الرئيسية » عالم البيئة والحيوان
مصور بريطاني يكشف مأساة النسور بكاميرته

لندن - ماريا طبراني

على الرغم من أن النسور لديها أكثر العادات المثيرة للاشمئزاز خاصة عند الأكل، إلا أنها تلعب دورًا حيويًا وبارزًا للغاية في الحفاظ على البيئة في مناطق عديدة حول العالم، بحسب ما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية.

وأوضحت الصحيفة أن النسور تستهلك جثث الحيوانات الميته، وبالتالي تكون سببًا رئيسيًا في التخلص منها بشكل أفضل بكثير من الدور الذي قد يقوم به جامعو القمامة، كما أن العصارات الهضمية الخاصة بها تمتلك من الأحماض ما يساعدها على تحييد بعض الأمراض، من بينها الكوليرا وداء الكلب، وهو الأمر الذي يساعد بصورة كبيرة على منع انتشار تلك الأمراض.

إلا أن عددًا من علماء البيئة أطلقوا تحذيرات مؤخرا من أن النسور في كل أنحاء المعمورة أصبحت تحت التهديد بسبب فقدان المسكن، بالإضافة إلى تعرضها لحالات التسمم، سواء كان ذلك بشكل عرضي أم عمدي، بالإضافة إلى اتجاه البعض إلى استخدام أجزاء من جسم الطائر كوسيلة من وسائل العلاج في الطب التقليدي.

المصور البريطاني تشارلي هاميلتون جيمس أكد على هذه المخاطر من خلال سلسلة من الصور قام بالتقاطها، ليتم عرضها لاحقا خلال معرض مصور العام للحياة البرية، والذي من المقرر أن يتم افتتاحه في متحف التاريخ الطبيعي خلال هذا الأسبوع. والصور التي التقطها جيمس للنسور والمخاطر التي تهدد بقاءها، وضعته في صدارة مصوري العام للحياة البرية.

يقول المصور العالمي، في تصريحات نقلتها صحيفة "الغارديان" البريطانية، "إنني أحب المستضعفين، وربما يكون هذا الأمر هو السبب الرئيسي في حبي للنسور. المشكلة هي أن هذا الكائن حاليا يقع تحت وطأة العديد من الضغوط في البرية، وذلك بالرغم من الدور الكبير الذي يلعبه هذا الطائر في حماية البيئة واحتواء الأمراض."

ويبدو أن النسور هي أحد أسرع الطيور المهددة، ففي الهند، على سبيل المثال، هناك تسعة أنواع من الطيور مهددة بالانقراض بسبب الاستخدام العشوائي لعقار "ديكلوفيناك"، وهو عقار مضاد للالتهابات يعطى للماشية، ولكنه قاتل للنسور التي تأكل جثث الماشية. وبالتالي، فإن هناك خطرًا من جراء احتمال انتشار داء الكلب، بسبب انخفاض عدد النسور التي يمكنها تخليص البيئة من جثث الكلاب الميتة.

أما في إفريقيا و بحسب المصور الفائز بلقب الأفضل هذا العام، فإن نسبة الخسائر بين النسور المتوقعة خلال الخمسين عاما المقبلة، تتراوح بين 70 و97 بالمئة، ربما تكون الأسباب هنا أكثر تنوعًا، حيث أن أحد العوامل الرئيسية في هذا الأمر تتمثل في زيادة حالات التسمم بين النسور سواء بصورة عرضية أو متعمدة، حيث يرجع هذا الأمر في الأساس إلى استخدام السم من قبل الصيادين لقتل الفيلة ووحيد القرن، وكذلك لقتل النسور لمنعها من التحليق حول الجثث الميته، وهو الأمر الذي يمثل تهديدا كبيرا.

ويستطرد جيمس "أما في منطقة جنوب القارة الإفريقية، فإن الأمر ربما يتعلق باستخدام أجسام النسور في بعض العلاجات التقليدية، كما أنها في بعض الأحيان تستخدم كمصادر من أجل زيادة القوة والتحمل وتحسين السرعة." وأضاف أن مخ النسر هو الأخر يتم استخدامه، حيث يقومون بتجفيفه، يتم بعده خلطه بالطين والدخان، على اعتبار أن ذلك قد يساعدك في معرفة المستقبل.

وتشير الصحيفة إلى أحد الصور التي التقطها المصور العالمي، حيث يظهر فيها أحد التجار الواقفين في سوق في "جوهانسبرغ"، يقوم ببيع جثة أحد النسور، موضحة أنها أحد أكثر الصور تعبيرًا عن مأساة هذا الطائر في تلك المنطقة من العالم.

ويقول جيمس تعليقا على تلك الصورة، إن "السوق لا يقتصر على بيع النسور ولكنه زاخر بأجزاء من الفيلة والفهود والنعام والأسود والثعابين، بالإضافة إلى شتى أنواع النباتات." ويستطرد أن النسور أيضا يمكن أن تموت بالتسمم عن طريق الخطأ في إفريقيا، حيث أن الرعاة في إفريقيا يقومون بوضع السموم على جثث الماشية والحيوانات النافقة، وذلك من أجل قتل الأسود والحيوانات المفترسة الأخرى التي تقوم بمداهمة قطعانهم، وبالتالي فإن النسور هي الأخرى تموت عندما تقوم بالتقاط تلك الجثث.

فقدان السكن يعدُّ هو الأخر سببا رئيسيا في انخفاض أعداد النسور، وهو الأمر الذي يرجع بالأساس إلى انتشار المزارع والضواحي في المدن الإفريقية، بالإضافة إلى التلوث الصناعي والزراعي وانتشار خطوط الكهرباء في كافة أنحاء القارة، والتي تشكل خطرًا داهمًا على الطيور التي تحلق على مقربة منها بصورة منتظمة.

أزمة النسور تتفاقم بصورة كبيرة من جراء حقيقة تتمثل في النمو البطيء لهذا الكائن، حيث أن هذا الطائر لا يصل إلى النضج الجنسي إلا في عمر يتراوح بين خمس وسبع سنوات، كما أن عملية الإخصاب لدى أنثى النسر تتم هي الأخرى ببطء شديد، حيث أنه لا يمكنها سوى وضع بيضة واحدة كل عام أو عامين، هو الأمر الذي يزيد من حدة التهديدات التي تواجه بقاء هذا الكائن.

وتعمل الان العديد من جماعات الحفاظ على البيئة على السعي نحو انقاذ النسور في العالم، وهو الأمر الذي يبدو واضحًا كذلك في الصور التي التقطها جيمس، من بين تلك الجهود مشروع النسور الناميبية، والذي يقوم على رصد النسور المهددة بالانقراض والعمل على توفير بيئة مناسبة لها من توفير الأعشاش وخلق جو مناسب لها للتزاوج ووضع البيض ، بالإضافة كذلك إلى محاولة إيجاد حلول لمسألة تسمم النسور وعلاجها في العديد من مناطق العالم.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

أحمد البواري يؤكد أن مبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع…
هزة أرضية قوية تُثير الهلع لسكان مدينة مراكش وتامنصورت
نزار بركة يحذر من فقدان المغرب 50 مليون متر…
تحسن ملحوظ في نسب امتلاء السدود المغربية مقارنة بالعام…
فلسطينيون في غزة يلجأون لحرق النفايات البلاستيكية لاستخراج الوقود…

اخر الاخبار

القوات الأميركية تسقط مسيّرة في محيط قاعدة عين الأسد
تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل يثير مخاوف من اتساع…
نقل خامنئي و أفراد أسرته إلى ملجأ تحت الأرض…
إسرائيل تقلّص قواتها في غزة وتعيد نشرها لمواجهة التهديد…

فن وموسيقى

كندة علوش تكشف عن البدء بمشروع فني جديد وتواصل…
أنغام تُشعل مسارح السعودية وتصف جمهورها بالساحر وتشيد بشركة…
إلهام شاهين تؤكد حبها لدعم الجيل الجديد وتوضح سبب…
هنا الزاهد تُعبر عن سعادتها بتجدّد التعاون مع النجم…

أخبار النجوم

أحمد الفيشاوي يشوّق جمهوره لفيلمه رهبة وراء مصنع الكراسي
يسرا تكثّف ساعات التصوير في فيلمها الجديد "الست لما"
الفنان تامر حسني يكشف مفاجأة عن فيلمه "ريستارت"
تعرض ماجد المهندس لأزمة صحية طارئة

رياضة

فينيسيوس يحذر لاعبي ريال مدريد قبل مواجهة الهلال السعودي
كريستيانو رونالدو يُعلن موقفه النهائي من الاستمرار أو الرحيل…
رونالدو يكشف عن عمله مترجماً لميسي ولا يستبعد اللعب…
المغربي أشرف حكيمي ضمن التشكيلة المثالية لدوري أبطال أوروبا

صحة وتغذية

تناول منتجات الألبان يُسهم بشكل كبير في الوقاية من…
إضافة الأفوكادو إلى نظامك الغذائي يمكن أن تُحسّن جودة…
إضافة بذور الشيا للنظام الغذائي اليومي لتعزيز صحة الأمعاء
متحور نيمبوس الجديد من كورونا تعرف على أعراضه وكيف…

الأخبار الأكثر قراءة

وزير الفلاحة المغربي يستعرض مخطط تأهيل 120 مجزرة معتمَدة…
أحمد البواري يؤكد أن مبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع…
هزة أرضية قوية تُثير الهلع لسكان مدينة مراكش وتامنصورت
نزار بركة يحذر من فقدان المغرب 50 مليون متر…
تحسن ملحوظ في نسب امتلاء السدود المغربية مقارنة بالعام…