الرئيسية » تقارير
الرئيس الأميركي دونالد ترامب

لندن - المغرب اليوم

من غريتا ثونبرغ إلى دونالد ترامب ومن شركات الطيران إلى شركات النفط، أصبح الجميع ينادي فجأة بزراعة الأشجار.

تعهّدت الحكومة البريطانية بزراعة ملايين الأشجار سنوياً في حين تخطط دول أخرى بزراعة عدد يصل إلى مليارات الأشجار سنوياً.لكن هل هذه الطموحات قابلة للتحقيق؟ ما مقدار ثاني أكسيد الكربون الذي تسحبه الأشجار حقاً من الغلاف الجوي؟ وما هو مصير غابة على مدى العقود التالية؟كم شجرة ستزرع المملكة المتحدة؟بدت الانتخابات العامة في بريطانيا العام الماضي وكأنها مسابقة لمن يكون صديقا للبيئة.وتعهد المحافظون خلال الانتخابات بزراعة 30 مليون شجرة في السنة في خطوة ترفع من سقف التوقعات. مما دفع منتقدي الحكومة إلى التساؤل عما إذا كان هذا العدد قابل للتنفيذ وبخاصة أن الحكومات السابقة لم تتمكن من تنفيذ وعودها في هذا المجال رغم أن تعهداتها كانت أبسط.وإذا تمّ تحقيق معدل الزراعة الجديد، ستغطي الأشجار الخضراء نحو 17 في المئة من مساحة بريطانيا، مقابل 13 في المئة الآن.وتعتبر زراعة الأشجار فكرة شائعة لأنّ الغابات ليست جميلة فحسب، بل إنها مفيدة أيضاً: فهي تدعم الحياة البرية وتساعد في منع مياه الفيضانات وتوفّر الأخشاب.وتمتصّ الأشجار ثاني أكسيد الكربون - الغاز الرئيسي الذي يسخن الكوكب - لذلك يرى الكثيرون أن زرع المزيد منها هو الحل لمكافحة التغيير المناخي.وتسحب غابات المملكة المتحدة حالياً حوالي 10 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، لكنّ الأمل يكمن في مضاعفة هذه النسبة.وقد ينطوي ذلك على قرارات حاسمة حول مكان تحويل الحقول إلى غابات: على سبيل المثال، هل يجب زراعة الأشجار حيث تزرع المحاصيل أو حيث ترعى الماشية أو الأغنام؟.ولأنّ الحصول على عائد مادي من الأشجار قد يستغرق عشرات السنين، ينتظر العديد من المزارعين وملاك الأراضي، الحكومة لإعلان تحفيزات جديدة.هل يمكن زراعة هذا الكم من الأشجار؟نعم، بوجود الأشخاص المناسبين.لقد شاهدت فريقاً من الأشخاص في العشرينات من عمرهم وهم يعملون في مشروع لهيئة الغابات في نورفولك وكانت سرعتهم استثنائية. عندما بدأوا العمل، قمت بملاحظة أنّ كل واحد منهم يزرع شجرة كل أربع ثوان تقريباً. ما يعني انهم يمكنهم زراعة ما بين 2000 و4000 شجرة خلال يوم واحد.يمكن للآلات القيام بالمهمة - كما الطائرات من دون طيار - ولكنّ القوة البشرية هي الطريقة المجربة والمختبرة. ويمكن كسب أموال جيدة من زراعة الأشجار - حوالي 7 بنسات لكل شجرة.وكانت هذه الطريقة شائعة جداً بين الطلاب في كندا كمهمة صيفية. لكنّ دب الحماس لدى الشعب البريطاني قصة مختلفة.وجدت ليز بويفين، التي توظف شركتها "توموروز فوريستس" الفريق الذي قمت بزيارته، أنّ الكنديين والأستراليين ومواطني أوروبا الشرقية هم الذين يشتركون بشكل دائم في برامج زراعة الأشجار.وشككت بويفين فيما إذا كان هناك ما يكفي من الأشخاص المدربين في بريطانيا لدعم خطط الحكومة في زيادة نسبة الزراعة.وقالت "أنت بحاجة إلى قوة عاملة كبيرة لتحقيق الأرقام المطلوبة وهذا ليس موجوداً في الوقت الحالي".ما هي المشاكل التي يمكن أن تواجه الخطة؟تنمو الأشجار ببطء شديد، لذلك لا يكفي زراعتها ثمّ تركها لتنمو وحدها.فالشتلات في سنواتها الأولى تكون معرّضة بشدة لقائمة طويلة من التهديدات: الجفاف والعواصف والآفات والأمراض. لذا من الممكن أن يموت نحو ربع أشجار الغابة المزروعة حديثاً.ويمكن للأشجار التي استطاعت البقاء على قيد الحياة إلى عمر 20-30 سنة فقط أن تسحب كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون. وفي هذه المرحلة، سوف تزدهر الغابة فقط في حال تمت إزالة بعض الأشجار أو "قلّمت" للسماح بمساحة أكبر للأشجار الأخرى حولها كي تنمو.وإذا تم استخدام أخشاب الأشجار التي تم تقليمها في المباني، فسيبقى الكربون محاصراً. إلا أنه في حال تركت الأشجار ولم يهتم أحد بها، فسينتهي بها بالأمر بالموت وستطلق بذلك كل الكربون التي قامت بتخزينه.

زارعو الأشجار يستريحون في غابة ثيتفوردBBC

يأتي العديد من الأشخاص من دول مثل كندا وأستراليا لزرع الأشجار في بريطانيا

ولذلك يقول ستيوارت غودآل، الذي يدير رابطة للصناعات الحرجية في المملكة المتحدة، إنّ المفتاح لنجاح خطة الحكومة يمكن في وضع خطة جيدة للمشروع. مضيفاً انه قلق من أن هوس الأشجار قد يتحول إلى موضة عابرة.قائلاً: "لا نريد أن يستعجلنا أناس اهتموا فجأة بزراعة الأشجار قد يهربون في غضون 5 إلى 10 سنوات".

هل يمكن للأشجار أن توقف تغير المناخ؟

الإجابة على هذا السؤال أكثر تعقيداً ممّا تعتقد.تستخدم الأشجار ثاني أكسيد الكربون كجزء من عملية البناء الضوئي - حيث ينتهي الكربون في الأغصان والجذع والجذور. ولكن في الوقت نفسه، تتنفس تلك الأشجار وتخرج كمية من ثاني أكسيد الكربون.لهذا السبب، وصف الناس على مر السنين الأشجار بأنها "تتنفس" - بما أنها تستنشق وتدفق مجموعة من الغازات. وبذلك تبيّن أنّ فهم كيفية عمل هذا التدفق أمر صعب للغاية.وكان الأستاذ روب ماكنزي، من جامعة برمنغهام، صادقاً بشأن وجود نقص في المعرفة قائلاً: "هناك الكثير من الأشياء التي لا نعرفها عن الحركة الدقيقة للكربون".ويتمّ تثبيت أدوات على جذوع الأشجار وعلى الأرض لقياس كل جانب من جوانب كيفية تنفس الأشجار. وأظهرت الأبحاث حتى الآن أنّ كل متر مربع من الأشجار يستهلك نحو 1700 غرام من ثاني أكسيد الكربون كل عام بينما يخرج 1200 غرام في الوقت ذاته.وكلما كبرت الغابة، كلما تصبح هذه التدفقات أكثر توازناً. ويقول البروفيسور ماكينزي إنّ الأمر سيكون "كارثة" إذا اعتمدت الحكومات والشركات على الغابات "للتخلص من فوضى" تلوّث الهواء بالكربون.كما يرسم ماكينزي صورة للخطأ الذي يمكن أن يحدث قائلاً: "نزرع الأشجار ونعتقد أننا قمنا بالمهمة وننسى أمرها وما يبقى لدينا أخيراً هو أرض مريضة مهجورة لا يهتم بها أحد".ما هو الحل إذاً؟يكمن الحل جزئياً في ضمان اختيار الأشجار المناسبة والتأكد من استفادة السكان المحليين منها.قامت إليانور تيو بالبحث في أفضل الخيارات في غابة ثيتفورد، في منطقة نورفولك، التي زرعت في معظمها بعد الحرب العالمية الأولى.في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، قامت الحكومة بالتشجيع على الزراعة عبر توزيع أنواع متقاربة من الصنوبريات - ممّا يعني أنها كانت عرضة للآفات والأمراض نفسها.وتشير إليانور إلى انه من المهم التأكد من أن تكون الغابات المستقبلية أكثر مرونة.وتقول: "الأمر يشبه إلى حدّ ما، التأكد من عدم وضع كل بيضك في سلة واحدة". مضيفة: "قد يبدو أنّ زراعة نوعين متقاربين من الأشجار الأول جيد لصنع الأخشاب والآخر جيد لتخفيف الكربون، هو الشيء المناسب. إلا أنّه وفي حال عدم تأقلم هذا النوع من الأشجار مع أي مرض يصيبهم، فستموت الغابة بأكملها".وبالنسبة إلى ناتالي سيدون، أستاذة التنوع البيولوجي في جامعة أكسفورد، من المهم ألا يتمّ فرض مخططات الحراجة على السكان، خصوصاً في البلدان النامية، وإشراكهم بالمخطط بدلاً من ذلك.وتؤكد سيدون نجاح هذه الخطط في بعض البلدان كأثيوبيا على سبيل المثال وفشلها في أخرى.في الصين، نجح مخطط لتشجير غابات في شمال غرب الصين في حماية الأشخاص الذين يعيشون هناك من العواصف الترابية - وهو تطور إيجابي - إلا أنّ نمو الأشجار أدى بعد ذلك إلى نقص في المياه في القرى الواقعة أسفل الغابات.ولهذا تقول: "فكرة أنه يمكنك ببساطة شراء الأراضي وزراعة الأشجار هو تبسيط كبير للأمور - إذ يمكن لذلك في بعض الأحيان إلحاق ضرر أكثر من المنفعة".  

وقد يهمك أيضاً :

ثلاث هزات أرضية تضرب وسط إيطاليا دون ورود أنباء

3 هزات أرضية خفيفة بقوة 3.2 تضرب وسط وشمال سورية

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

هزة أرضية بقوة 4.10 درجات تضرب ضواحي مراكش ومدينة…
هزة أرضية قوية في عدد المدن المغربية
نزار بركة يُعطي انطلاقة أشغال تثنية طريق إقليمي في…
البرلمان البريطاني عاجز أمام غزو الفئران
فلاحون بن سليمان في المغرب يستبشرون خيراً بالأمطار الأخيرة

اخر الاخبار

وزير الخارجية السعودي المملكة تؤمن بأن"حل الدولتين" مفتاح لاستقرار…
حماس تدين تصريحات ترامب بشأن إنكار المجاعة وسرقة المساعدات…
مجلس الأمن يعقد اجتماعه حول سوريا ويستعرض الأوضاع السياسية…
ثلاثة وزراء مغاربة مرشحون لخوض الانتخابات التشريعية لـ2026 في…

فن وموسيقى

محمد فراج يعود بمسلسل كتالوج في تجربة إنسانية عميقة…
أنغام تنفي إصابتها بسرطان الثدي وتطمئن جمهورها قبل طرح…
لطيفة تؤكد أن ألبوم "قلبي ارتاح" يعكس روحها وأعادت…
جيهان الشماشرجي سعيدة بتجسيد دور مركب ومعقد في فيلم…

أخبار النجوم

بسمة بوسيل تكشف عن علاقتها بتامر حسني وتؤكد أنهما…
آمال ماهر تحقق إنجازاً غير مسبوق على تيك توك…
نجوم الفن يدعمون وفاء عامر بعد اتهامها بتجارة الأعضاء
نجوم الفن يدعمون أنغام برسائل مؤثرة بعد أزمتها الصحية

رياضة

يوفنتوس يسعى لضم المغربي سفيان أمرابط من فنربخشة التركي…
ريال مدريد يستعد لجني أرباح ضخمة بعد إعلان مبابي…
ليفربول يضم موهبة مصرية جديدة كريم أحمد يوقع عقده…
قطر مرشحة لاستضافة النسخة الثانية من مونديال الأندية

صحة وتغذية

معدل مشي يومي جديد يساعد في الوقاية من الأمراض…
وزير الصحة المغربي يكشف تفاصيل مرسوم جديد لخفض أسعار…
ابتكار طبي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتشخيص أمراض القلب بشكل…
التمارين الرياضية تفتح باب الأمل للتخلص من الأرق وتحسين…

الأخبار الأكثر قراءة