صدر كتاب على هامش السيرة للدكتور طه حسين عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ،و يقع الكتاب في 718 صفحة من القطع المتوسط. ويشمل الكتاب مقدمة وفصول تتناول حفر زمزم والتحكيم والفداء والاغراء والبين والقضاء والردة والطاغية والبشير ،وراهب الإسكندرية واليتيم والحاضنة والمراضع والبر والفيلسوف الحائر وراعي الغنم وحديث باخوم وصاحب الحان ،ونادي الشيطان وصريعا لحسد وسيد الشهداء وذو الجناحين وحديث عداس ومصعب بن عمير وطريد اليأس ونزيل حمص والوفاء المر وطبيب النفوس وشوق الحبيب إلى الحبي والقلب الرحيم. ويقول الدكتور طه حسين في تقديمه للكتاب: هذه صحف لم تكتب للعلماء ولا للمؤرخين لأني لم أرد بها إلى العلم ولم أقصد بها إلى التاريخ وإنما هي صورة عرضت لي أثناء قراءتي للسيرة فأثبتها مسرعا و لم أجد بنشرها بأسا ولعلي رأيت في نشرها شيئا من الخير فهي ترد على الناس أطرافا من الأدب القديم قد أفلتت منهم وامتنعت عليهم فليس يقرؤها منهم إلا أولئك الذين اتيحت لهم ثقافة واسعة عميقة في الأدب العربي القديم وانما لتلتمس الذين يقرءون ماكتب القدماء في السيرة وحديث العرب قبل الاسلام فلا تكاد تظفر بهم. وتابع الدكتور طه حسين في مقدمته: وأحب أن يعلم الناس أيضا أني وسعت على نفسي في القصص ومنحتها من الحرية في رواية الأخبار واختراع الحديث مالم أجد به بأسا إلا حين تتصل الأحاديث والأخبار بشخص النبي أو بنحو من أنحاء الدين فاني لم أبح لنفسي في ذلك حرية ولاسعة وانما التزمت ماالتزمه المتقدمون من أصحاب السيرة والحديث ورجال الرواية وعلماء الدين. وهذا الكتاب تقدمه الهيئة العامة لقصور الثقافة في ذكرى مرور أربعين عاما على رحيله، " ليكون باكورة ماتطبعه الهيئة احتفاء بقيمة العميد ، غير خفي ما قدمه الدكتور طه حسين للثقافة العربية ولآدابها من قيمة فكرية رفيعة المقام ومن اسهام أدبي ونقدي وتنويري يصعب على مقولة أن تحصيه أو أن تجمع درره .