الرئيسية » عالم البيئة والحيوان
أمبر مع الفيل نينغ نونغ

لندن - ماريا طبراني

قرأ كاتب الدراما مايكل موريورغو عن القصص المأساوية للدمار والمعاناة الإنسانية المروعة التي تلت تسونامي عام 2004 وحينها أصيب بالكآبة، ويقول مؤلف كتاب الدراما الحاصل على جائزة War" Horse" موريورغو: "كانت حقا واحدة من الكوارث الطبيعية الرهيبة في عصرنا، وفي خضم الحزن السحيق قرأت قصة صغيرة توحي ببعض الأمل، وكانت القصة عن نجاح فتاة صغيرة في الهروب من شاطئ فوكيت الذي ضربته العاصفة بفضل فيل استطاع إنقاذها، ومن وحي هذه القصة قررت فعل ما أريد، وبالفعل شرعت في كتابة قصة الفيل".


وكانت النتيجة تأليف كتاب ""Running Wild والذي تضمن خيال حول قصة الفتاة التي نجت وبقيت على قيد الحياة، وطغت الدراما على القصة الحقيقية لما حدث للفتاة "أمبر أوين" هذا اليوم، حيث كانت أمبر في عطلة في تايلاند عندما تحول ركوبها للفيل على الشاطئ إلى حكاية غير عادية مزجت بين الشجاعة البطولية وغزيرة الحيوان المميزة، لقد كانت رحلة لمرة واحدة في العمر للفتاة أمبر (8 سنوات) في رحلة لمدة شهر مع والدتها سمانثا وزوجها إيدي، وفي كل صباح كانت أمبر تذهب إلى الشاطئ لرؤية الفيل الذي كان ينقل الأطفال صعودا وهبوطا خارج فندق شيراتون حيث تبقى عائلتها.

وتتذكر أمبر  (20 عاما حاليا)  وتعيش في ميلتون كينزالأحداث قائلة "الفيل يحملنا عبر الشاطئ وإلى البحر، كنت أركب الفيل نينغ نونغ وعمره 4 سنوات حينها وكنت أطعمه الموز كل صباح، وكان يلف خرطومه حولي ويلمسنى بأنفه، وفي صباح يوم تسونامي كان هناك زلزال صغير في الثامنة صباحا لكني لم أفكر كثيرا حول الموضوع، وكنت أركب نينغ نونغ على طول الشاطئ بعد الإفطار لكنه كان قلقا وكان يبتعد عن البحر ثم جائت موجه عالية وصلت إلى كتف الفيل حتى تشبثت جيدا به وشاهدت في رعب الأصدقاء وهم يختفون تحت الأمواج العالية".

ويعد لحظات انحسر المد فجأة ولم تكن أمبر تدري ماذا يحدث، وكانت موجة تسونامي عظيمة على وشك تحطيم الشاطئ، وتقول أمبر " كان نينغ نونغ يعلم مؤكدا ما يحدث، فعندما جرى الناس لالتقاط الأسماك التي ظهرت على الشاطئ بعد انحسار الأمواج كان نينغ نونغ يدري أن هناك شئ خطأ يحدث وبدأ في الجر إلى الداخل بأقصى قوة في إمكانه، وحاول مدرب الفيل إبقائه في الشاطئ قرب البحر لكن الفيل لم يطيعه وظل يحاول الهروب منه"، لقد كانت الغريزة الحيوانية المذهلة هي التي أنقذت حياة الفتاة عندما ضربت الأمواج والدة أمبر وحينها أدركت حجم الكارثة عندما سمعت صراخ على الشاطئ، وتقول سمانثا (47 عاما) " ركضنا إلى الرمال ولأن أمبر كانت دائما مع نينغ نونغ ضرخت: أين الفيل؟ وأخبرني أحدهم أنه مات وحينها شعرت بالذعر لأنني أعلم أن أمبر كانت على ظهره، كنت أحاول التنفس ولكن المياة وصلت إلى ارتفاع عال".

وفي الوقت نفسه اتجه الفيل نينغ نونغ دون علم شمانثا إلى الداخل دافعا جسمه إلى الأمام بقوة ضد التيارات القوية التي تحوم حول كتفيه، ونجح الفيل القوي في تسلق الشاطئ ضد قوة المياة، ومع وقوع المنازل والأشجار بقي الفيل واقفا، وتوقف الفيل عندما وجد جدارا صغيرا وصمد أمام الضغط القوي من ارتفاع منسوب المياة لفترة طويلة حتى يدفع أمبر إلى الجدار لتصل إلى بر الأمان، وتسترجع أمبر الأحداث قائلة " أتذكر أنني كنت خائفة جدا ولكني شعرت بالارتياح لذلك".

