الرئيسية » حوارات وتقارير

الدارالبيضاء ـ حاتم قسيمي

نفى الناشط الجمعوي المغربي محمد أمجيد، أيّامًا قليلة قبل وفاته، أنّه قد كتب مذكراته، مبيّنًا أنّه يرفض إزعاج أحد، داعيًا الأحزاب المغربيّة إلى فهم مضمون خطاب الملك محمد السادس الأخير، والدستور الجديد الذي أقره، والتوقف عن التلاعب بإرادة الشعب، منتقدًا ما أسماه بـ "مرتزقة السياسة والدين"، ومؤكّدًا أنَّ حزب "العدالة والتنمية" لا يحكم وحده، وأنّ هناك ملك يعمل بـ"سبعة أرواح"، على حد تعبيره. وبشأن موقفه من اعتلاء حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي سدّة الحكم، وقدرته على إدارة شؤون المغرب، أوضح الراحل أمجيد، في حديث إلى "المغرب اليوم"، أنَّ "حزب العدالة والتنمية أفرزته نتائج ما يعرف بالربيع العربي، وكان من الطبيعي جدًا أن يتولى إدارة شؤون البلاد، في ضوء الفراغ والتراجع الكبيرين، الذي شهده المشهد الحزبي"، مشيرًا إلى أنَّ "غالبية الأحزاب أعلنت إفلاسها، وعدم قدرتها على الاستجابة لتطلعات الشعب، فكان من الضروري إعطاء الفرصة لحزب جديد، لم يمارس العمل الحكومي من قبل"، معتبرًا أنَّ "الأحزاب المعادية لهذا الحزب هي التي تمارس سياسة التخويف". وأكّد أمجيد أنَّ "الشعب اختار حزب العدالة والتنميّة، والتخوّفات من الانقلاب على الملك، ما هي إلا شائعات"، مشدّدًا على "ضرورة احترام الإرادة الشعبيّة"، موضحًا أنَّه "لا معنى للتشكيك في قدرة الحزب على تدبير المرحلة السياسية الراهنة، لاسيما أنَّ المغاربة يعرفون الشريعة والإسلام، قبل ظهور هذا الحزب في حياتنا السياسية، وكل الكلام عن محاولة الحزب بسط هيمنته على مؤسسات الدولة، وتشكيله جبهات ضغط، بغية احتواء المشهد السياسي في المستقبل، مجرد كلام فارغ يردّد في الصالونات"، حسب تعبيره. وأشار، بشأن التخوف من تكرار سيناريو "الإخوان" في مصر، الذين كانوا في طريق الهيمنة على مؤسسات الدولة، إبان بداية حكم محمد مرسي، إلى أنَّ "حزب العدالة والتنمية لا يحكم وحده، هناك ملك يعمل بسبعة أرواح، وهو صاحب جميع المبادرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المؤثرة، ثم هناك غالبية حكومية، تتشكل من أطياف سياسية مختلفة، تساهم بدورها في العمل إلى جانب حزب العدالة والتنمية، ولن تسمح بأن يكون وزراؤها مجرد أشباح في هذه الحكومة". وفي موقفه من حركة "20 فبراير"، بيّن أنَّ "شباب الربيع المغربي خرجوا ليعبروا عن سخطهم من الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يجتازها المغرب، لكن للأسف، وقع تلاعب في مسار هذه الحركة، حيث دخل بعض مرتزقة السياسة والدين فأفسدوها"، موضحًا أنَّ "المرتزقة المعنيّين هم الذين يتخذون من السياسة وسيلة إلى السرقة والنهب، تحت راية النضال". وبشأن أداء الأحزاب، لفت إلى أنَّ "المغاربة لا يعرفون إلا الأحزاب الستين الموجودة، ولا يعرفون ما تفعله، الملك محمد السادس هو صاحب الإنجازات الكبرى، أما الأحزاب فهي قاصرة عن لعب أي دور في الحياة السياسية، بل إنها فشلت في التجذّر، وظلّت معزولة، وفي شرود تام عن الواقع المجتمعي". وعن أهمّ الإنجازات التي قدّمتها مؤسسة "أمجيد للمبادرات الاجتماعية والرياضية"، التي أشرف على إدارتها شخصيًا لأعوام عدّة، أضاف "منذ صباي وأنا أومن بثلاث أديان هي الإسلام، والرياضة، والشأن الاجتماعي، ومادام العمر باق، فلن أتوقف عن العمل لصالح بلدي، أنصت للمواطنين، وأتعرف على مشاكلهم واحتياجاتهم، وأساهم قدر المستطاع في حلها، وللمؤسّسة مشاريع مهمة، في مختلف المدن، وفي عدد من المجالات التي تخدم المواطن والكفاءات المغربيّة، التي أفخر بها جميعًا". وكان أمجيد يرى، إبان حياته، أنَّ "المغرب، في ضوء الحراك العربي، سينجح في تجاوز أزماته، على الرغم من كيد الأعداء، الذين يتربصون بالشعب المغربي"، لافتًا إلى أنَّ "على الأحزاب أن تعي جيدًا مضمون خطاب الملك الأخير، والدستور الجديد الذي أقره، ويتوقف صقورها عن التلاعب بإرادة الشعب". وشدّد أمجيد على أنّه "لم يكتب مذكّراته، لأنه يرفض إزعاج أحد على الرغم من أنّه عمل لأعوام في المجال الاجتماعي والجمعوي والرياضي، وكانت له علاقات وطيدة مع الملك الراحل الحسن الثاني، وتربطه علاقة قوية أيضًا مع الملك محمد السادس، وخبر دهاليز السياسة ورجالاتها، والتقى مع وجوه شتى من عالم الفن، والرياضة، والإعلام"، مشيرًا إلى أنَّ "من يريد الاطلاع على مواقفي وآرائي فهي موجودة ومنشورة عبر وسائل الإعلام، الكتب لم تعد موضة هذا العصر، ولا أحد أصبح يرغب في القراءة". وفي ختام حديثه إلى "المغرب اليوم"، أكّد الرئيس السابق للجامعة الملكية المغربية للتنس أنّ "علاقته انتهت مع الجامعة كمؤسّسة، ولكنه يحتفظ بعلاقات وطيدة مع أهلها، ومارس دوره في النهوض بالقطاع الرياضي في مجمله". يذكر أنَّ أمجيد، الذي توفي في 20 آذار/مارس 2014، عن سن يناهز 97 عامًا، يعتبر ذاكرة حيّة، يتعايش داخلها السياسي والرياضي والاجتماعي، بدأ حياته مناضلاً إلى جانب المهدي بنبركة، وانتهى به المطاف فاعلاً جمعويًا، وخاض معارك ضارية ضد إدريس البصري، وضد الأحزاب السياسية، على الرغم من أنّه مارس السلطة ونال، طيلة ولاية كاملة، صفة "نائب محترم". ويعدُّ الراحل من قيدومي المسيرين الرياضيين المغاربة، حيث قضى 45 عامًا على رأس الجامعة الملكية المغربية لكرة المضرب، حقّق خلالها نتائج خالدة، رفقة أبطال في قيمة العيناوي، وأرازي، والعلمي.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

عراقجي يؤكد لم نكن نريد الحرب لكننا كنا مستعدين…
نواف سلام يعمل لحماية لبنان من المغامرات واستقرار سوريا…
ترمب يؤكد أنه لا استعجال في التفاوض مع إيران…
المبعوث الأميركي إلى سوريا يؤكد أن نزع سلاح حزب…
عراقجي يؤكد تلقي رسائل أميركية بشأن التفاوض ويجدد تمسك…

اخر الاخبار

لبنان ينفي تلقّيه مقترحات غربية بمناطق عازلة في الجنوب
فشل محادثات إيران وأوروبا في إسطنبول والضغوط تتصاعد لإحياء…
سقوط قتلى وجرحى في هجوم استهدف مبنى محكمة في…
إرتفاع حصيلة القتلى إلى 32 في ثالث أيام المعارك…

فن وموسيقى

محمد فراج يعود بمسلسل كتالوج في تجربة إنسانية عميقة…
أنغام تنفي إصابتها بسرطان الثدي وتطمئن جمهورها قبل طرح…
لطيفة تؤكد أن ألبوم "قلبي ارتاح" يعكس روحها وأعادت…
جيهان الشماشرجي سعيدة بتجسيد دور مركب ومعقد في فيلم…

أخبار النجوم

نجوم الفن يدعمون أنغام برسائل مؤثرة بعد أزمتها الصحية
احتفال جينيفر لوبيز بعيد ميلادها الـ56 وتألق لافت بإطلالة…
فيروز تنعي ابنها زياد الرحباني بكلمات مؤثرة
أنغام تخضع لجراحة استئصال ورم من البنكرياس وفحوصات لتحديد…

رياضة

ريال مدريد يستعد لجني أرباح ضخمة بعد إعلان مبابي…
ليفربول يضم موهبة مصرية جديدة كريم أحمد يوقع عقده…
قطر مرشحة لاستضافة النسخة الثانية من مونديال الأندية
والد لامين يامال يعلق على أزمة احتفال "عيد الميلاد"

صحة وتغذية

معدل مشي يومي جديد يساعد في الوقاية من الأمراض…
وزير الصحة المغربي يكشف تفاصيل مرسوم جديد لخفض أسعار…
ابتكار طبي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتشخيص أمراض القلب بشكل…
التمارين الرياضية تفتح باب الأمل للتخلص من الأرق وتحسين…

الأخبار الأكثر قراءة

الرئيس الإيراني يؤكد أن بلاده لم تسعى للحرب وترفض…
عراقجي يرفض دعوات التهدئة ويؤكد أن الحديث عن ضبط…
رافائيل جروسي يُعلن دخول مصر مرحلة جديدة في الطاقة…
وزير الخارجية السوري يُؤكد أن بلاده تدخل إلى مرحلة…
غوتيريش يؤكد أن غزة تشهد أكثر فترات النزاع وحشية…