النساء ضحايا الأبحاث العلمية والرجال الأوفر حظًا بالعلاج
آخر تحديث GMT 10:20:20
المغرب اليوم -

النساء ضحايا الأبحاث العلمية والرجال الأوفر حظًا بالعلاج

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - النساء ضحايا الأبحاث العلمية والرجال الأوفر حظًا بالعلاج

النساء ضحايا الأبحاث العلمية
لندن - كاتيا حداد

كشفت أبحاث طبية أنّ كل خلية في جسم الإنسان تتمتع بنوع جنسي، وهو ما يعني أنّ الرجال والنساء مختلفون على المستوى الخلوي، وهذا يعني أيضًا أنّ الأمراض، والعلاج، والمواد الكيميائية تؤثر على الجنسين بشكل مختلف. وأكدت المتخصصة في علم الأوبئة من كلية الطب في جامعة "هارفارد" تمارا جيمس تود، أنّه تاريخيًا تم استبعاد الإناث من أبحاث السموم أو الأبحاث الطبية الحيوية، في حين تم إحراز تقدم منذ عام 1993، عندما كلفت المعاهد الوطنية للصحة بضرورة إدراج النساء والأقليات في الأبحاث الصحية التي تمولها الحكومة.

وأوضحت تمارا، أنَّ الباحثين في مستشفى "بريغهام" في بوسطن أرَّخوا في تقرير عام 2014، أنّه تم استبعاد النساء من البحوث الصحية في المرحلة الأولى من الأبحاث، وأن استبعادهم فشل في تحديد الأثر الحاسم لتأثير الجنس والنوع الاجتماعي في الوقاية والتشخيص والعلاج من المرض.

وأضافت: "عندما يتم استبعاد الإناث من الأبحاث، أو عدم إدراجهن في كثير من الأحيان بأعداد كافية، يفشل الباحثون في تحليل البيانات بشكل منفصل وفقًا للجنس؛ ما يعيق إمكانية تحديد الاختلافات المهمة التي يمكن أن تعود بالنفع والصحة على الجميع". وأبرزت أنّ أمراض القلب والأوعية الدموية القاتل رقم واحد للنساء في الولايات المتحدة، وأنَّ هذه الأمراض تؤثر على الرجال والنساء بشكل مختلف في جميع المستويات بما في ذلك الأعراض وعوامل الخطر والنتائج؛ لكن مشاركة النساء في أبحاث القلب والأوعية الدموية والتجارب السريرية لا تتعدى الـ 31% من المشاركة في تجارب تلك الأبحاث المهمة.

وأشارت تمارا إلى أنَّ تغييرات الغدد الصماء الرئيسة عند المرأة تؤثر على حياتها خلال مراحل حياتها المختلفة، في سن البلوغ، والحمل، وانقطاع الطمث، وتم ربطها جميعًا بزيادة مخاطر الإصابة بالاكتئاب، كما أنَّ امتصاص أجساد النساء للأدوية يتم بشكل مختلف عن الرجال بأقل من 45٪. وبيَّنت أنّ إصابة النساء بمرض مثل الزهايمر يختلف عن نسبة إصابة الرجال به، ففي حين أنّ عدد المصابين بالمرض في العالم عددهم 5.1 مليون شخص، ثلثيهم من النساء، والتفكير السائد يرجع زيادة نسبة إصابة النساء بالزهايمر أكثر من الرجال إلى أنّ المرأة تعيش لفترة أطول؛ لكن الأبحاث الحديثة أثبتت أنّ ذلك عائد إلى التغيرات الهرمونية في سن اليأس، فضلًا عن اختلاف النوع في التعبير الجيني الذي ربما يكون له علاقة مباشرة بذلك. ويقتل مرض مثل سرطان الرئة مزيدًا من النساء في كل في العام، أكثر من سرطان الثدي، والمبيض، والرحم جنبًا إلى جنب، والغريب هنا أنّه يصيب الشابات غير المدخنات أكثر من غيرهن من المدخنات، ووجد الباحثون أنّ الهرمونات الجنسية، وخصوصًا هرمون الاستروجين، يؤثر على نمو سرطان الرئة ويسبب الوفاة.

