الرئيسية » عالم البيئة والحيوان
إهدار المياه قضية سياسية وأمنية واقتصادية

لندن - كاتيا حداد

تُعد السياسة المائية في بريطانيا حميدة بالمقارنة مع الكثير من دول العالم، وهذا سبب أدعى للعمل على حماية إمدادات المياه.

وأصبح الجو حار جدا، وكما هو الحال في المملكة المتحدة حينما تشرق الشمس لأكثر من بضعة أيام صيفية، يتزايد الحديث عن نقص المياه وضرورة تخصيص كميات معينة للاستخدام، ومن المؤسف أن المليونيرات الذين يرأسون شركات المياه التي تم تخصيصها لا يقضون وقتا أطول في إصلاح الأنابيب التي تسرب المياه، ووقتا أقل في ملأ جيوبهم، وعلى الرغم من هذا الخلاف وغيره من الجدالات بشأن التهم وسوء إدارة مناطق تجمعات المياه المرتفعة، والفيضانات الدورية في مجرى النهر، فإن سياسات المياه في بريطانيا حميدة نسبيًا.

وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الأمر في أجزاء أخرى كثيرة من العالم المكتظ بالسكان، ليس كذلك، حيث يمثل توفر المياه النظيفة الصالحة للشرب، والمياه للاستخدام الزراعي والصناعي قضية سياسية وأمنية واقتصادية - فضلًا عن إنها حاجة إنسانية أساسية غير ملباة في كثير من الأحيان، ويعد سد النهضة الكبرى الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات جنيه إثيوبي على نهر النيل الأزرق مثالًا على ذلك، عند اكتماله، سيكون أكبر سد في أفريقيا، مما يولد أكثر من ثلاثة أضعاف الطاقة التي ينتجها سد هوفر في الولايات المتحدة، لكن بالنسبة للبعض فهو سبب للحرب.

وتنظر الحكومة في أديس أبابا إلى السد كمشروع مهيب يساعد على تنمية البلاد، كما تستفيد السودان، حيث يندمج النيل الأزرق مع النيل الأبيض في الخرطوم، من الكهرباء الأرخص ومستويات المياه المستقرة على مدار العام، لكن في مصر يُنظر إلى السد على أنه تهديد اقتصادي واستراتيجي، يوفر نهر النيل حوالي 85٪ من مياه مصر، وبالفعل يواجه السكان المتناميون نقصًا مزمنًا في المياه بحلول عام 2025، ومع ذلك تشير التقديرات إلى أن مستويات النيل قد تنخفض بنسبة 25٪ لمدة تصل إلى سبع سنوات، حيث تملأ إثيوبيا الخزان الكبير الذي أنشأه السد.
ويتزايد بلا شك الإحساس بالضعف الناجم عن السيطرة الأجنبية على مورد وطني حيوي، ويمكن ملاحظة مخاوف مماثلة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث تؤدي المنافسة المتزايدة على الموارد المائية الشحيحة إلى تعقيد الصراعات السياسية والدينية والاجتماعية المعقدة بالفعل.

وتُعد السيطرة على إمدادات المياه المنبثقة، على سبيل المثال، من نهري دجلة والفرات، اللذان يتدفقان جنوبًا من تركيا، هي عنصر أساسي في السيطرة السياسية على البلدات والريف في العراق وسوريا، عند إنشاء داعش لخلافتها الملعونة، يُعتقد أنها جعلت مناطق المياه مناطق مسلحة، ويعاني كلا البلدين حاليا من نقص في المياه بسبب نقص النشاط البشري (بما في ذلك السدود الجديدة في تركيا) وتغير أنماط الطقس والتصحر، يجادل البعض بأن السيطرة على المياه يمكن أن تكون حاسمة من الناحية الاستراتيجية.

