الدارالبيضاء - محمد خالد
تُشكِّل الموارد المالية صداع في رأس كل رؤساء أندية كرة القدم في المغرب، حيث تعاني أغلب الفرق من غياب سيولة مالية ثابتة تُدبر من خلالها شؤونها الداخلية. واشتكى مجموعة من الرؤساء من هذا العامل، واعتبروه حجر عثرة أمام أنديتهم، ما جعل الكثير منها تعاني من مشاكل كبيرة مع اللاعبين والموظفين والعمال، بسبب التأخر في أداء الأجور. وباستثناء فريق الجيش الملكي، المنتمي إلى المؤسسة العسكرية، والذي يتوفر على ميزانية جيدة، فإن كل الأندية الـ15 الأخرى التي تلعب في دوري الدرجة الأولى، تعاني الأَمَرِّين في تدبير الأمور المالية بدرجات متفاوتة. وفي هذا الإطار اعترف رئيس الرجاء الرياضي البيضاوي، محمد بودريقة، أنه "فشل في توفير موارد مالية للفريق الأخضر"، مشيرًا إلى أن "تلك النقطة هي الوحيدة التي لم ينجح في تحقيقها من ضمن الوعود الانتخابية التي قطعها على نفسه حين ترشح لتولي رئاسة النادي بداية الموسم الماضي". وأكَّد بودريقة، في مداخلة له في لقاء صحافي، عقد الخميس الماضي، في الدارالبيضاء، أنه "سيكون من الصعب جدًّا على الأندية المغربية أن تكون في منأى عن الأزمات المالية المتتالية، مادام أنها لا تستفيد بشكل جيد من عائدات النقل التلفزيوني". وأضاف، أنه "في جميع دول العالم بما فيها المجاورة لنا، مثل: تونس ومصر، تحصل الأندية على أموال طائلة من النقل التلفزيوني الذي يبقى المورد الأساسي لها، لكن في المغرب، موارد كل نادٍ من نقل مبارياته لا تتجاوز 350 ألف دولار سنويًّا، وهذا مبلغ ضئيل جدًّا، لا يكفي لسد أبسط المتطلبات". وأشار بودريقة إلى أن "كتلة الأجور في نادي بحجم الرجاء تتجاوز 180 ألف دولار شهريًّا، وأن هذا المبلغ من الصعب تدبيره بشكل شهري ودوري في ظل غياب موارد مهمة". من جهته، اشتكى رئيس المغرب الفاسي، مروان بناني، من مشكلة الموارد المالية، وقال في تصريحات خاصة إلى "المغرب اليوم"، أنه "اضطر بالإضافة إلى بعض أعضاء مجلس الإدارة إلى تقديم هبات من مالهم الخاص، من أجل توفير مبالغ مالية لتأدية أجور ومستحقات اللاعبين، آخرها هبة بقيمة 90 ألف دولار الشهر الماضي". وهذا ما أكده أيضًا رئيس فريق المغرب التطواني، عبدالمالك أبرون، الذي اضطر إلى تنظيم اكتتاب لتوفير الأموال اللازمة من أجل تأدية أجور وموظفي النادي، في المقابل لجأ فريق الوداد إلى سياسة أخرى، تتمثل في ترشيد النفقات، والتقشف من أجل الحيلولة دون السقوط في أزمة مالية. ومن أجل دعم الفريق والدفع به نحو المنافسة بقوة على لقب البطولة، أعلن المكتب المسؤولي في نادي الوداد، عن "رفع المنح المخصصة للاعبين من أجل تحفيزهم على الفوز، وسيتم تدبير المبالغ التي ستدفع للاعبين من خلال مساهمات مشاركي النادي، الذين وفروا في الأسابيع الأخيرة قرابة 400 ألف دولار من خلال اشتراكاتهم". وإذا كان هذا حال الأندية العريقة، ذات القاعدة الجماهيرية الكبيرة، فإن هناك أندية أخرى تعاني من أزمات مالية طاحنة، وتكابد من أجل تدبير المالية التي تبقى أكبر عائق يقض مضجع كل الأندية في ظل غياب موارد مالية ثابتة ودائمة. وبدأت بعض الأندية أخيرًا في استحداث طرق جديدة تضمن لها موارد مالية، من خلال إطلاق مشاريع جديدة، كما فعل الرجاء أخيرًا بإطلاقه مشروع "رجا سطور"، وهو عبارة عن سلسلة من المحلات التجارية التي ستبيع منتجات النادي، في المقابل تنتظر أندية أخرى دخول مستثمرين أغنياء على الخط كما هو الشأن بالنسبة للوداد والمغرب الفاسي، في المقابل تعتمد أخرى على دعم مؤسسات عمومية، مثل: أولمبيك خريبكة، وأولمبيك آسفي.