تقوم مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط OCP، الرائد العالمي لصناعات الفوسفاط، بإنجاز عدد من الاستثمارات المهمة بمنطقة آسفي، بحوالي 2,4 مليارات درهم؛ وذلك في إطار التزامها من أجل نشاط صناعي مستدام يحافظ على البيئة.وفي هذا الصدد، أنجزت المجموعة برنامجا مهما للتطوير الصناعي في منطقة آسفي، من خلال إحداث خط جديد لإنتاج الحامض الكبريتي؛ وذلك في احترام تام للمعايير البيئية العالمية في هذا المجال.وصرحت وسيمة بن أُحد، مسؤولة إنتاج الحامض الكبريتي بمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط بموقع آسفي، بأن القدرة الإنتاجية اليومية لهذا الخط الجديد، الذي أطلق عليه اسم “PS4″، تبلغ أكثر من 2300 طن من الحامض الكبريتي في اليوم. ويرتقب أن تدخل هذه المنشأة، التي كلف إنجازها استثمارا كليا يناهز 1.2 مليار درهم، حيز التشغيل مع نهاية 2022.ويندرج هذا الاستثمار، وفق تصريحات المسؤولة ، في إطار استمرارية “برنامج التميز البيئي” الذي تقوده المجموعة في آسفي والذي يرتكز على تكنولوجيا متقدمة كفيلة بالرفع من النجاعة من حيث الإنتاج المستدام والمحترم للبيئة.وأشارت المتحدثة إلى أن المشروع يتميز بتوفره على أنظمة تمكن من استرجاع الطاقة وتخزينها وإنتاج طاقة كهربائية نظيفة، وبالتالي خفض طلب المجمع على الطاقة المولدة من مصادر تقليدية، كما يتيح المشروع خفض استهلاك مياه البحر الموجهة للتبريد.

وتسعى المجموعة، من خلال الوحدة الإنتاجية الجديدة للحامض الكبريتي، إلى تحقيق العديد من الإنجازات البيئية الكبرى. ويتميز هذا المشروع باستعمال تقنية الاستيعاب المزدوج للانبعاثات، مع نظام لاسترجاع الحرارة من أجل الحد بفعالية ونجاعة من الانبعاثات الجوية.وسيتيح خط الإنتاج الجديد مواصلة الاستجابة لمتطلبات الأداء البيئي الأكثر صرامة، خاصة على مستوى الحد من انبعاثات ثنائي أكسيد الكبريت SO2 التي لن تتجاوز في إطار تشغيل هذا الخط نسبة 395 mg/Nm³، وهو مستوى أقل بكثير من السقف الذي حدده البنك الدولي (450 mg/Nm³)..أما فيما يخص معدل تحويل انبعاثات ثنائي أكسيد الكبريت، فإن تصميم المشروع يستجيب لمتطلبات “أفضل التكنولوجيا المتوفرة” ويعادل 135 جزيئة في المليمتر من انبعاثات SO2. وبفضل استعمال نظام (HEROS) لاسترجاع الحرارة، فإن وقع المنظومة من حيث تقليص استهلاك الماء المستعمل للتبريد يقدر بحوالي 2.000 متر مكعب في الساعة.وحسب المسؤولين بمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، سينتج عن تشغيل هذه الوحدة الإنتاجية الجديدة تحسين إنتاج الحامض الكبريتي، وبالتالي، الحامض الفوسفوري. كما سيمكن المشروع من تلبية جزء من احتياجات البخار للمحطات الحرارية للمنصات الصناعية “Maroc Chimie” و”Maroc Phosphore 1″، وذلك بفضل نظام استرداد البخار الناتج عن عملية إنتاج حامض الكبريت.

