الرئيسية » أخبار التعليم
عالم الفيزياء المصري، أستاذ الفيزياء في الجامعة الأميركية عادل عوض

الرباط _ المغرب اليوم

يعاني العالم العربي مثل الدول النامية من تأخر في مجال الابتكارات والعلوم والتكنولوجيا، وقد أظهر تصنيف مؤشر نايتشر للأبحاث العلمية لعام 2020، تقدّم السعودية على الدول العربية في حصة البحث العلمي، وتُعدّ السعودية الدولة العربية الوحيدة إلى جانب الإمارات اللتين دخلتا قائمة الـ50 العالمية لأكثر الدول حصةً في الأبحاث العلمية.

العلوم الأساسية

ويَعتبر عالم الفيزياء المصري، أستاذ الفيزياء في الجامعة الأميركية عادل عوض، الحاصل على جائزة الدولة في العلوم، أن أحد أسباب تأخر النهضة في المنطقة العربية هو عدم الاهتمام بالعلوم الأساسية، والاكتفاء بنتاج التكنولوجيا،  قائلًا: "للأسف في المنطقة العربية ومصر هناك عدد قليل من الباحثين في مجال الفيزياء الكونية مثلا، لا يتجاوز خمسة أو ستة في كل بلد عربي كبير. أربعة إلى خمسة في مصر وثلاثة إلى أربعة في سوريا، كذلك في تونس والجزائر والمغرب، أعداد قليلة، والمشكلة أنه لا يوجد اهتمام بما يمكن أن نسميه العلوم الأساسية في العالم العربي، وهو ما ينعكس على العلوم والمعرفة بشكل عام".

ويضيف "القائمون على عملية التعليم والبحث العلمي لا يتوافر لديهم فهم لأهمية وطبيعة العلوم الأساسية لنهضة البلاد، العلوم الأساسية هي المخزون المعرفي، سواء للعلوم النظرية أو التطبيقية، من خلال العلوم الأساسية يمكن فهم النظريات والظواهر التي يمكن استخدامها لإنتاج تكنولوجيا جديدة أو اختراع جديد، للأسف هذا مفقود في العالم العربي".

النهضة العلمية

ويرى عوض أن هذا يأتي نتيجة المفهوم الخاطئ للنهضة العلمية، "النهضة العلمية ليست مجرد اختراعات أو تطبيقات. الموبايل والآيباد هذه منتجات في نهاية عملية ترجمة العلوم للتكنولوجيا، في البداية هناك المعرفة النظرية التي توفرها العلوم الأساسية، ثم المعرفة التطبيقية، والنظرية والتطبيق يلتقيان في علوم مثل الفيزياء، للأسف الجانب النظري لدينا ضعيف، وحتى الجانب التطبيقي بسبب الموارد والإمكانيات".

ويلفت العالم المصري إلى أن العلوم النظرية تحتاج موارد أقل، ودول مثل الهند والبرازيل ضربوا مثلا هاما في الاهتمام بالعلوم النظرية رغم مواردها المحدودة "وأصبحت الهند والبرازيل ضمن الدول العشر الأولى في العلوم النظرية".

ويقدم عوض بعض الأمثلة في صنع النهضة قائلاً، "قطعنا أشواطا في التقدم التكنولوجي على طريقة القفزات في القرن التاسع عشر في عهد محمد علي (حاكم مصر في القرن التاسع عشر ومؤسس العائلة المالكة التي حكمت البلاد حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952)، والذي أرسل البعثات العلمية لأوروبا في الطب والهندسة، ولكن ليس في العلوم الأساسية مثل الرياضيات والفيزياء مثلا. في اليابان مثلا اهتم الإمبراطور بالعلوم الأساسية ولهذا كانت النهضة اليابانية أكثر رسوخا. جمال عبد الناصر أيضا سعى لنهضة سريعة وكان الاهتمام منصبًا على تصنيع التليفزيون والسيارة وليس العلوم الأساسية، وهو ما أنتج نهضة هشّة مع تطور نظم التصنيع في العالم تراجعت القدرة التصنيعية لمصر، لأننا امتلكنا تكنولوجيا الزمن السابق ولم نمتلك العلوم الأساسية القادرة على إنتاج تكنولوجيا كل عصر".

