيرث داي" لتمثيل…
رنا رئيس تخضع لجراحة عاجلة بعد تعرضها لإجهاض ونزيف…
الممثلة الفرنسية أديل إينيل تُبحر ضمن "أسطول الصمود العالمي"…
داليا البحيري تكشف معاناتها في صيف الساحل بين المرض…

أخبار النجوم

إليسا توضح ظروف غيابها عن السوشيال ميديا وتوجه رسالة…
سيلين ديون تستعد للعودة بعد غياب طويل بسبب المرض
نادين الراسي تعتذر لفضل شاكر وابنه بعد تصريحات مثيرة…
فهد الكبيسي يمر بوعكة صحية مفاجئة ومصادر مقربة توضح…

رياضة

رونالدو يتوج بجائزة "الأفضل في كل العصور" من رابطة…
المغرب وتونس يضمنان التأهل في تصفيات كأس العالم الإفريقية…
رونالدو يبعث رسالة ود لجماهيره بصورة مع صبي الملاعب…
مفاجأة في الميركاتو ناد سعودي يضع محمد الشناوي ضمن…

صحة وتغذية

تحذيرات صحية في مصر من حقنة هتلر ومخاطر الخلطة…
سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية
دواء تجريبي جديد يحقق إستجابات واعدة ضد سرطان الرئة…
دراسة امريكية مكملات الكالسيوم وفيتامين D لا تقلل من…

الأخبار الأكثر قراءة