وستكون للمشروع كذلك آثار اقتصادية مهمة بالنسبة إلى المنطقة على مستوى قطاعي التجارة والصناعة؛ وذلك من خلال تشجيع استعمال المكونات والمواد المنتجة محليا في بناء الوحدة الإنتاجية، ناهيك عن إحداث العديد من فرص العمل في المنطقة خلال مختلف مراحل إنجاز المشروع.وستساهم هذه المنشأة الجديدة أيضا في تنويع إنتاج مشتقات الفوسفاط وتحسين حصص المجموعة في الأسواق العالمية للمنتجات الفوسفاطية، ناهيك عن تخفيض تكاليف إنتاج المنتجات المشتقة من الفوسفاط وزيادة تنافسية منشآت OCP وتحسين مواقعه على الصعيد العالمي.تعد Sulfacid واحدة من الحلول التكنولوجية الرائدة التي طورتها مجموعة OCP بمركبها بآسفي، ويتعلق الأمر بحل مبتكر يُمكن من الحد بفعالية من انبعاثات ثنائي أكسيد الكبريت (SO2)، ومن ثم تحسين الأداء البيئي عبر احترام أفضل المعايير الدولية. كما تعتبر هذه التكنولوجيا ملائمة لمسلسل تصنيع حامض الكبريت؛ وهو ما يعتبر أمرا غير مسبوق على المستوى الدولي.وأوضح محمد زاد، مهندس مسؤول عن البيئة بمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، أن هذه التقنية جد فعالة، حيث تحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت. وقد قام المجمع بتطويرها، بشراكة مع شركة متخصصة في هذا الميدان.

وتقوم هذه التكنولوجيا على إدماج منظومة إضافية لتنظيف الغاز، عن طريق الغسيل، والتي صممت خصيصا من أجل التخلص من ثنائي أكسيد الكبريت (SO2)، من خلال استرداد كل الغاز المنبعث عبر وحدة اتصال وتحويله إلى حامض الكبريت (H2SO4)، ليعاد استعماله في سلسلة الإنتاج، وفق مفهوم الاقتصاد الدائري.وكشف مسؤولو المكتب، ضمن إفاداتهم، أنه، إلى حدود الآن، تم تزويد ثلاثة خطوط إنتاج لحامض الكبريت في مركب آسفي بتكنولوجيا Sulfacid. وتمثل هذه التكنولوجيا الجديدة، حسب المسؤولين في موقع آسفي، منعطفا تاريخيا من حيث الحد من الانبعاثات الغازية، إذ يبلغ معدل التخلص من ثنائي أكسيد الكبريت بنسبة 99 في المائة. وقد كلف وضع هذا النظام بموقع آسفي استثمارا بقيمة 420 مليون درهم.ودائما في إطار الحفاظ على البيئة، قامت مجموعة OCP بتجهيز مختلف المنشآت الإنتاجية للحامض الفوسفوري في آسفي بأنظمة لغسيل الغازات التي تحتوي على مادة الفليور، مُتمكنة بذلك من احترام المستويات العالمية الأكثر صرامة.ويمكن نظام الغسيل المعتمد من احترام أكثر النسب إلزامية عالميا لمستويات الفليور في المدخنة (< 5 mg/Nm3). ويتضَمن المشروع تزويد ثمانية خطوط إنتاج للحامض الفوسفوري في آسفي بمثل هذا النظام، وهو ما تطلب استثمارا بـ744 مليون درهم.

كما قامت المجموعة بتطوير حلول تتوخى تخفيف أثر انبعاثاتها من حيث الوقع على الرائحة وحاسة الشم؛ وذلك على الرغم من انعدام أي تأثيرات لهذه الانبعاثات التي تحترم المعايير الدولية الأكثر صرامة في هذا المجال.تشمل استثمارات المجموعة أيضا بمركبها الصناعي بمركب آسفي قياس جودة الهواء بمواقع الإنتاج؛ وذلك من خلال تكنولوجية Plum’air، وهي عبارة عن منصة رقمية آنية توفر معطيات مستمرة على مدار الساعة حول جودة الهواء.وبفضل هذا النظام المعتمد في مواقع آسفي والݣنتور والجرف الأصفر، يتم إنجاز نمذجة فورية وتوقعية لوقع الانبعاثات الجوية لوحدات المجموعة لمدة 48 ساعة ومتابعة جودة الجو المحيط بها، وهي المعطيات التي تمكن من التتبع المستمر لمدى احترام المعايير المُحَددة من منظمة الصحة العالمية.وذكر عبد الرحيم بنشبابة، مسؤول الصحة والسلامة والبيئة بموقع آسفي للمجمع الشريف للفوسفاط، أن النظام المعلوماتي Plum’air يعتمد على المعطيات المناخية التي توفرها المديرية الوطنية للأرصاد الجوية لتقديم السيناريوهات التي يجب العمل بها للحد من الانبعاثات الغازية للمنشآت الصناعية.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

تتويج 28 تعاونية للشباب المغاربة بالجائزة الوطنية " الجيل المتضامن"

برنامج مغربي يواكب خمس مقاولات إفريقية ناشئة في الابتكار الفلاحي