الرئيسية » اقتصاد دولي

لندن - بي. بي.سي

قال وزير المالية البريطاني السابق أليستير دارلينغ إن الإخفاق الذي مني به منذ خمسة أعوام بنك ليمان براذرز للاستثمار كاد أن يقود البنوك في بريطانيا والولايات المتحدة إلى انهيار "وشيك".حيث كان إخفاقه ذلك بمثابة بداية للأزمة المالية العالمية، التي هرعت فيها كل حكومات العالم لمنع وقوع انهيار مالي محتمل، بينما لا يزال الاقتصاد العالمي يواجه كسادا مستمرا حتى الآن.وقال دارلينغ، والذي كان يعتبر الرجل الأساسي في قرارات إنقاذ البنوك البريطانية كبنك آر بي اس وبنك لويدز/اتش بي أو اس، إنه وحتى قبل انهيار بنك ليمان، "كانت مواجهتنا للأزمة مجرد مسألة وقت".وقال دارلينغ للبرنامج الاقتصادي اليومي لبي بي سي: "مع بداية شهر سبتمبر/أيلول، كان واضحا بالنسبة لي أن المصارف البنكية تعاني من أزمة شديدة وأنها ستواجه نهاية صعبة."وفي يوم الجمعة الثاني عشر من سبتمبر/أيلول عام 2008، كان هانك بولسون وزير الخزانة الأمريكي أنذاك قد وجه سؤالا إلى دارلينغ حول ما إذا كانت بريطانيا ستسمح لبنك باركليز بشراء ليمان براذرز.تأثر الصدمةوأضاف دارلينغ: "قلت في ذلك الوقت إنه من المستحيل أن توافق الحكومة البريطانية على أن يقوم بنك بريطاني بشراء بنك آخر أمريكي يعاني من الإفلاس."وتابع قائلا: "فقد كانت تأثيرات تلك الخسائر ستقع في النهاية على دافعي الضرائب في بريطانيا."وخلال أيام، وبالتحديد في الخامس عشر من سبتمبر/أيلول، أعلن بنك ليمان براذرز إفلاسه في خطوة كان لها تأثير الصدمة على أسواق المال في العالم.ومنذ ذلك الحين والشكوك تدور حول ما إذا لم تكن السلطات الأمريكية قد أحسنت تقدير المشكلات التي يواجهها قطاع المال.وقال دارلينغ: "أتذكر أنني تساءلت أمام المسؤولين عندي في ذلك الوقت عما إذا كانوا يقدرون على تسيير الأمور. وقد أدى ذلك إلى جعل البنوك في أمريكا وبريطانيا تواجه مرحلة انهيار وشيك خلال ثلاثة أسابيع."وتابع قائلا: "مع انهيار بنك ليمان، بدأ الناس في السعي وراء البنوك الأخرى أيضا، وهو ما زاد من تفاقم الوضع."ومع أن الإدراك المتأخر لضرورة دعم البنك زاد من توسع الأزمة المالية، إلا أنه كان هناك دعم سياسي ضئيل في الولايات المتحدة من السلطات لإنقاذه.وقال كينيث روغوف، أستاذ الاقتصاد بجامعة هارفارد: "ببساطة، كان حجم خطة الإنقاذ الضرورية لإصلاح الأمور مستحيلا من الناحية السياسية.""أمر مرعب"وقد يعتبر انهيار البنك بمثابة بدء الأزمة المالية، إلا أنه لم يكن هناك سبب واحد بعينه وراء ذلك.فيما يرى المحللون أن أسعار الفائدة كانت تشهد تراجعا كبيرا لفترة طويلة جدا، وهو ما سمح للشركات والدول والمقترضين العاديين من مراكمة كميات كبيرة من القروض.وقالت جيسيكا غراوند من شركة شرودرز العالمية المتخصصة في إدارة الأصول: "من السهل بعد فوات الأوان توجيه انتقادات للقرارات التي جرى اتخاذها. وكان على المستثمرين بدلا من دافعي الضرائب أن يتحملوا جزءا أكبر من تلك المعاناة."إلا أنها أضافت أنها ترى أن الإيجابيات التي نتجت عن المحافظة على الأمور تسير سيرا طبيعيا تغلب السلبيات.فمع موجات التأثير الآخذة في الانتشار على نطاق واسع نتيجة لانهيار بنك ليمان، أجبرت حكومات أخرى على أن تسارع في رد الفعل بدعم بنوكها التي قد تتعرض للأزمة.وبحسب دارلينغ، كان مسؤولو الخزانة في بريطانيا يعملون بالفعل على وضع خطة طوارئ بنكية، لأن "مواجهة مثل هذه الأزمة باتت مجرد مسألة وقت".وتابع قائلا: "كان السؤال يتمثل فيما إذا كنت ستواجه تلك الأزمة بطريقة تساعدك على اجتيازها أم بطريقة قد تؤدي إلى نتائج كارثية."ويتذكر وزير المالية السابق قائلا: "وقعت أسوأ اللحظات التي مررت بها بعد ذلك بثلاثة أسابيع، عندما أجريت اتصالا هاتفيا مع إدارة البنك البريطاني والبنك الملكي الاسكتلندي، حيث قالا لي بأنهما لن يصمدا سوى لساعتين أو ثلاث ساعات، وكان ذلك البنكان من أكبر بنوك العالم في ذلك الوقت. لذا كان ذلك أمرا مرعبا"."كارثة اجتماعية"ولم يكن ذلك خيارا يقبله دارلينغوقال:حيث يرى أنه كان من الممكن لتلك التأثيرات أن تؤدي إلى اضطرابات في العالم الغربي كله، قد تقوده إلى عصور الظلام.ويعقب دارلينغ بأن أي حكومة مسؤولة لن تسمح حتى في الوقت القريب أن تواجه البنوك الكبيرة أي انهيارات. فببساطة، ستكون مخاطر ذلك على الاقتصاد والمجتمع بشكل عام كبيرة جدا.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