وأضافت الصحيفة أن الحكومة التي لا تستطيع توفير كميات وفيرة من المياه، وبالتالي ضمان ظروف النظافة الأساسية والرعاية الصحية والصرف الصحي، قد لا تستمر لفترة طويلة، إنه درس تأكد في الأسبوع الماضي في مدينة خرمشهر، في جنوب غرب إيران، حيث تحول الغضب من نقص مياه الشرب النظيفة إلى احتجاجات عنيفة مناهضة للنظام، كما إنه ليس من قبيل الصدفة بالتأكيد أن البلدان الأفريقية والآسيوية التي تكون فيها إمدادات مياه أقل موثوقية هي أيضا من بين أقل البلدان استقراراً وأكثرها فقراً، يموت ملايين الأطفال سنوياً نتيجة لأسباب يمكن تجنبها، بما في ذلك المياه الملوثة، ووفقا لجمعية المساعدة بالمياه الخيرية، لا يزال واحد من كل تسعة أشخاص يعيش بدون مياه نظيفة بالقرب من المنزل.

ويُعد الاحترار العالمي والنمو السكاني هما مزيد من أسباب اتقاد سياسات المياه، في جنوب أستراليا المنكوبة بالجفاف، حيث اندلع خلاف بشأن "التسييس" المزعوم للمشكلة من جانب أولئك الذين جادلوا بأن تغير المناخ كان السبب، حتى عندما، للمرة الأولى، أرسلت الأبقار الحوامل إلى المسلخ لأن المراعي تحولت إلى غبار.

لا يمكن التغلب على إنكار التغير المناخي بين عشية وضحاها، لكن تقدير قيمة المياه والحفاظ على المياه، يمكن أن يبدأ اليوم، لذا إذا طلب منك إيقاف خرطوم الحديقة أو إصلاح المرحاض الذي يسرب المياه، فلا تتردد، قد لا تترك أثراً كبيراً، ولكن هذا أقل ما يمكن أن نفعله.

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

اكتشاف حياة غريبة في أعماق المحيط الهادئ تكشف عن…
العالم يسجل ثاني أعلى خسائر ناتجة عن الكوارث منذ…
6 مناطق تسبب العواصف الرملية في السعودية تعرف عليها
وزير التجهيز والماء المغربي يؤكد أن نسبة تقدم أشغال…
حرائق ضخمة تجتاح ريف اللاذقية وتؤدي إلى إخلاء قرى…

اخر الاخبار

إعلان رسمي عن المجاعة في غزة للمرة الأولى
شراكة عسكرية جديدة بين السعودية والولايات المتحدة
لبنان يبدأ تسلم الأسلحة من المخيمات الفلسطينية
سرايا القدس تبث مشاهد توثق كمينًا استهدف ثلاث دبابات…

فن وموسيقى

تدهور في الحالة الصحية للفنانة أنغام واستمرار معاناتها مع…
سعيدة شرف تؤكد أن حضورها في المهرجانات الغنائية داخل…
تامر حسني يؤكد إستمرار علاقته الفنية مع بسمة بوسيل…
لطيفة تكشف رغبتها في تقديم أغنية مهرجانات وتتحدث عن…

أخبار النجوم

وائل كفوري يستقبل ابنته الأولى من شانا عبود ويختار…
رسالة مؤثرة من زوجة محمد رحيم في عيد ميلاده…
رابح صقر ينعى ابن شقيقته برسالة حزينة ومؤثرة
آمال ماهر تكشف موقفها من العودة إلى لأي علاقة…

رياضة

نجم مغربي جديد ينضم إلى الدوري الإنجليزي الممتاز
فيفا يُحيي ذكرى 20 عامًا لميسي مع الأرجنتين قبل…
محمد صلاح يصنع التاريخ كأول لاعب يفوز بجائزة أفضل…
محمد صلاح يتوج بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي

صحة وتغذية

عادة بسيطة تساهم في تقليل الكوليسترول وتعزيز صحة القلب
الكيتامين لا يعالج الألم المزمن وتحذيرات من آثاره النفسية…
علماء يبتكرون علاجاً ثورياً للسرطان يجمع بين البكتيريا والفيروسات…
فحص دم مبكر يكشف سرطان المبيض بدقة ويمنح أملا…

الأخبار الأكثر قراءة

6 مناطق تسبب العواصف الرملية في السعودية تعرف عليها
وزير التجهيز والماء المغربي يؤكد أن نسبة تقدم أشغال…
حرائق ضخمة تجتاح ريف اللاذقية وتؤدي إلى إخلاء قرى…
الحر يجتاح أوروبا سقوط أربعة قتلى في إسبانيا وفرنسا
حيواناتنا الأليفة تعاني أيضاً في الحرّ، فكيف نحميها