في حوار خاص مع جريدة محلية، قال مدرب المنتخب الوطني تحت 20 سنة، محمد وهبي، إن نهائي كأس العالم الذي ظفر به “أشبال الأطلس” لم يترك مساحة لحوافز إضافية بالنسبة للاعبين، مُعتبرا أنه حرص على تحضير المجموعة بشكل متوازن من حيث الحماس والرغبة، حتى لا تنعكس هذه العناصر بصورة سلبية وتصب في منحى يتعارض مع الاستعداد الجيد للمشهد الختامي للمسابقة.
وقال الإطار الوطني، في حوار سيُنشر لاحقا على جريدة رياضية : “التحفيز كان تلقائيا قبل النهائي، فقد كنا سنخوض نهائي كأس العالم أمام المنتخب الأرجنتيني، اللاعبون كانوا متحمسين بشكل آلي، رأيتهم يتحدثون عما اعْتُبر استفزازا من المنافس، لكنني لم أهتم أو أكثرت لذلك”.
وتابع وهبي قائلا: “كنت أدري أن الفولفكلور الأرجنتيني هو هكذا بطبيعته، ليس ثمة إشكال، هم يحتفلون ويغنون والأمر ليس شخصيا. قلت للاعبين إن عليهم ألا يتفاعلوا مع ذلك بصورة سيئة، ومن جانبي لم أُرد إضافة المزيد من الحوافز على اللاعبين، حتى لا ينحرف التحضير إلى منعرج خطر. وما ختمت به في خطابي هو أن خسارتنا أمام الأرجنتين ستُعرّضنا إلى احتفالات إضافية من طرفهم وسيصعب علينا تقبُّل ذلك”.
وبشأن الدينامية الإيجابية التي تُحيط بنتائج المنتخبات الوطنية، وما إن كان ذلك يُشكّل ضغطا إضافيا على الأطر والمدربين، أوضح وهبي بالقول: “لدينا تواصل مستمر وانسيابي بيننا كمدربي المنتخبات، من جهتي أسعى دائما إلى خدمة زملائي، إنها منافسة إيجابية بيننا وتُزوِّدني بالطاقة والحوافز، كنا دوما كمغاربة نُقدّم مستويات جيدة في المسابقات، لكن الفعالية ظلت تعوزنا، والآن اكتسبنا هذه الفعالية وفتحنا أبواب الحلم لبعضنا البعض”.
وأردف المتحدث نفسه قائلا: “حينما أحرز نبيل باها كأس أمم أفريقيا تحت 17 سنة ارتفع حماسي وزادت حوافزي، نأمل ألا نكون نحن آخر من يتوج بلقب عالمي، نتمنى الظفر بكأس أمم أفريقيا مع وليد الركراكي وكذلك الأمر رفقة طارق السكتيوي في كأس العرب، وأيضا مع باها في كأس العالم للفتيان، لكن دون أن نضع عليهم ضغطا خاصة في فئة الناشئين”.
وعرّج وهبي على علاقته بوالديْه ومحيطه المُقرّب، وكيف تفاعل مع الإنجاز المونديالي للمنتخب الوطني للشباب، بقوله: “بعد التتويج، اتصلت بالوالديْن والزوجة والأبناء، وانتظرت اتصال الرئيس فوزي لقجع، هم من كنت حريصا على التواصل معهم، ثم إن أمي لا تقوى كثيرا على مشاهدة المباريات، بل فضّلت الانزواء في غرفتها وقراءة القرآن وظلت تدعو لي”.
“أما والدي، فهو هادئ دوما، لكن بعد المقابلة كان متأثرا للغاية بالتتويج، الوالدان ضحيات كثيرا من أجل نعيش بكرامة ووفّرا لنا التمدرس، لقد شعرا بفخر بالغ”، يستطرد قائد العارضة الفنية للمنتخب الوطني للشبان، مؤكدا في الوقت نفسه أن “أكاديمية محمد السادس لكرة القدم” كان لها دور حيوي في سلاسة تدفّق المواهب وصقل مهاراتها والدفع بها إلى التمثيل الجيد للمنتخبات الوطنية.
وأعرب وهبي عن فخره إزاء التهنئة التي قدّمها الملك محمد السادس لمكونات المنتخب المغربي للشباب، لافتا إلى أن الاستقبال التي حظيت به فعاليات النخبة الوطنية من طرف ولي العهد الأمير مولاي الحسن كان له أثر بالغ على اللاعبين ومختلف الأطقم، فضلا عن الاحتفاء الشعبي الذي خُصّص لهم بالعاصمة الإدارية الرباط.
وكان “أشبال الأطلس” قد أحرز أول لقب مونديالي للكرة المغربية، إثر التغلب على المنتخب الأرجنتيني، بهدفين نظيفين، في المباراة النهائية، على أرضية ملعب “خوان مارتينيز الوطني” بالعاصمة التشيلية سانتياغو.
وأزاحت كتيبة وهبي في الرحلة المونديالية مجموعة من المنتخبات المتمرسة، على غرار إسبانيا والبرازيل وفرنسا والأرجنتين، صانعة مسارا استثنائيا في تاريخ الكرة الوطنية والعربية والأفريقية.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
ولي العهد المغربي يستقبل منتخب أشبال الأطلس بعد التتويج العالمي
الكرة العربية تدخل التاريخ من بوابة كأس العالم للشباب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر