الرئيسية » أخبار التعليم
استخدام التكنولوجيا في التعليم

لندن - ماريا طبراني

كشف النقاد أن استخدام الأدوات التكنولوجية في التعليم يساهم في تخفيض علامات الطلاب في نتائج اختبار الرياضيات، كما يؤثر في القدرة على الكتابة اليدوية، وأفاد المحللون من منظمة "غارتنر" للتعاون الاقتصادي والتنمية، بأن التكنولوجيا أصبحت جزءًا مهمًا في الفصول الدراسية، حيث ينفق على تكنولوجيا التعليم في العالم 19 بليون استرليني بحلول عام 2019.
 
وتنفق المدارس البريطانية 900 مليون أسترليني سنويًا على تكنولوجيا التعليم، ولكن يصبح السؤال هل تساهم هذه التكنولوجيا في تنمية مهارات الطلاب التي يحتاجون إليها للعمل في المستقبل أم أنها تفصلهم عن الواقع المحيط بهم؟.

وبيّن تقرير صدر مؤخرًا عن منظمة "غارتنر" أنه ربما يكون هناك تأثيرات ضارة لتكنولوجيا التعليم، حيث وُجد أن أجهزة الكمبيوتر في الفصول المدرسية ترتبط بانخفاض نتائج اختبار الرياضيات والعلوم والقراءة.
 
وأوضح النقاد أن أجهزة أي باد تسببت بانخفاض القدرة على الكتابة اليدوية، كما أن المصطلحات التكنولوجيا حلت محل بعض المصطلحات الطبيعية، فضلا عن تشتيت الانتباه نتيجة استخدام الهواتف الذكية بشكل مستمر.
 
وأفاد المستشار في جامعة "أدنبرة" أندرو مانشز، بأن طريقة استخدام التكنولوجيا في الفصول الدراسية يجب أن يتم فحصها، مضيفًا "ولا تختلف مهارات الحوسبة عن المهارات التقليدية، مثل القدرة على التفكير المنطقي والقدرة على توصيل الأفكار على مختلف المستويات، وأعتقد أن أهم مهارة للأطفال اليوم هي المرونة، لأن العالم أصبح مكانا يصعب التنبؤ به".
 
وأوضح مانشز أن استخدام التكنولوجيا بطرق مبتكرة وعلى يد معلمين مدربين يمكن أن يفتح أفاقًا جديدة للتعلم وتعزيز المهارات الأساسية، مشيرًا إلى أن استخدامها بطريقة خاطئة يمكن أن يحدث تأثيرا ضارا، مضيفًا أنها تعتمد معظم تطبيقات التعلم مثل تطبيق “chocolate coated broccoli” على نهج ممل وغير مفيد في التعليم من خلال استخدام الأصوات والألوان المؤثرة.
 
وذكر نائب رئيس كلية كيلوغ كريس ديفيز أن التكنولوجيا تغير قدرات الأطفال بشكل عشوائي تماما، معربا عن قلق من كيفية تطبيق التكنولوجيا في الفصول الدراسية، فضلا عن أثر توفير أي باد في الفصل الدراسي على تقويض المهارات، مضيفًا "إن الكتابة على لوحة المفاتيح على الشاشة عملية صعبة ولا تدعم مارات الكتابة اليدوية".
 
وأوضح ديفيز أن عدد من المدارس تستكشف استخدام محرر المستندات من جوجل لتشجيع المهارات الخاصة بمكان العمل مثل التعاون، إلا أن هذا لا يساهم في تطوير مهارات الكتابة الأخرى مثل مراجعة وإعادة صياغة النصوص.
 
وتبتعد بعض المدارس عن التكنولوجيا تماما بهدف إعادة التركيز على المهارات العملية والإبداع مثل مدرسة "والدروف" في وادي السليكون، وأفادت المدرسة أنه على الرغم من تجنب التكنولوجيا الفائقة إلا أن الطلاب نجحوا في التقاط المهارات الرقمية بسرعة، وأن العديد من خريجي المدرسة يتجهون إلى العمل في مجال صناعة الكمبيوتر، وتهدف بعض الحملات مثل مبادرة " ويلد لايف ترستس" إلى إعادة ربط الأطفال بالطبيعة مع الابتعاد عن الشاشات الرقمية ووسائل الاعلام الاجتماعية واستخدام الكمبيوتر.
 
وقالت مدير حملة الحياة البرية للأطفال لوسي ماكروبرت "لا يتعلق الأمر بمنع الأطفال من استخدام التكنولوجيا المتاحة، ولكن الأمر يتعلق بالسماح لهم بقضاء بعض الوقت بانتظام في الأماكن البرية، يمكننا مساعدتها حتى يبقوا أصحاء وأكثر سعادة، ما يؤدى بدوره إلى تحسين أدائهم في المدرسة حيث يصبحون أكثر تركيزا، سيحظون بالمزيد من الثقة وسيكونون لائقين بدنيا بشكل أكبر".
 
ويرتبط الأمر بالنسبة لمحترفي التعليم بالحفاظ على الاهتمام بالتكنولوجيا مع فهمها أيضا بشكل متوازن مع مهارات الحياة الأساسية والتي حتما ستكون مفيدة بغض النظر عن مدى سرعة تغير الأدوات والطرق المختلفة، وأضاف عالم النفس والطفولة ريتشارد هاوس "إن كثرة تعرض الصغار لتقنيات تكنولوجيا التعلم كبديل لمتابعة حل مشكلاتهم وخبرات التعلم تؤدى إلى تعريض قدراتهم للخطر بطريقة مدمرة".
 
وأضاف هاوس "زاد الاعتماد بشكل كبير على الأدوات التكنولوجية ما أدى إلى تأكل مهارات الكتابة اليدوية والإملاء، لكن صفة الإبداع التي تحتاجها الشركات من موظفيها هي التي يجب التركيز عليها بقوة أكثر من الأدوات التكنولوجية".
 
وأفاد المعلم فى إحدى المدارس الابتدائية والمسؤول عن تدريب المعلمين على استخدام تقنيات تكنولوجيا التعلم لي باركنسون، "يجب أن تتجاوز الأدوات الحديثة ما يمكن القيام به على الورق، وعندما تستخدم الأدوات التكنولوجية للغرض المخصص لها في الفصول الدراسية يمكنها أن تمد الطلاب بمجموعة من المهارات المفيدة في العالم الذي ينمون فيه"، مشيرا إلى إمكانية خلق محتوى غنى بالصور والفيديو والعروض التفاعلية وتبادل المعلومات على الصعيد العالمي والتواصل مع الآخرين.
 
ويتفق مؤلف كتاب "تربية جيل التكنولوجيا" جيم تايلور، على أن استخدام التكنولوجيا في الفصول الدراسية يجب أن يكون أداة وليس نهجا في التعليم، مضيفًا "على الجانب الإيجابي يتعلم الأطفال مهارات تكنولوجية هامة مثل الكتابة والترميز وجمع المعلومات من خلال الأنترنت، أما على الجانب السلبي فهم لا يتعلموا المهارات العاطفية والاجتماعية وهي الأكثر أهمية لتحقيق النجاح في العمل، لأن ما يجعل الأطفال ناجحين فى حياتهم المهنية هو قدرتهم على التفكير الخلاق".
 

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

رئيس الحكومة المغربية يترأس اجتماع اللجنة الوطنية لمواكبة إصلاح…
وزارة التربية الوطنية في المغرب تُواصل تسوية الوضعيات الإدارية…
وزارة التربية الوطنية المغربية تكشف تقدم حوارها مع النقابات…
وزارة التربية الوطنية المغربية تعقد لقاءاً مع النقابات التعليمية…
وزير التربية الوطنية المغربي يُطلق برنامجاً مكثفاً للدعم التربوي…

اخر الاخبار

مستشار الرئيس الفلسطيني يُشيد بمساعدات الملك محمد السادس لأهالي…
الحكومة المغربية تصرف لجميع الموظفين الدفعة الثانية من الزيادة…
المحكمة الجنائية الدولية تتسلم ملف جرائم الدعم السريع بدارفور…
وزير الخارجية الأميركي يشيد بالملك محمد السادس ويؤكد استمرار…

فن وموسيقى

رحيل الفنان لطفي لبيب عقب مسيرة فنية حافلة بالعطاء…
محمد فراج يعود بمسلسل كتالوج في تجربة إنسانية عميقة…
أنغام تنفي إصابتها بسرطان الثدي وتطمئن جمهورها قبل طرح…
لطيفة تؤكد أن ألبوم "قلبي ارتاح" يعكس روحها وأعادت…

أخبار النجوم

أمير كرارة يعبّر عن سعادته بالعمل مع النجمة هنا…
سامو زين يعود للإخراج بعد غياب 15 عاماً
عمرو يوسف يتحدث عن أعماله الفنية وكواليس حياته الخاصة
نسرين طافش تعود للغناء بعد غياب خمس سنوات

رياضة

محمد صلاح يحافظ على مكانه ضمن قائمة الأعلى أجراً…
القبض على رمضان صبحي في مطار القاهرة أثناء العودة…
يوفنتوس يسعى لضم المغربي سفيان أمرابط من فنربخشة التركي…
ريال مدريد يستعد لجني أرباح ضخمة بعد إعلان مبابي…

صحة وتغذية

أطعمة مخمرة تُعيد التوازن إلى جهازك الهضمي وتشفي الأمعاء…
8 مشروبات صباحية تُوازن سكر الدم بشكل طبيعي
وزير الصحة المغربي يُعلن إطلاق المجموعات الصحية الترابية للارتقاء…
معدل مشي يومي جديد يساعد في الوقاية من الأمراض…

الأخبار الأكثر قراءة

مأساة تهز المغرب وفاة طفل داخل حافلة مدرسية بعد…