وأفادت تمارا بأنَّ إدراج مزيد من النساء في التجارب السريرية؛ أدى إلى اكتشاف أدلة تؤكد أنّ بعض علاجات سرطان الرئة تعمل على نحو أفضل مع النساء أكثر من الرجال؛ ولكن في الوقت الذي باتت تشارك النساء بصورة أكبر في التجارب السريرية لسرطان الرئة أكثر مما مضى، فإنها تظل أقل احتمالًا للتسجيل في التقارير مقارنة بتقارير الرجال. وتابعت: "لم يتضح حتى مع إشراك المرأة في دراسات علم السموم، إذا كانت تلك الدراسات كافية أم لا لدرس المرض والوقاية منه، في حين أنّ اختبارات الأورام الثديية المتعلقة بالتعرض للمواد الكيميائية، على سبيل المثال، فإنها لا تدرس تأثير المواد الكيميائية على نمو الغدة الثديية، وبالنظر إلى أنّ الفتيات المراهقات يستخدمن المزيد من منتجات النظافة أكثر من النساء البالغات، مما يستدعي التفكير في أنّ ذلك له تأثير كبير في الهرمونات وفي الإصابة بالمرض". وأكد رئيس فرع في الآثار الصحية قسم البرامج المبيدات وكالة حماية البيئة الدكتور كريستين جونسون الذي يشغل أيضًا منصب المنسق الوطني الأميركي لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية "أو أي سي دي"، أنَّ السياسات الحكومية التي تدعم إشراك النساء أحدثت بعض التغيير وأدت إلى تشكيل برامج صحة المرأة في الجهات المختلفة.

وأضاف جونسون: "أن الدعم الحكومي أدى إلى بعض الإنجازات الكبيرة، بما في ذلك كثيرًا من المعلومات المتاحة حول كيفية تأثير أمراض القلب والأوعية الدموية على النساء بشكل مختلف عن الرجال، والمخاطر المختلفة من العلاج بالهرمونات البديلة". واستدرك: "لكن، حتى في الجهات الحكومية مع السياسات الصارمة والمحددة بخصوص إشراك المرأة، مثل: المعاهد الوطنية للصحة، المؤسسة العامة للغذاء والدواء، ومراكز السيطرة على الأمراض، فإنه لا يتم دائمًا تطبيق هذه السياسات بدقة". ولفت إلى أنّ "دراستين من الدراسات التي أجريت أخيرًا على عقاقير خفض الكولسترول مثالًا على مدى التقدم الذي نرجوه؛ كانت نتائجها في عام واحد، بالغة الأهمية، وكان من بينهم نساء ولكن لم يكن هناك أي معلومات منشورة حول ماهية رد فعل النساء على المواد المخدرة مقارنة بالرجال".

واستأنف: "هذا أمر مهم لأننا نعلم أنّ للمرأة آثار جانبية مختلفة، حتى هذا ربما يكون دواءً جيدًا بالنسبة إلى النساء، لكننا لا نعرف مدى ذلك".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النساء ضحايا الأبحاث العلمية والرجال الأوفر حظًا بالعلاج النساء ضحايا الأبحاث العلمية والرجال الأوفر حظًا بالعلاج



GMT 23:32 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا تجري محادثات لشراء صواريخ بعيدة المدى

GMT 17:42 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بلد جديد ينضم للاتفاقيات الإبراهيمية

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
المغرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 02:59 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
المغرب اليوم - أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمامي يتراجع عن الاستقالة من الجيش الملكي

GMT 15:14 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مشروع قانون المالية المغربي لسنة 2020

GMT 17:38 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حيوان المولوخ الأسترالي يشرب الماء عن طريق الرمال الرطبة

GMT 13:15 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

سعد الصغير يعلن عن قلقه من الغناء وراء الراقصات

GMT 12:18 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

جهود دولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية

GMT 13:15 2012 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

لكل زمن نسائه

GMT 15:54 2015 الإثنين ,06 تموز / يوليو

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib