هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد بسخرية وبشدة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ومساعده يوناتان أوريخ الذي يخضع للتحقيق في مزاعم حول "تلقيه أموالا من قطر".
وعبر حسابه على "فيسبوك"، كتب يائير لابيد: "لدي متحدث باسمي يدعى نيف. هو شخص مضحك وذكي ويشجع فريق هبوعيل بئر السبع.. ماذا كان سيحدث لو اتضح أنه خلال الحرب تلقى أموالا من قطر.. الكثير من المال.. آلاف الدولارات شهريا.. دون أن يعلم أحد.. دون أن يتم إبلاغ الشاباك.. دون أن يعلم الأشخاص الذين يلتقي بهم كل يوم — رجال الجيش، والمخابرات العسكرية (أمان)، والموساد — أن القطريين يدفعون له، بالمجمل، ملايين الشيكلات. ماذا كان سيقول عنه ينون مغال (صحافي وسياسي إسرائيلي)؟ بماذا كان نتنياهو سيصف هذا؟ ما هو الاسم الذي كان سيطلقه على شخص يجلس في مكتب رئيس المعارضة، في زمن الحرب، ويتلقى ثروة هائلة من دولة معادية؟"، على حد قوله.
وتابع لابيد: "لا، بجدية، توقفوا للحظة، ما هي الكلمة التي كان سيستخدمها؟ ما هي الكلمة التي تصف هذا بشكل أفضل؟ بالتأكيد هناك كلمة واحدة، ليست طويلة، تصف شخصًا يتلقى المال من الأعداء في وقت الحرب"، وفق وصفه.
وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق قائلا: "لو كان هذا قد حدث في مكتبي، هل تعتقدون أن نتنياهو كان سيقول إنه، في نظره، "لا يوجد أي خطأ في ذلك"، كما قال في استجوابه لدى الشرطة، أم أنه ربما كان سيقول شيئا آخر؟ هل كان سيقول ذلك عن نيف فقط، أم عني أيضا، لأنني سمحت بحدوث ذلك؟ هل كان سيتّهمني بالإهمال الإجرامي، أم بشيء أسوأ؟ ماذا كان سيقول زمري وعيريت لينور (كلاهما يشارك في برنامج "هاباتريوتيم" (The Patriots) على القناة 14 الإسرائيلية، وهو برنامج يُعرف بمواقفه اليمينية)؟ ما هي العبارات التي كانا سيستخدمانها في البث لو أن نيف كان يتلقى المال من القطريين؟ ليس القليل من المال، بل الكثير منه. لنقل، 18 ألف دولار شهريا، مباشرة في الحساب".
وأكمل لابيد: "ما هي الكلمة التي كانوا سيستخدمونها لوصف هذا؟ هل كانوا سيقولون إن نيف وحده هو المذنب، أم أنهم كانوا سيطالبون بطردي فورا من منصبي، واعتقالي، وسجني، ورمي المفتاح، وملاحقة كل من له علاقة بي، وعائلتي، والتحقيق فيمن استفاد من المال؟ بماذا كانوا سيصفون تلقي نيف كل هذا القدر من المال من دولة عربية داعمة للإرهاب يقيم فيها كل كبار قادة حماس؟ ما هي الكلمة التي كانوا سيستخدمونها؟ ما هي الكلمة المناسبة؟ حسنًا، ما هي؟" على حد تعبيره.
تجدر الإشارة إلى أن يوناتان أوريخ، مستشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اشتبك ليلة أمس على منصات التواصل الاجتماعي مع مراسل قناة "كان 11" روعي يانوفسكي، بعد أن أورد الأخير تقريرا عن المبالغ المالية التي يُزعم أن أوريخ تلقاها من قطر، خلال عمله المشترك معها.
وأشار التقرير إلى أنه وفقًا لتقديرات وكالات إنفاذ القانون - الشرطة وهيئة حظر غسل الأموال وتمويل الإرهاب - يُزعم أن القطريين دفعوا مبلغا إجماليا يقدّر بنحو 10 ملايين دولار لمسؤولين أمنيين سابقين، وعناصر سابقين في الموساد، وأفراد مقربين من رئيس الوزراء. وكان الجزء الأكبر من الدفع مقابل مشروع "لايتهاوس" (المنارة) – وهو المشروع الرئيسي الذي يجري التحقيق فيه، والذي كان هدفه "تعزيز صورة قطر على شبكات التواصل الاجتماعي وفي المجتمعات اليهودية حول العالم، باستخدام شخصيات افتراضية ("أفاتارز"). عمل المشروع في الفترة ما بين أواخر عام 2021 وحتى عام 2024"، وفق ما يتم زعمه.
ووفقا للتقرير أيضا، فإن "الأموال انتقلت من قطر إلى شركة بريطانية، ومنها إلى شركة إسرائيلية يملكها مسؤولون كبار سابقون. وبلغ إجمالي المدفوعات للمشروع لجميع الأطراف المعنية مئات الآلاف من الدولارات شهريا".
و"بالإضافة إلى اللواء احتياط بولي مردخاي ومسؤولين كبار سابقين في المؤسسة الأمنية، تم توظيف أفراد من الشركة التكنولوجية "كويوس"، وشركة "بيرسيبشن" التي يملكها يسرائيل آينهورن، والتي تم توظيفها من قبل الشركة المملوكة للمسؤولين الأمنيين السابقين. تلقت "بيرسيبشن" دفعة شهرية تبلغ حوالي 45 ألف دولار مقابل المشروع لأكثر من عامين. ومن هذا المبلغ، حصل أوريخ على حوالي 18 ألف دولار شهريا، لأكثر من عامين"، حسب ما تم نشره.
في المقابل، نشر مكتب الإعلام الدولي في قطر في أبريل الماضي، بيانا "ردا على التقارير الإعلامية الكاذبة حول عملية الوساطة بين حركة حماس وإسرائيل"، قالت فيه: "تعرب دولة قطر عن استنكارها الشديد للتصريحات الإعلامية من قبل بعض الإعلاميين والوسائل الإعلامية التي تزعم قيام دولة قطر بدفع أموال للتقليل من جهود جمهورية مصر العربية الشقيقة أو أي من الوسطاء في عملية الوساطة بين حركة حماس وإسرائيل".
وأكدت قطر أن "هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، ولا تخدم سوى أجندات تهدف إلى إفساد جهود الوساطة وتقويض العلاقات بين الشعوب الشقيقة، كما أنها تمثل حلقة جديدة في مسلسل التضليل وتشتيت الانتباه عن المعاناة الإنسانية والتسييس المستمر للحرب"، محذرة من "انزلاق هؤلاء الأشخاص نحو خدمة مشاريع ليس لها من هدف إلا إفشال الوساطة وزيادة معاناة الأشقاء في فلسطين".
وتابع البيان: "تظل دولة قطر ملتزمة بدورها الإنساني والدبلوماسي في التوسط بين الأطراف المعنية لإنهاء هذه الحرب الكارثية، وتعمل بشكل وثيق ومستمر مع الأشقاء في جمهورية مصر العربية لتعزيز فرص تحقيق تهدئة دائمة وحماية أرواح المدنيين".
وأشادت قطر "بالدور المحوري للأشقاء في جمهورية مصر العربية في هذه القضية الهامة، حيث يجري التعاون والتنسيق اليومي بين الجانبين لضمان نجاح مساعي الوساطة المشتركة الهادفة إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة"، مجددة تأكيدها على أن "جهود الوساطة يجب أن تبقى بمنأى عن أي محاولات للتسييس أو التشويه، وأن الأولوية تظل في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني وحماية المدنيين وتحقيق تسوية عادلة ومستدامة وفق حل الدولتين".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر