الرئيسية » عالم البيئة والحيوان
السلحفاة جلدية الظهر

واشنطن ـ رولا عيسى

تُعد السلحفاة جلدية الظهر هي واحدة من أكثر المخلوقات المميزة لكوكبنا, ويمكن أن تعيش لعقود عدَّة وتنمو ليصل وزنها إلى 2 طن, إنها أكبر الزواحف الحية الموجودة على الأرض وتعود جذورها التطورية إلى أكثر من 100 مليون سنة.

ويقول أستاذ علم المحيطات كالوم روبرتس من جامعة يورك "إن السلحفاة جلدية الظهر هي أحافير حية، لكنهم لا مزدهرين, في الواقع، يتم محوها بمعدلات استثنائية، لا سيما في المحيط الهادئ، حيث انخفضت أعدادها بنسبة 97 ٪ على مدى العقود الثلاثة الماضية, وهم الآن معرضون للخطر بشكل خطير هناك".

ويضيف روبرتس "تكمن معاناة السلحفاة جلدية الظهر في أسباب عدة, حيث تم اصطيادها للحصول على لحومها لقرون عدَّة، كما أن انتشار المنتجعات السياحية يعرقل السلاحف عندما يأتون إلى الشاطئ ليضعوا بيضهم على الشواطئ الرملية, ولكن السبب الأحدث الذي أحدث انخفاض هائل في أعدادها وهو السبب أكثر خطورة: الصيد التجاري بالخيوط الطويلة في أعالي البحار, حيث تقوم بعض سفن الصيد الآن بسحب خطوط الصيد التي يبلغ طولها أكثر من 75 ميلاً، وكل منها يحمل خطافات, نتيجة لذلك تتعثر عشرات الآلاف من السلاحف البحرية عليها وتغرق كل عام, "إنه أمر مأساوي".

وهذه المذبحة لا يدفع ثمنها, لسبب بسيط هو أنه لا توجد حماية على الإطلاق للأنواع المهددة بالانقراض في البحار خارج المياه الوطنية, وتشمل القائمة الأسماك والطيور البحرية، بالإضافة إلى النظم الإيكولوجية الهشة مثل الشعاب المرجانية في أعماق البحار, فيقول بول سانليغروف، عالِم الأحياء في أعماق البحار في جامعة ميموريال في سانت جون، كندا "خارج المياه الوطنية، في أعالي البحار، هي في الأساس أرض محايدة عندما يتعلق الأمر بحماية البيئات الحساسة وسكانها"، "إنها حالة غير مرضية للغاية".

لقد أزعج هذا النقص في الحماية بشكل متزايد صانعي الحفظ الذين ظلوا لأكثر من عقد من الزمان يحثون على ضرورة اتخاذ إجراءات عالمية لحماية التنوع البيولوجي في أعالي البحار, وهذا الضغط أنتج الآن استجابة دولية, وفي الشهر المقبل، سيعقد مؤتمر كبير في نيويورك، تنظمه الأمم المتحدة، في محاولة لجعل الحكومات توافق على تدابير لحماية أعالي البحار قبل أن يتضرر التنوع البيولوجي فيها بشكل لا يمكن إصلاحه, وسيتبع ذلك اجتماعات أخرى تهدف إلى إنشاء معاهدة من شأنها التحكم في الحياة البرية وحمايتها بحلول عام 2020.

وقالت ساندرا شوتنر من حملة غرينبيس العالمية للمحيطات "هذه المفاوضات تمثل أكبر فرصة في التاريخ لتقرير مستقبل محيطاتنا"، "إن حياة بحارنا - من الدلافين والسلاحف إلى الحيتان الزرقاء - تعتمد على نتائج العامين القادمين من المناقشات, ولدى الحكومات الآن فرصة لإبرام معاهدة تسمح لنا بحماية المحيطات للمرة الأولى".

وكشف روبرتس أن أكثر من 70٪ من كوكبنا مغطى بالمحيطات، 58٪ تقع خارج نطاق السلطة الوطنية, وهذه هي أعالي البحار وهي تقع خارج حدود الميل البحري البالغ 200 ميل الذي يمتد من شواطئ البلدان الفردية ويشير إلى حدود مياهها الوطنية, وخارج هذه الحدود، في أعالي البحار، ببساطة لا توجد حماية فعالة للمخلوقات أو النباتات أو الموائل, مضيفًا "هذا يعني أن أكثر من 40٪ من كامل سطح الأرض لا يتمتع بحماية الحياة البرية أو الموائل، إنه وضع مزعج للغاية، على أقل تقدير".

والسلحفاة جلدية الظهر ليست هي بالتأكيد المخلوقات الوحيدة التي تعاني أو تتجه نحو الانقراض بفضل هذا الفشل في توفير الحماية, حيث إن أعداد الحيتان، وأسماك القرش، والطيور المهاجرة بما في ذلك طيور القطرس والعديد من المخلوقات الأخرى تتناقص بسرعة، مما أدى إلى أن بعض الأنواع مثل الحيتان الحقيقية في شمال الأطلنطي تقترب الآن من خطر الانقراض, وبالفعل، فإن جميع النظم البيئية مهددة، كما يحدث في بحر سارجاسو، في شمال المحيط الأطلسي, والذي اكتشفه كريستوفر كولومبوس ولاحظ الأعشاب البحرية التي تغطي سطحه، وهو البحر الوحيد على كوكبنا الذي لا يحده الأرض, وبدلًا من ذلك تُعرف حدودها بواسطة التيارات المحيطية التي تكتسحها وتحتويها, "وهذه هي التيارات الخليجية، و شمال المحيط الأطلسي، و الكناري، و تيارات شمال المحيط الأطلسي الاستوائية", ولكن بحر سارجاسو تحت التهديد, حيث تجري المزيد والمزيد من سفن الصيد بالخيوط الطويلة والشباك الخطافية في مياهه؛ وتحيط التيارات التي تحيط بالبحر الآن بكميات هائلة من النفايات البلاستيكية في مركزه, كما أن التلوث يتزايد بشكل مثير للقلق مما يهدد الثروة السمكية.

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزير الفلاحة المغربي يستعرض مخطط تأهيل 120 مجزرة معتمَدة…
أحمد البواري يؤكد أن مبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع…
هزة أرضية قوية تُثير الهلع لسكان مدينة مراكش وتامنصورت
نزار بركة يحذر من فقدان المغرب 50 مليون متر…
تحسن ملحوظ في نسب امتلاء السدود المغربية مقارنة بالعام…

اخر الاخبار

تفجير انتحاري يستهدف كنيسة مار إلياس في دمشق وسقوط…
البرلمان الإيراني يوافق مبدئيًا على إغلاق مضيق هرمز وسط…
في ظل التصعيد الإقليمي الجيش الإسرائيلي يعلن استعادة رفات…
مصر تؤكد عدم تأثرها بالحادث النووي في إيران وتطمئن…

فن وموسيقى

هند صبري تواجه حملة هجوم بسبب موقفها من قافلة…
كندة علوش تكشف عن البدء بمشروع فني جديد وتواصل…
أنغام تُشعل مسارح السعودية وتصف جمهورها بالساحر وتشيد بشركة…
إلهام شاهين تؤكد حبها لدعم الجيل الجديد وتوضح سبب…

أخبار النجوم

الفنانة شيرين رضا تكشف سبب حبّها لتقديم أدوار الشر
محمد سعد يكشف شرطه لخوض دراما رمضان المقبل
يسرا اللوزي تردّ على منتقدي دورها في "لام شمسية"
أحمد الفيشاوي يكشف عن حلمه الذي يتمنى أن يحققه…

رياضة

مرموش يبدأ مشوار مونديال الأندية بنكهة عربية مع مان…
فينيسيوس يحذر لاعبي ريال مدريد قبل مواجهة الهلال السعودي
كريستيانو رونالدو يُعلن موقفه النهائي من الاستمرار أو الرحيل…
رونالدو يكشف عن عمله مترجماً لميسي ولا يستبعد اللعب…

صحة وتغذية

انشغال الأطفال بالهواتف أثناء الوجبات قد يؤدي لزيادة الوزن
دراسات تؤكد فوائد زيت الزيتون في الوقاية من الأمراض…
تناول منتجات الألبان يُسهم بشكل كبير في الوقاية من…
إضافة الأفوكادو إلى نظامك الغذائي يمكن أن تُحسّن جودة…

الأخبار الأكثر قراءة

وزير الفلاحة المغربي يستعرض مخطط تأهيل 120 مجزرة معتمَدة…
أحمد البواري يؤكد أن مبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع…
هزة أرضية قوية تُثير الهلع لسكان مدينة مراكش وتامنصورت
نزار بركة يحذر من فقدان المغرب 50 مليون متر…