ترامب يعاقب الهند برفع الرسوم بسبب "النفط الروسي"
تراجع اليورو أمام الدولار الأميركي مع تجدد الضغوط التضخمية…
الاتحاد الأوروبي يعلق على الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة…
مجلس إدارة "تسلا" يوافق على منح أسهم بقيمة 29…
صرف 10% فقط من المساعدات الأميركية لغزة

اخر الاخبار

ألمانيا توقف الصادرات العسكرية لإسرائيل وتحث على وقف النار…
الرئاسة الفلسطينية ترفض القرارات الإسرائيلية الأخيرة لاحتلال غزة وتهجير…
كير ستارمر يدعو حكومة الاحتلال الإسرائيلي لإعادة النظر في…
وزارة العدل المغربية تثمن قرار المحكمة الدستورية بشأن مشروع…

فن وموسيقى

نبيل شعيل يعود الى الحفلات في مصر بعد غياب…
أصالة تعلن موعد زيارتها الأولى إلى سوريا بعد غياب…
رحيل الفنان لطفي لبيب عقب مسيرة فنية حافلة بالعطاء…
محمد فراج يعود بمسلسل كتالوج في تجربة إنسانية عميقة…

أخبار النجوم

كارمن سليمان تؤكد أن خلافة أنغام شرف كبير لها
بدرية طلبة ترد بإجراء قانوني حاسم بعد اتهامها بتجارة…
مي عمر تستعد لرمضان 2026 بمشروع درامي جديد بدون…
في الذكرى الرابعة لرحيل دلال عبد العزيز استذكار لأبرز…

رياضة

قائمة المرشحين لجائزة الكرة الذهبية 2025 وتشيلسي وبرشلونة في…
محمد صلاح يتلقى عرضاً خيالياً جديدًا من الدوري السعودي
اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس
محمد صلاح يحافظ على مكانه ضمن قائمة الأعلى أجراً…

صحة وتغذية

منظمة الصحة العالمية تعلن أن غزة تسجل أعلى معدل…
قضاء 15 دقيقة يوميًا في الطبيعة قد يكون الحل…
أطعمة غنية بالنشا المقاوم تقلل خطر الإصابة بسرطانات الجهاز…
المشروبات الغازية الدايت قد تُزيد من خطر الإصابة بمرض…

الأخبار الأكثر قراءة

«المركزي الصيني» يتعهد بتسريع الاستجابة للظروف الاقتصادية
التضخم في فرنسا يسجل ارتفاعا يفوق التوقعات في يونيو
اتفاق تاريخي بين بكين وواشنطن يعيد تشكيل خريطة التجارة…
ترامب يؤكد أن كندا كانت دولة صعبة في التعامل…
الأسواق الناشئة تتفوق على الدول المتقدمة رغم تشاؤم المستثمرين