وتضيف سمانثا " رأيت نينغ نونغ في الطرف الأخر من الشاطئ في نهاية الجدار وأمبر على ظهره، كنت في حالة هيستيريه من نجاح في إنقاذها، لقد أمسكها وركض إلى الفندق في غرفتنا في الطابق الأول، وبعد أقل من 10 دقائق جاءت موجة تالية واجتاحت غرفتين في الطابق الأرضي"، ولا تعرف أمبر ماذا حدث لنينغ نونغ، مضيفة " لقد أنقذ حياتي، لقد أدرك علامات حدوث شئ سيئ وذهب بي إلى بر الأمان، وسأكون دائما ممتنة له، لقد جعلني أستطيع أن أعيش الحياة، وعلمني في سن مبكرة أن الاشياء الفظيعة يمكن أن تحدث في لحظة وأن الحياة يمكن أن تتغير إلى الأبد".

وظلت سمانثا ممتنة لنينغ نونغ أيضا، ولا زالت ترسل الأموال سنويا للاعتناء بالفيلة في فوكيت، وكانت العائلة محظوظة حيث لم يتأثر الفندق الذين نزلوا فيه بشكل قوي ونجحوا بعد 3 أيام في السفر إلى وطنهم، وتقول سمانثا " قضينا ثلاثة أيام مروعة، بقينا داخل الفندق ولكن من خرجوا أبلغونا عن رؤية عشرات الجثث العائمة على الطريق"، وشعرت أمبر بالسعادة لأن المسرحية الدرامية لموربورغو الجديدة مستلهمة من قصتها، ومن المقرر أن يلتق الإثنان لأول مرة في 10 يونيو/ حزيزان في العرض في مسرح ريجنيت المكشوف، وبيّن الكاتب " عندما يسأني الجمهور عن أصل الكتاب أقول لهم استمعوا إلى قصة أمبر".
ويعرض Running Wild باستخدام خبراء العرائس فيما وراء War Horse في لندن حتى 12 يونيو/ حزيزان.

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزير الفلاحة المغربي يكشف عن دعم يفوق 686 مليون…
المنظمة العالمية للأرصاد تدعو إلى تحرك عاجل لخفض الانبعاثات
زلزال بقوة 7.6 درجة يضرب جنوب الفلبين وتحذير من…
الإمارات تحتضن المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة 2025
سوريا تضع ضوابط جديدة لإقامة المنشآت الصناعية خارج المناطق…

اخر الاخبار

بوريطة يكشف عن إجراءات تأديبية ضد 62 موظفًا بالخارجية…
ماكرون يدعو سوريا للانضمام إلى التحالف الدولي ضد داعش…
يسرائيل كاتس يوجه الجيش الإسرائيلي بتدمير كافة الأنفاق في…
عراقجي يؤكد أن إيران خاضت تجربة التفاوض مع أميركا…

فن وموسيقى

أحمد حلمي وهند صبري يلتقيان في فيلم جديد للمخرج…
أحمد سعد يكشف عن تجربة جديدة في مسيرته الفنية…
آسر ياسين يتحدث عن بداياته في الفن والمعاناة التي…
آمال ماهر تكشف أسرار غيابها وترد على شائعات زواجها…

أخبار النجوم

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
الحكم على محمد رمضان بالسجن عامين ورد فعله يشعل…
هالة صدقي تعبرعن سعادتها بتكريمها في مهرجان VS للأفلام…
ياسمين صبري تدعو لاستعادة الثقة بعد إفتتاح المتحف المصري…

رياضة

رونالدو يؤكد قوة الدوري السعودي ويصف التسجيل فيه بأنه…
جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء
يامال يرفض المقارنات بميسي ويركز على تحسين أداء الفريق
إصابة أشرف حكيمي تبعده عن الملاعب وتثير القلق حول…

صحة وتغذية

بعض الأدوية الشائعة المستخدمة يومياً تؤثر سلبا على فعالية…
الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة
خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة

الأخبار الأكثر قراءة

وزير الزراعة والري السوداني يؤكد أن بلاده تتعافى ولن…
أحمد البواري يبرز إستراتيجية البحث والتكوين لمواجهة تحديات الفلاحة…
المملكة المغربية تقتحم سوق الهيدروجين الأخضر ويعزز موقعه كمركز…
تسارع دوران الأرض قد يؤدي إلى تقصير الأيام وزيادة…
وزارة الانتقال الطاقي في المغرب تُخصص 318 مليون سنتيم…