أحمد زويل

يُذكر أنّه باستثناء العالم المصري أحمد زويل، الذي حاز على جائزة نوبل في الكيمياء في عام 1999 لم ينل أي عالم عربي هذه الجائزة المرموقة في مجال العلوم الطبيعية، وبحسب عوض فإن الاستثمار في العلوم الأساسيّة هي استثمارات طويلة الأجل، "مثلا اكتشاف [العالم البريطاني مايكل] فاراداي للعلاقة بين المجال الكهربائي والمجال المغناطيسي أدى ذلك لاختراع الدينامو والموتور، وهو ما غير شكل العالم فيما بعد، فاراداي، لم يكن يسعى لاختراع الموتور، ولكن العلم النظري واكتشاف الظواهر أدى للاختراعات النهائية". ويضيف مثالاً آخر حول النظرية النسبية الخاص البسيطة، انطلق فيها أينشتاين من مبادئ فلسفية وليست فيزيائية، وأدت لتطورات هامة وتطبيقات غير عادية أهمها الطاقة النووية.

الرياضيات

كما يلفت العالم المصري إلى حديث الرئيس الأميركي في نهاية الحرب العالمية الثانية هاري ترومان، والذي قال إن "خط الدفاع الأول لأمريكا في موجات الألمان هو الرياضيات"، لأن الرياضيين هم من تمكنهم من كسر شفرة الإرسال للنازيين ومواجهة الهجمات النازية، واعتبر أن دور علماء الرياضيات وقتها لا يقل، بل يزيد عن دور الجنرالات.

ويختتم عوض بالحديث عن دور المجتمع الذي هو الآخر يتجاهل قوة العلوم، ويقول "للأسف المجتمع، وليس الدولة فقط، غير مدرك لقوة العلوم، حتى الآن لسنا جزء من تطور العلم عالميا، حدث تسارع لدينا في النهضة ولكن لم نمر بالتسارع الفكري والعلمي الذي مرت به أوروبا في عصر النهضة، الاختصار الشديد والقفزات المعرفية لدينا لم ترسخ مفاهيم أساسية، لم نمر بسلسلة الأفكار التي ترسخ أن العلم ليس مجرد مجموعة أجهزة ولكن طريقة تفكير، يجب أن نفهم خطوات التقدم العلمي الحقيقي وليس التقدم التكنولوجي السريع".

قد يهمك أيضَا :

الحُكم على طبيبة إيرانية خلعت الحجاب بالعمل لمدة عام كامل مجانًا

محكمة التمييز الإيرانية تؤيد حبس أكاديمية من أصل بريطاني لمدة 10 سنوات

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

المغرب يدعو إفريقيا لجعل التعليم ركيزة للسلام والتنمية رغم…
اقتراح إلغاء الشهادة الإعدادية يشعل جدلًا واسعًا في ليبيا…
جامعة كاليفورنيا تدرس عرض تسوية بمليار دولار بعد تجميد…
مأساة تهز المغرب وفاة طفل داخل حافلة مدرسية بعد…
واشنطن تبطل ترخيص جامعة هارفارد للطلاب الأجانب وسط تصاعد…

اخر الاخبار

المغرب يترأس الاجتماع العام ال11 للشبكة الدولية للأمن والسلامة…
وزير الخارجية الصيني يشيد برؤية الملك محمد السادس ويطلق…
وزير الخارجية المغربي يقوم بزيارة رسمية إلى جمهورية الصين
مسؤولون يعتبرون استعادة قاعدة باغرام بداية لغزو جديد لأفغانستان

فن وموسيقى

ريهام عبد الغفور تخرج عن صمتها عقب تعرضها للتنمر…
تامر حسني يخفي إصابته بكسر في قدمه ويواصل نشاطه…
شيرين عبد الوهاب تعود بقوة بألبوم ضخم ستطرحه خلال…
نيللي كريم سعيدة بترشيح فيلمها "هابي بيرث داي" لتمثيل…

أخبار النجوم

أحمد مالك وهدى المفتي يتعاقدان علي «سوا سوا»في رمضان…
أنغام تعلن عن مفاجأة لجمهورها قبل حفلها في "ألبرت…
وفاء وآيتن عامر تُصدمان قبل عرض مسرحيتهما الخليجية بساعات
دينا الشربيني تكشف كواليس طريفة في فيلم "درويش" وعمرو…

رياضة

اسحاق ناظر يتوج بذهبية سباق 1500 متر
النصر السعودي يضع براهيم دياز في دائرة اهتمامه لتعزيز…
سفيان البقالي فضية طوكيو انتصار للتضحية والروح الرياضية
كريستيانو رونالدو يقود النصر في مغامرة قارية جديدة بدوري…

صحة وتغذية

وزير الصحة المغربي يتفقد الوضع الصحي بمكناس ويطلع على…
الذكاء الاصطناعي يتجاوز الاطباء في توقع مضاعفات العمليات الجراحية
منظمة الصحة العالمية تدرس دعم أدوية إنقاص الوزن لعلاج…
ابتكار غراء عظمي يثبت الكسور في ثلاث دقائق ويذوب…

الأخبار الأكثر قراءة

جامعة كاليفورنيا تدرس عرض تسوية بمليار دولار بعد تجميد…